بإنتاج 24 ألفاً و 82 طناً من مساحة زراعية قدرها ألفان و 717 هكتاراً
الرمان اليمني.. تفرد في الأسواق الخارجية
الأهمية الاقتصادية للرمان اليمني تكمن في كونه من الفواكه المرغوبة القابلة للتصدير
صعدة تحتل المرتبة الأولى في قائمة المحافظات المنتجة لأجود أنواع الرمان
الرمان من أشهر الفواكه التي ينتجها المزارعون اليمنيون في مختلف المحافظات، حيث يبدأ موسم زراعة هذا المحصول من يونيو وينتهي في نوفمبر.
ويكتسب الرمان اليمني أهمية خاصة كونه أجود أنواع الرمان في العالم ما جعله يمتلك قدرة تنافسية عالية في الأسواق الخارجية مقارنة بأنواع الرمان التي تنتجها البلدان الأخرى.
وبحسب الدليل الإرشادي الذي أصدرته وزارة الزراعة والري لتوعية المزارعين وتنمية قدراتهم التسويقية والتصديرية؛ تتركز زراعة الرمان في محافظات (صعدة، عمران، ذمار، صنعاء، البيضاء، تعز).
وتشكل محافظة صعدة النسبة الأكبر في إنتاج الرمان في اليمن، وتعتبر الأصناف التي تزرع فيها هي الأجود والأكثر لذة بين الأصناف الأخرى.
الثورة / يحيى الربيعي
وفي إحصائية لوزارة الزراعة يبلغ إنتاج اليمن من فاكهة الرمان نحو 24 ألفاً و82 طناً من مساحة مزروعة قدرها ألفان و717 هكتاراً.
وأشارت البيانات إلى أن إنتاجية محافظة صعدة من الرمان خلال العام الماضي، بلغت 15 ألفاً و688 طنا من مساحة زراعية تجاوزت ألفاً و728 هكتاراً، تلتها محافظة عمران بإنتاجية تبلغ ألفين و545 طناً، ومحافظة ذمار في المرتبة الثالثة بإنتاج نحو ألف و918 طناً ثم محافظة صنعاء بما يعادل ألفاً و451 طناً.
القيمة الاقتصادية
يشير الدليل الإرشادي إلى أن الأهمية الاقتصادية للرمان اليمني تكمن في كونه من الفواكه المرغوبة والقابلة للتصدير حيث يدخل في قائمة المحاصيل الزراعية التي يتم تصديرها للعديد من الدول ، نظراً لجودته وسمعته المحلية والإقليمية، كما أن الرمان يدخل في الكثير من الصناعات الغذائية والمشروبات والتي تعمل على تحسين من مستوى معيشة المزارعين وبالتالي تحسين الدخل القومي.
القيمة الغذائية
الرمان فاكهة غنية بالمواد المضادة للأكسدة والتي تعمل على محاربة كثير من أمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية ، كما يحتوي الرمان على نسبة قليلة جداً من الدهون ولا يحتوي على الكولسترول، وفيه نسبة عالية من فيتامينc الذي يعمل كمضاد للميكروبات والالتهابات والأمراض الفيروسية وكذلك يحتوي على نسبة عالية من فيتامين k الذي يعمل على تقوية العظام.
كما تحتوي بذور الرمان على نسبة عالية من السعرات الحرارية ونسبة عالية من الألياف والبروتين.
كما يعمل الرمان على تقوية الجهاز الهضمي فتناول عصير الرمان يعمل على تسهيل عملية الهضم وطرد الديدان الموجودة في الجسم، كما يساعد في تقليل مخاطر مرض السكر والأمراض المصاحبة مثل تصلب الشرايين، أيضاً يساعد الرمان في علاج فقر الدم لاحتوائه على كميات كبيرة من الحديد تعمل على رفع الهيموجلوبين في الدم .
وقشرة الرمان تستخدم في علاج كثير من أمراض المعدة والكلى كما تستخدم في استخراج بعض مواد الصباغة .
مهندسون زراعيون يؤكدون أنه برغم ما يتميز به الرمان اليمني من جودة عالية غير أن هذا المحصول يواجه مشاكل ومعوقات متنوعة ومتعددة بعضها في الجانب الزراعي والإنتاجي بالإضافة إلى وجود قصور في أداء العمليات الزراعية لأشجار الرمان مثل التقليم والري والتسميد والمسافات الزراعية وعمليات الجني والقطف للثمار بطرق غير سليمة وغيرها من العمليات الزراعية التي يغفل عن تنفيذها العديد من المزارعين ومما لا شك فيه أن هذا النوع من المشكلات قد تسبب في انتشار العديد من الآفات والأمراض على أشجار وثمار الرمان وتسببت أيضاً في حصول فواقد كبيرة بالثمار مما ألحق خسائر فادحة سواء للمزارع أو للدولة بشكل عام، أيضاً تدني وعي بعض المزارعين بمخاطر وأضرار الاستخدام العشوائي للمبيدات مما فاقم من المشكلات الإنتاجية للرمان.
