بعد أن ظلت لعقود مسماراً أمريكياً في الجسد اليمني

أبطال الجيش واللجان الشعبية يسقطون قلاع الإرهاب الأمريكي في البيضاء

 

 

الثورة / محمد هاشم
تمكنت قواتنا المسلحة وبمساندة اللجان الشعبية من القضاء على تواجد السعودية وأمريكا والمقاتلين التابعين لهما من التنظيمات الإرهابية في مديرية ولد ربيع ومحيطها بمحافظة البيضاء أبرز معاقل التنظيمات الإرهابية وبهذا تكون قوات الجيش واللجان الشعبية قد عرت الولايات المتحدة تماما وتحديداً إدارة الرئيس الحالي وأنهت أسطورة “بعبع” الإرهاب” الذي ظل لعقود كمسمار أمريكي في نعش اليمن الذي لم يلتقط أنفاسه منذ ذلك الحين.
وقد نجحت قوات الجيش واللجان الشعبية في القضاء على أسطورة ترامب في اليمن, إذ تمكن رجال الله بأسلحتهم البسيطة وخلال أيام قليلة من اقتحام يكلأ في محافظة البيضاء أبرز المعاقل للتنظيمات الإرهابية ، وكر الوحش الأمريكي والذي ظل الإعلام الغربي ينفخ في جسده النحيل لأهداف ذات أبعاد جيوسياسية، ولم يعد للولايات المتحدة وإدارة ترامب ما تتغنى به في ملف الحرب على الإرهاب، تلك التي أنفقت مليارات الدولارات باسمها .
لم يتوقفْ الدعمُ الأمريكي السعودي الإماراتي للجماعات الإرهابية في اليمن، وآخرُ هذا الدعم المساندةُ الجوية والغاراتُ المكثفة للطيران السعودي دفاعاً عن تنظيمي القاعدة وداعش في منطقة يكلأ وقيفة المركزِ الأساس لهذه الجماعات، حيث نفذتْ القواتُ اليمنية عمليةً عسكريةً واسعة، استهدفتْ معاقلَ تنظيمِ القاعدة الإرهابي في مناطق “قيفة ويكلأ” وتمكنتْ من تحريرِ مناطقَ واسعةٍ، وسيطرتْ على معسكراتِهم، وقتلتْ عدداً كبيراً من قياداتِهم، بينَهم ثلاثةُ سعوديين وعددٌ كبير من الأجانب.
وانتهت فزاعة الإرهاب بمفهومها الشامل والذي ظلت دول كبرى تنخر بها جسد اليمن، وحققت قواتنا المسلحة واللجان الشعبية بعملياتها ضد التنظيمات الإرهابية في البيضاء عدة أهداف استراتيجية، أولها أنها قضت على تحركات التنظيمات هناك والتي ظلت عائقا أمام تحرير ما تبقى من البيضاء، وعقبة في تحرك قوات الجيش سواء بالكمائن للقوات أو حتى استهداف المواطنين، وثانيها أنه أزالت اللبس الذي حاول تحالف دول العدوان تسويقه بالحديث عن تحالفات مع هذه التنظيمات، لكن العامل الأبرز الآن أن هذه العملية التي تأتي قبيل الانتخابات الأمريكية من شأنها اثخان ترامب الذي بدأ عهده بمسرحية مكافحة القاعدة في يكلا، وسط تسويق إعلامي غربي بحاجة اليمن لسنوات لقتال القاعدة هناك.
فعليا لم تعد ثمة “قاعدة” أو حتى “داعش” بعد إحكام قوات الجيش واللجان قبضتها على أهم وأبرز معاقلها، وبروز حجمها الحقيقي، والأنباء الواردة من البيضاء تؤكد تشتت عناصر التنظيمات الإرهابية بين مأرب ولحج وأبين، وهم الآن أشبه بمشردين، لكن ليست هذه نهاية القصة، فتحالف العدوان الذي ظل يستخدم التنظيمين كأداة حرب أيديولوجية ضد قوات الجيش واللجان الشعبية بدأ بالفعل عملية إعادة توطين، فشرع ببناء 3 مراكز إيوائهما في لحج وتحديدا على الحدود بين الشمال والجنوب وفي أبين على