شريك فاعل في العدوان:

الأمم المتحدة تأريخ أسود وسجل حافل بالنزاعات وتأجيج الحروب

 

الثورة /اسكندر المريسي

قبل الحديث عن مسمى الأمم المتحدة يتبادر إلى الذهن جملة من الاستفسارات الملحة حول ذلك المسمى هل هي فعلاً (الأمم المتحدة) كما يُطرح بالوسطين الإعلامي والسياسي أو كما يجري تداول ذلك المسمى منذ تم تنفيذه عقب الحرب العالمية الثانية بينما في الحقيقة والواقع أن ذلك أو تلك التسمية لا تعد عن كونها منظمة يهودية صهيونية تسيطر باسم الأمم المتحدة على وعي وعقول ودول وشعوب في هذا العالم عندما يجري تصديق تلك التسمية التي تتناقض مع الواقع جملهً وتفصيلا بالنطر إلى تأريخ تلك المنظمة اليهودية وما قامت به منذ تأسيسها وحتى اللحظة الراهنة من إنشاء للنزاعات وتطوير الصراعات .
وما هو حاصل في بلاد اليمن من عدوان خارجي إنما ذلك ثمرة جهود بذلتها المنظمة الأممية، لذلك فإن أي مراهنة على تلك المنظمة ليس إلا مراهنة خاسرة تجهل حقيقة النشأة والتكوين لتلك المنظمة اليهودية، وبالتالي فهي أبعد ما تكون عن القيم والأخلاق التي ترفعها.
فمنذ تأسيس ما يسمى بمنظمة الأمم المتحدة عام ١٩٤٥م في خضم الحرب العالمية الثانية وحتى اللحظة الراهنة لا يمتلك العرب والمسلمون تحديداً موضوعياً دقيقاً لما تقوم به تلك المنظمة من أعمال تتنافى جملةً وتفصيلا مع المبادئ التي تأسست بموجبها منظمة الأمم المتحدة قولاً وفعلاً شكلاً ومضموناً. نقيض حقيقي لقول الله عز وجل: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
خصوصاً واليهود قد حدودوا الوظيفة الأساسية والمهمة الموكلة على كاهل الأمم المتحدة وجدت لكي تنفذ أعمال الظلم في الأرض ضد العرب والمسلمين، فهي لا تذهب إلى أوروبا لأنها منهم وفيهم ولا تذهب أيضاً إلى الغرب أو روسيا أو الصين أو أمريكا بقدر ما تتحدد مهمتها استناداً واضحاً إلى اتباع خطوات الشيطان في كل خطوة شيطانية تنفذها لا يتحدد ذلك فحسب قبل وبعد وأثناء التنفيذ ولكن تلك الخطوات الشيطانية الهدف منها تأسيساً لخطوة شيطانية ثانية وهكذا دواليك.
تثير النزاعات وتنشأ القتال وتغذي الحروب وتسمن الصراعات وتوسع دائرة المعاناة كل ذلك تحت شعار منع الصراعات وتفادي الحروب ووقف النزاعات والعمل على ترسيخ أمن واستقرار الشعوب (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
فهي تقول شيئاً نظرياً وتطبق عكساً له، وكأنها بالتأكيد ليست وكراً للظلم والجور فقط ولكنها كوز النجاسة العالمي، إنها بكل تأكيد نجاسة اليهود المتحدة التي ابتليت بها الشعوب المستضعفة والمقهورة والبلدان النامية، فقد دمرت الصومال وقبل ذلك أنشأت مفوضية اللاجئين لأنها تعي وتدرك الدور التخريبي الذي تقوم به تلبية لأهداف اليهود وحماية مصالحهم كما أنشأت ما يسمى بالشؤون الإنسانية على نحو ما تشهده العراق وسوريا جراء أعمال تلك المنظمة التي تظهر الرحمة وفي باطنها العذاب.
تتكلم على أنها وسط محايد وهي طرف اليهود الموحد. تتحدث عن الحياد والموضوعية وعن النزاهة والشفافية وهي في الحقيقة والواقع اللص الدولي الظاهر والمعلن الذي يشرع للحروب ولنهب الفقراء وقتلهم وسرقة ثرواتهم وإحياء النزاعات وتغذية الحروب وما دخلت بلداً من البلدان إلا وكان الخراب النتيجة المترتبة على مفاهيم الوساطة والمبعوث الدولي واستئناف المباحثات وأهمية عقد جولة جديدة يحضرها اطراف النزاع يتم من خلالها بحث القضايا الشائكة والمعضلات القائمة إلى آخر لغة الكذب المهني وما تنطوي عليه من اطروحات مضللة الهدف منها تزييف وعي الشعوب وتضليل الناس بأكاذيب تلك المنظمة .
