عواصم/ وكالات
يتجاوز متوسط أعمار البيض المتوقع في الولايات المتحدة بكثير السود كل عام وكذلك في العام الجاري رغم جائحة كورونا، وفقا للبحث الجديد الذي نشرته مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، الذي استخدم بيانات العمر المتوقعة والنماذج الديموغرافية لتقدير عدد وفيات الأشخاص البيض في عام 2020م بفيروس كورونا.
وتضمنت الورقة البحثية بيانات عن وفيات فيروس كورونا حتى 29 يوليو، بحسب ما قالته إليزابيث ريجلي فيلد من قسم علم الاجتماع بجامعة مينيسوتا التي أجرت هذا البحث.
وكتبت ريجلي فيلد لشبكة “سي إن إن”: “في عام 2014م، وهو العام الذي سجل فيه أدنى معدل وفيات للسود على الإطلاق، بلغ معدل وفيات السود حسب العمر حوالي 1061 شخصا لكل 100 ألف، وفي عام 2017م بلغ معدل الوفيات بين البيض الأمريكيين 899 حالة وفاة لكل 100 ألف”.
وأضافت: “معدل الوفيات بحسب العمر للأشخاص البيض بفيروس كورونا يبلغ 28 حالة وفاة لكل 100 ألف، وبالتالي فإن وفيات البيض في الولايات المتحدة، بما في ذلك من فيروس كورونا، لا تزال أقل بكثير من معدل وفيات السود”.
وقال الدكتور أولوبوكولا نافيو إنه لم يتفاجأ بالنتائج، وكتب: “نستنتج أنه مهما قمنا بتغيير الأشياء، فإنها تبقى على حالها”.
ويشير نافيو إلى عدم المساواة العرقية التي تؤدي إلى تفاوتات صحية، على الرغم من جائحة فيروس كورونا.
ووجد البحث الجديد أنه من الناحية النظرية فإنه يجب على 400 ألف شخص من البيض أن يموتوا حتى يعادلوا أقل معدل وفيات مسجل على الإطلاق بين السود.
ويشير البحث إلى أن هذا التقدير للوفيات الزائد هو عبارة عن 5.7 ضعف الوفيات المؤكدة من فيروس كورونا بين البيض حتى تاريخ 29 يوليو.
وكتبت ريجلي فيلد في البحث: “هذه التقديرات تشير إلى أنه حتى في جائحة كورونا فإن معدل وفيات البيض سيظل أقل من معدل وفيات السود المسجلة في الولايات المتحدة”.
وتابعت: “إذا كان معدل وفيات البيض أقل من 400 ألف في عام 2020م، فإن جائحة فيروس كورونا على البيض ستكون تداعياتها أقل على معدل وفيات البيض من معدل الوفيات؛ بسبب عدم المساواة العرقية للسود كل عام”.
وما لم يشهد عام 2020م زيادة عدد الوفيات بين البيض بما يتراوح بين 700 ألف إلى مليون أي بمعدل زيادة بنسبة 31% إلى 46% عن السنوات السابقة، فإن متوسط العمر المتوقع للبيض -حتى في ظل جائحة كورونا- سيظل أعلى مما كان عليه في أي وقت مضى بالنسبة للسود.
وأضافت: “في الواقع، إن الأمريكيين السود يعانون من وفيات فيروس كورونا بشكل غير متناسب، ومن المؤكد أنها ستزيد مع اتساع فجوة الوفيات العرقية”.
وقال نافيو إنه على الرغم من أن المعرفة بالتفاوت العرقي في معدلات الوفيات مجهولة السبب، إلا أنه يجب على الناس أن يضعوا في اعتبارهم أن هذه التقديرات مستمدة من النماذج الإحصائية، وبالتالي قد تكون أقل من الواقع، لكنها لا تزال مفيدة.
وأضاف أنه تم وصف العديد من الأسباب المحتملة للتفاوتات الصحية بين السود والبيض، وأهمها الفجوات بين الأجناس فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية والاقتصادية، والحصول على الرعاية والتأمين، وجودة المستشفى، وتحيز مقدم الرعاية.
وتابع نافيو: “فيما يتعلق بالوفيات أثناء الجائحة، فمن المرجح أن يكون السود والأقليات الأخرى من العاملين في الخطوط الأمامية، وغالبا، لا يكون لديهم خيار البقاء في المنزل”.
وختم بقوله: “هذا التقرير الموجز هو نداء آخر لأمريكا، بأن بعض رعاياها يموتون بمعدل أعلى بشكل غير متناسب مع غيرهم، ومثل جميع الأمهات، تحتاج أمريكا للتحرك فورا لإعالة رعاياها وحمايتهم”.