حدود البيضاء إضافة إلى مأرب وشبوة وحضرموت في خطوة تؤكد مساعيه استغلالهم مجددا على كافة الأصعدة، فبقاء التنظيم يمنح تحالف العدوان ورقة سياسية بالبقاء بحجة محاربته وتأمين قواعده التي أنشأها توا، أما على الصعيد العسكري فتشير خارطة إعادة توطين التحالف لعناصر التنظيمين إلى نيته لاستخدامهم كخط دفاع أول عن المناطق الخاضعة لسيطرته جنوب وشرق اليمن، ناهيك عن استخدامهم كخنجر في خاصرة المناوئين له داخل مناطق سيطرته هناك..
واستخدمت أمريكا مصطلح الإرِهاب كذريعة لأجل احتلال الشعوب العربية والإسلامية فمنذُ أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر تسعى أمريكا إلى أن تُحكِم هيمنتها على العالم من خلال التدخل في شؤون الدول والتحكم بثرواتها ومقدراتها واستخدام القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها , فمحاربةُ الإرهاب هي ذريعةُ أمريكا التي لا تنتهي فقد أحتلت أمريكا البلدان العربية والإسلامية ونهبت ثرواتها تحت تلك الذريعة ” محاربةُ الإرهاب ” كما حصل في أفغانستان , حيث بدأت أمريكا باستخدام أول ذريعة لها بشن الحرب على أفغانستان وأوهمت دول العالم بأن سبب الحرب على أفغانستان هو إلقاء القبض على ” أسامة بن لادن ” والقضاء على الإرهاب ، وبهذه الذريعة أحتلت أمريكا أفغانستان.
منذ وصول دونالد ترامب إلى منصبه في يناير عام 2017، خاضت الولايات المتحدة ضد كلّ من القاعدة وداعش في اليمن حربين مختلفتين، كانت الحرب الأولى، التي استمرت حتى أوائل عام 2018، نهجاً عدوانياً لا هوادة فيه، شمل إنزالات بريّة متعددة ومضاعفة لعدد الطائرات بدون طيار والغارات الجوية إجمالاً، أما الحرب الثانية التي بدأت في منتصف عام 2018 وما تزال مستمرة فقد كانت عودة إلى المعايير التي وضعتها إدارة أوباما.
وفي مطلع العام 2017، أعلنت القوات الأمريكية تنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد القاعدة في اليمن وتحديدا في منطقة يكلأ التي تحتضن معسكرات للقاعدة وداعش كان ذلك عقب أيام من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وقد ظهر بعد العملية العسكرية التي شاركت فيها طائرات مسيرة ومروحيات مع انزال جوي منتشيا بما حققه في حربه ضد الإرهاب وهي حرب إعلامية للاستهلاك المحلي ولتضليل الرأي العام الدولي، وما فشلت فيه القوات الأمريكية حققه اليمنيون إذ تمكن رجال الله من قوات الجيش واللجان الشعبية بأسلحتهم البسيطة وخلال أيام من اقتحام يكلأ في أبرز المعاقل للتنظيمات الإرهابية.
بعيداً عن الخسائر التي تكبدتها القوات الأمريكية ومنها تدمير مروحيتي بلاك هوك والحصيلة الكبيرة للقتلى سواء في صفوف القوات الأمريكية أو المدنيين الذين استهدفت الطائرات الأمريكية قراهم ومنازلهم حتى أصبحت ركام، توج ترامب هذه العملية بتدخل واسع في اليمن لصالح دول تحالف العدوان متخذة من الحرب على الإرهاب، غطاء للحرب الأمريكية على اليمن، مع تنام كبير للجماعات الإرهابية في معاقل مناطق سيطرة قوات الاحتلال السعودي الإماراتي.

قد يعجبك ايضا