حسن الوريث
نشر الكابتن عادل السنحاني المدرب والخبير الوطني في الكرة الطائرة موضوعاً لطيفاً على صفحته في الفيس بوك تحدث فيه عن عدد من الرياضيين الذين انتقلوا من ممارسة الرياضة إلى البحث عن لقمة العيش في مهن أخرى لأن الرياضة في اليمن ليست مكاناً آمناً وبالتالي فعلى الرياضي أن يستعد في أية لحظة ليكون على قارعة الطريق والأمثلة على ذلك كثيرة ولا يمكن حصرها في أشخاص بل إن السلسة طويلة وطويلة جداً.
حكايات بعض النجوم الرياضيين الذين أوردهم الكابتن عادل السنحاني نفس حكاية كل المبدعين في البلاد الذين انتهى بهم الأمر للعمل على متن دراجة نارية أو كعامل بسيط في ورشة، هذا إذا لم يكن في الشارع والتسول هو المكان الذي ذهب إليه معظم الرياضيين وبالتأكيد ان ذلك ربما يجعل الكثير من المبدعين الجدد يفكرون ألف مرة قبل أن يتجهوا إلى ممارسة هوايتهم ويدخلون إلى مهنة الرياضة المغضوب عليها لأن الأمر سينتهي بهم إلى أن يكونوا متسولين على أبواب المسؤولين الذين ينهبون ثروات البلد ويجمعون ثرواتهم من وراء إبداعات هؤلاء الشباب، فكم رأينا من مسؤول في قطاع الشباب والرياضة يعيش في أفخم الفلل ويركب هو وأولاده السيارات الفارهة بل إن بعضهم لدى كل فرد من أفراد أسرته فيلا وسيارة وجيش من الخدم والحشم وأرسلوا أبناءهم للتعليم في أرقى الجامعات العالمية بينما لم يقدم للبلاد أي فائدة وكم شاهدنا من وزير لهذا القطاع الهام يمتلك الأرصدة الضخمة في البنوك المحلية والأجنبية، بينما يبحث الرياضي عن لقمة العيش وإيجار مسكن يؤويه مع أسرته فلا يجد والوضع ليس طارئاً فما نتحدث عنه بالتأكيد عبارة عن تراكمات عشرات السنين حيث كانت وزارة الشباب والرياضة مكاناً للفاشلين والذين لم يجدوا لهم عملاً وهذه من المصائب التي حلت بالرياضة حيث شاهدنا فيها مسؤولين لا يعرفون أبجدياتها.
وهناك عبارة نسمعها دوماً تتردد وتتكرر وخاصة من المسؤولين مفادها أن اليمن منجم للمواهب والمبدعين وهي عبارة صحيحة، فبلادنا تمتلك مخزوناً بشرياً كبيراً في مختلف المجالات ومنها الرياضة التي تحظى بنصيب وافر من الموهوبين والمبدعين، لكن كل تلك المواهب لم تجد من يهتم بها ويرعاها بالشكل الصحيح والحقيقي، ولا يقتصر الأمر على الإهمال فقط لكنه يتعدى ذلك إلى محاربة كل أصحاب المواهب والمبدعين بل والإقصاء والتهميش إلى درجة ربما لا يمكن تخيلها وهذا الأمر من مسؤولي الرياضة الذين يفترض بهم بذل كل الجهود من أجل رعاية هؤلاء المواهب والكوادر اليمنية البشرية التي يتمناها أي بلد في العالم والأمر ربما يعود ليس إلى قصر النظر فقط بل إلى الجهل المطبق بأهمية الرياضة ودورها في حياة الشعوب وأنها صارت مورداً من أهم الموارد للكثير من البلدان التي تعتمد في دخلها القومي على الرياضة، وهناك بعض الدول الأفريقية الفقيرة تصدر الرياضيين في بعض الألعاب وخاصة كرة القدم وألعاب القوى استفادت كثيراً مادياً ومعنوياً وصار اسمها يتردد على كل لسان بسبب اهتمامها البسيط بالرياضة والرياضيين وشجعت المواهب والمبدعين وقدمت لهم القليل من الرعاية حتى أصبحوا نجوماً عالميين يشار إليهم بالبنان وبالمقابل فإنهم أفادوا بلدانهم في كل شيء وتحولت الرياضة في هذه البلدان إلى استثمارات تدر المليارات لترفع من الدخل القومي لها.
مما لا شك فيه أن الشباب اليمني يستحق منا كل التقدير والاهتمام والتشجيع والرعاية ولا بد من وقفات جادة أمام ما يحتاجه الرياضي اليمني ومعالجة كل مشاكله وقضاياه ومما لا شك فيه أن أولى المعالجات هي البحث عن قيادات رياضية تعرف واجباتها جيداً ويمكن الاستفادة من الرياضيين القدامى في إدارة العمل الرياضي ونقترح تنظيم برنامج مستمر يتضمن تنظيم دورات تدريبية للرياضيين الذين اعتزلوا الرياضة لتعيدهم إلى العمل الرياضي كإداريين ومدربين وحكام وخبراء ليخدموا الرياضة حيث أنهم ربما يكونون الأقدر على تطوير الرياضة بحكم أنهم مارسوها ويعرفون حاجة الرياضي بدلاً من استدعاء أناس لا علاقة لهم بالرياضة ليكونوا مسؤولين عليها ويتحكموا في مصيرها بدون وجه حق بينما يذهب الرياضي المستحق إلى الشارع لا يجد عملاً وبعضهم لا يجد قوت يومه وفي نهاية المطاف نقول للزميل والكابتن عادل السنحاني “ما طرحته فعلاً هو الواقع ونحن بدورنا نحيله إلى الحكومة لإنقاذ المبدع اليمني وعدم تركه هكذا فقد صار يكره البلد الذي يعيش فيه ويفكر في الرحيل عنه لتمثيل بلدان أخرى كما يحصل للكثير من الذين هاجروا وتركوا بلدهم وبالتالي فهم بين نار البقاء في البلاد والمعاناة والنهاية المؤلمة ورمضاء الخروج وتمثيل بلدان أخرى وهم يتحسرون لأن عطاءهم يفترض أن يكون لبلدهم وليس لغيره”.