التي وحّدت الخلافات بين المسلمين إلى درجة صار صراع المسلمين مع بعضهم البعض يتم ويجري وينفذ تحت رعاية الأمم المتحدة للظلم والفجور، ومن المؤسف أن بعض الدهماء من الناس وممن ينتسبون لدين الإسلام دائماً ما يلهثون وراء نجاسة كوز اليهود لكي تطهرهم من الصراعات وتحل مشاكلهم الداخلية وتنشد لهم الأمن والسلام متجاهلين بأنها وجدت لزعزعة امن واستقرار الشعوب وإثارة الأحقاد والضغائن بين المسلمين وتوسيع نطاق الحروب المختلفة.
ودائماً ما تدعو عقب كل جريمة تنفذها ضد المسلمين إلى ضرورة وقف العدوان ورفع الحصار والذهاب إلى حوار سياسي من اجل عقد مؤتمر وطني شامل لكل الأطراف السياسية ويضم كل المكونات الصغيرة والكبيرة على أهمية إشراك المرأة في ذلك المؤتمر لكي يكون لها دور فاعل في تحقيق الأمن والاستقرار وإيجاد التنمية المستدامة وفقاً لسياسة الوضوح والشفافية التي تتميز بها منظمة الأمم المتحدة.
إن ذلك الحديث المشار إليه هو أسطوانة المنظمة الأممية جرى طرحه في السودان سابقاً فحصل الانفصال واتسع نطاق المشكلة وزاد الصراع وتعددت أطرافه وجرى طرح تلك اللغة القائمة على الكذب المهني والمجردة من الحقيقة في بلاد اليمن عندما تم تكليف وسيط تلك المنظمة عام ٢٠١١م، كانت المشكلة القائمة ممكن حلها في نطاق اليمن والأزمة لم تكن في دائرة التصعيد الذي يباعد بينها وبين الحلول والمعالجات في النطاق المحلي المحدد.
غير أن ذلك المبعوث دوّل القضية وأزّم الأزمة ووسع دائرة الصراع ولا يختلف المبعوث الحالي عن سابقه خاصة ومهمته تقتصر في توسيع العناصر المحلية المؤيدة للعدوان الخارجي وإيجاد مساحة واسعة لتلك العناصر لما من شأنه تكريس النزاعات الأهلية والمباعدة الجذرية بين الحلول والمعالجات الممكنة وبالمقابل من ذلك التكاثر للجماعات المؤيدة للعدوان يضفي مشروعية على التدخل الخارجي بالنظر لما يبحث عنه من مؤيدين لذلك التدخل
ومعنى ذلك مزيدا من التشظي السياسي القائم ومضاعفة معاناة ومأساة الشعب اليمني جراء العدوان السافر الذي يشنه يهود المملكة فلو لم تكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن داعمين لآل سعود لأدانت تلك المنظمة العدوان على الأقل ولكنها جزء لا يتجزأ من ذلك العدوان
وبالتالي اقل ممكن وقف مهمة المبعوث الحالي لأن المنظمة لم تدن العدوان وميثاق الأمم المتحدة والتشريعات الناتجة تلزم ذلك المبعوث بإدانة الحرب الإجرامية ما لم يصبح مسوقاً ومؤيداً لما تقوم به دول التحالف من عدوان على اعتبار أن ذلك العدوان يتم على عضو في الأمم المتحدة ومعترف به.
وقد كان المفترض أن يصدر أمين عام المنظمة بياناً يدين فيه الدول المعتدية على اليمن في اقل التقديرات الممكنة لتغطية وقاحة المنظمة الأممية خصوصا والمنظمة هي التي أضفت الشرعية والمشروعية لذلك العدوان وهي كانت ولا زالت تساند وتؤازر الجلاد على الضحية والقاتل على حساب المقتول ثم تصدر بيانات لذر الرماد على العيون فهي تارة قلقة لان أعداد الضحايا في نظرها تجاوز المئات ولكن أن يكون الشعب اليمني ضحية للعدوان السعودي فأن ذلك أمر لا يستدعي قلق الأمم المتحدة.
فالأوضاع جراء العدوان السعودي انعكست على الحالة الإنسانية كثمرة ونتيجة مدمرة للمنظمة الشيطانية التي لم تدخر جهداً لإدانة الحرب والعدوان وقابلت ذلك بصمت مطبق لا يمكن تفسيره إلا من خلال أنها شريك فاعل لما يتعرض له الوطن من أعمال عدوانية خارجية، علماً بأن تلك المنظمة الشيطانية منذ نشأتها وحتى اللحظة الراهنة كمنظمة مختصة بالمسلمين والبلدان العربية لم تحل أي مشكلة ولا أنهت صراعاً وإنما العكس صحيح لأنها أصلاً المشكلة والصراع معاً.

قد يعجبك ايضا