ظريف: السياسات الأمريكية والسعودية الخاطئة هي من أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم

طهران/ وكالات
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تخدعان دول المنطقة عبر التخويف من إيران وتقديم “إسرائيل” على أنها مظلة أمنية لهم.
ولفت ظريف، وفق ما نقلته قناة “روسيا اليوم” عنه إلى أن إسرائيل تمتلك 200 رأس نووي ولم تتمكن من حماية مواطنيها، وقال: “لم تتمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها مقابل حماس وحزب الله فكيف تأمل دول في المنطقة أن تضمن إسرائيل أمنها”.
وشدد ظريف على أن “سياسة إيران في دعم المقاومة حولتها إلى قوة فاعلة في المنطقة ونحن لم نفعل ذلك لتأمين مصالحنا القومية فحسب بل بسبب ما لدينا من تطلعات وإن التطلعات والمصالح الوطنية تصب في الإطار ذاته”.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن “أصدقاءنا في المنطقة ليسوا أدوات في أيدينا”. وقال: “أذكر أن وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري قال لي إنه سيتم الإفراج عن أموالكم لتنفقوها في المنطقة فقلت له إن السعودية تنفق مئة ضعف ما تنفق إيران والفرق بيننا وبين السعودية أننا لا ننفق شيئا في المنطقة”.
وأضاف: “الفرق بين إيران والسعودية أن الأخيرة تعتقد أنها اشترت الشعوب وحولتها إلى أدوات لخدمتها. أصدقاء إيران هم مقومات قوة إيران وليسوا أدوات لخدمة مصالحنا في المنطقة”.
واعتبر ظريف أن “السبب الذي يجعل الإمارات والسعودية تحسدان إيران وتشعران بالغبطة تجاهها على الرغم من التكاليف الباهظة التي تكبدتاها في المنطقة هو أن نظرتهما في المنطقة خاطئة وأنصحهما بتغيير نظرتهما وأقول لهما إن الشعوب ليست أدواتكم أو وكلاء لديكم إنهم مستقلون”.
من جهة أخرى، حمل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السياسات الأمريكية والسعودية الخاطئة قائلا : “إنها أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم ، ودعا الدولتين إلى التعويض عن الدمار الذي لحق بلبنان من دون فرض شروط مسبقة.
ونقلا عن وكالة سبوتنيك قال ظريف في مقابلة مع القناة الأولى الإيرانية إنه بعد لقائه بعدد من المسؤولين في لبنان فإن غالب الظن أن “انفجار مرفأ بيروت ناجم عن حادث غير متعمد”، داعيا لبنان إلى إجراء التحقيق حول انفجار المرفأ بشكل مستقل ويمكن للدول الأخرى تقديم المساعدة له في التحقيق وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية إرنا .
وأكد أن مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان مقترح جيد للغاية، داعيا لبنان للتركيز على إعادة البناء وتأجيل الدخول في المباحثات السياسية.
وأضاف إن “اللبنانيين يعتقدون بوجوب إيجاد إصلاحات في لبنان ويمكن لـ”حزب الله” أن يساعد في الإصلاحات، مضيفا: “الفساد موجود في لبنان. أما “حزب الله” فيمتلك نظاما سليما يمكنه المساعدة في الإصلاح والأمين العام للحزب حسن نصر الله سيكون في طليعة داعمي إجراء الإصلاحات في لبنان”.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أعلن بعد لقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل وهبة أن حكومة إيران والشركات الإيرانية الخاصة لديهم نفس التوجه بالانفتاح والتعاون مع لبنان في هذه المجالات كافة قائلا: “مستعدون لدعم لبنان وفق ما يطلبه المسؤولون اللبنانيون في مجالات الطاقة وغيرها”.
وشهد لبنان انفجارا مدويا يوم الثلاثاء 4 أغسطس تسبب في سقوط أكثر من 170 قتيلا وأكثر من 6 آلاف مصاب مع خسائر مادية قدرت بمليارات الدولارات وأرجعت السلطات اللبنانية الحادث إلى اشتعال 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم التي جرى تخزينها بمستودعات مرفأ بيروت منذ 6 سنوات تقريبا.
وإثر الانفجار توافد آلاف المتظاهرين إلى الساحة الرئيسة في بيروت واندلعت مواجهات عنيفة بين المحتجين وعناصر مكافحة الشغب قام خلالها المحتجون بإلقاء الحجارة على القوى الأمنية التي بادلتهم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع وعجلت الاحتجاجات بتقديم رئيس الوزراء حسان دياب استقالة حكومته مساء الاثنين الماضي.
وتعهدت قوى عالمية خلال مؤتمر طارئ للمانحين يوم الأحد الماضي بحشد موارد مهمة لمساعدة بيروت على التعافي من الانفجار الهائل الذي دمر مناطق واسعة بالمدينة.