“القاعدة” و “داعش” ومشروع التطبيع
إكرام المحاقري
دعونا من النظر إلى الأمور الأكثر حساسية بزاوية حادة ، ولننظر للأمور بزاوية منفرجة وأوسع حتى يتسنى لنا في فهم كل ما يدور من حولنا من أحداث ومستجدات ، ولنحول الأوراق السياسية ذات الصبغة الطائفية إلى واقع التطبيع والارتهان للقرار الصهيوني.. ومن البيضاء إلى ما بعدها ، وهاهما “القاعدة وداعش” تلحقان بركاب المرتزقة إلى مزبلة التاريخ..
ليست هذه المرة الأولى التي نشاهد فيها وكر الإرهاب يندحر على أيدي الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية اليمنية ، كما أنها ليست المرة الأولى التي تُكشف فيها حقيقة “داعش و القاعدة” وما هو دورها الحقيقي في الشرق الأوسط ، لكن الجديد هو أن المستور الذي كشف ومن دون غطاء إلى مالا نهاية.
لطالما تحدث المتحدثون عن القاعدة وداعش بأنهم الإرهاب الإسلامي ، لهم عقيدة منفردة خاصة بهم ذات جذور دينية ، ولطالما كان كل هذا الكلام مجرد تغطية عن حقيقة “أمريكا” نفسها وحقيقة دول تحالف “العدوان” على اليمن وحقيقة الأدوات التي تعمل لصالح القوى المستكبرة ، لكن عندما يسقط الوكر تتجلى الحقائق من جميع الجهات ، وتنكشف أبعاد المخطط الحقيقي..
لم تأل قوى العدوان جهدا في تحريك الأوراق الحساسة لخلق نزاعات داخلية بداية من فتنة “صالح ” وما دعا إليه من كارثة داخلية إلى تحريك “ياسر العواضي” المحسوب على نفس الحزب ونفس القوى الخائنة للوطن ، وعند الفشل واحتراق الأوراق وفقدان فاعليتها ، تشير “أمريكا” بسبابتها لتحريك ورقة “القاعدة و داعش” مجددا لخلق المزيد من الجرائم وبث سموم الإرهاب في أوساط المجتمعات وباسم الإسلام يتم الإجرام ! وكما حُركت هذه الأوراق في ليبيا وسوريا ومؤخرا في محافظة البيضاء اليمنية كونها محافظة تتوسط عدة محافظات ( ذمار ، إب ، الضالع ، لحج ، مارب ، وشبوة ) في مخطط خطير أراد نزع الأمن والاستقرار من تلك المحافظات.
فما تم الكشف عنه اليوم ليس فقط يكشف حقيقة تحالف العدوان ؛ بل أنه يكشف حقيقة الدول المطبعة مع العدو الصيهوني التي هي الداعم الرئيسي لداعش والقاعدة وتوزيعهم في مناطق دول محور المقاومة خاصة ، والدول التي المستهدفة والتي تخالف السياسة الأمريكية .
فـ “أمريكا و إسرائيل” هم من أوجدوا الإرهاب بدهاء وخبث ، مستغلين أزمة الوعي التي يمر بها العرب ، أما عن الدول الراعية لمشروع الإرهاب فهي معروفة ولا تستحق الذكر.. والمهم بعد كل هذه المشاهد التي عَرَضت وثائق مهمة وخطيرة ربطت “القاعدة و داعش” بدول تحالف العدوان وبـ “أمريكا” الرأس المدبر..
فهل ستصحو الشعوب العربية وتتحرر من أغلال الذل والهوان وتفهم حقيقة الإرهاب وحقيقة أهداف شرعية العدوان على اليمن ، ومن هو المنتج الحقيقي لداعش والقاعدة ؟!