مشاكل التسويق
ويقول: المهندسون أن بعض المشكلات تتمثل في الجانب التسويقي مثل عدم الاهتمام بمعاملات الحصاد وما بعد الحصاد لثمار الرمان سواء فيما يتعلق بعملية القطف الصحيح للثمار وعملية التجميع في الحقل باستخدام عبوات غير مناسبة لجمع الثمار ونقلها، وأيضاً تدني كفاءة الفرز والتدريج والتعبئة وهناك أيضاً قصور في جوانب وسائل النقل المبرد للثمار وعدم الالتزام بمعايير وأسس النقل المبرد خصوصاً تلك الشحنات التي يتم تجهيزها للخارج ، مع العلم بأن إغفال وعدم تنفيذ هذه المعاملات بالطرق الصحيحة يعتبر سبباً رئيسياً في رفض شحنات الرمان التي يتم تجهيزها للتصدير للدول الأخرى.
ويشير المهندسون الزراعيون إلى أن المتطلبات التي يحتاجها محصول الرمان .. تتمثل بالمتطلبات فنحن في أمسّ الحاجة لها ومن هذه المتطلبات تنفيذ دراسات شاملة لأصناف وطرز الرمان في اليمن وتحديد متطلبات هذه الأصناف أو الطرز من جوانب الاحتياجات البيئية والمناخية والري والتسميد ومقاومة الآفات وغيرها من الدراسات البحثية التي تفيد جهاز الإرشاد الزراعي ليتسنى له نقل هذه المعلومات بصورة آمنة ومضمونة لكافة مزارعي ومنتجي الرمان، أيضاً من المهم تنفيذ دراسات بحثية لتحديد البصمة الوراثية لمحصول الرمان اليمني بهدف حفظ هذا المورد النباتي المحلي كأصل نباتي يمني على مستوى العالم ومحاولة الاستفادة منه من خلال دراسات وتقييم وتوفيرها للباحثين والمعنيين والمهتمين للاستفادة منها في برامج البحث والتطوير الزراعي.
ومع الأضرار التي لحقت بمزارع الرمان جراء استمرار العدوان والحرب الذي يشنها التحالف السعودي الإماراتي على اليمن منذ 26 مارس 2015، تراجعت زراعة وإنتاج هذا المحصول الاقتصادي، بالمقارنة عما كان عليه الإنتاج قبل سنوات العدوان، حيث تراجع إنتاج الرمان اليمني بفارق 3,467 طناً، وقرابة 190 هكتاراً.
مبادرات
وبحسب تقرير لها سعت وزارة الزراعة والري، إلى تنفيذ العديد من التدخلات والمبادرات لتشجيع زراعة وإنتاج فاكهة الرمان بما في ذلك تبني برامج الإدارة المتكاملة لمحصول الرمان.
ومطلع الشهر الجاري، أصدرت وزارة الزراعة اليمنية، دليلاً إرشادياً لمزارعي الرمان بهدف بناء قدرات المرشدين المحليين والمزارعين في مناطق زراعته وتنمية مهاراتهم، والتوعية بمعالجة المشاكل التي تؤثر على إنتاج المحصول وتنمية قدرات المسوقين والمصدرين للرمان والعمليات التسويقية المرتبطة بتحسين جودة المنتج ورفع قيمته التنافسية والتصديرية.
ويقول وزير الزراعة والري، المهندس عبد الملك الثور، إن الوزارة بصدد تنفيذ حزمة من البرامج والأنشطة الزراعية ومنها الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات النباتية وتعزيز دور الإرشاد الزراعي وتحسين خدمات التسويق الزراعي بما يشجع المزارعين على التوسع في زراعة وإنتاجية المحاصيل الزراعية بما فيها الرمان.
رمان صعدة درجة أولى في العالم
وأكد وزير الزراعة أن محافظة صعدة تحتل المرتبة الأولى في قائمة المحافظات المنتجة لأجود أنواع الرمان والمخصص للتصدير الخارجي. موضحاً أن منتجات صعدة الزراعية ذات جودة عالية تمكنها من المنافسة في السوق المحلية والخارجية.
وأشار الوزير إلى أن وزارة الزراعة تسعى إلى توفير التسهيلات لتشجيع الاستثمار في هذا المجال بما يخدم آلية التسويق والتصدير لثمار الفواكه خاصة الرمان الذي تشتهر بزراعته وإنتاجيته محافظة صعدة.
المحافظة الأولى
ووفقا لبيانات إدارة الإحصاء الزراعي في صنعاء، تصدرت محافظة صعدة قائمة المحافظات اليمنية في زراعة وإنتاجية الرمان ذي الجودة العالية، والذي يحظى بإقبال المستهلكين داخل البلاد وخارجها.
وبحسب البيانات، فقد بلغت إنتاجية محافظة صعدة، قرابة 15.688 طناً من الرمان، خلال العام 2018م، بمساحة زراعية تجاوزت 1,728 هكتاراً. تلتها محافظة عمران بإنتاجية 2.545 طناً، في حين احتلت محافظة ذمار المرتبة الثالثة بإنتاج الرمان الذي بلغ نحو 1.918 طناً، ثم محافظة صنعاء بما يعادل 1.451 طناً خلال العام 2018م.
وبالرغم من الكميات الكبيرة من فاكهة الرمان التي تعج بها الأسواق الزراعية اليمنية، إلا أن تسويقها يواجه معوقات تتعلق بالتخزين والتبريد والتقنيات الفنية الحديثة في عملية التعبئة والتغليف وغيرها. فضلاً عن تأثيرات ظروف الحرب والحصار والأزمة الإنسانية والاقتصادية المتفاقمة في مناطق البلاد.