باحثون ومحللون لـ" ٰالثورة ":

اتفاق «أبراهام» مأسسة لعلاقات كانت قائمة تحت الطاولة منذ أكثر من خمسين عاماً

 

 

ما حدث كان عبارة عن إشهار »العدو الاسرائيلي وأمراء العار في أبو ظبي« علاقتهما القديمة وكشفها للعلن
التحالفات المشبوهة بين الإماراتيين والصهاينة تعيد تعريف الحرب العدوانية على اليمن وطبيعتها
عبدالله صبري :
الإمارات كما الكيان الصهيوني دولتان مصطنعتان تؤديان أدوارا وظيفية في خدمة قوى الهيمنة
السفير عبدالله الحكيمي :
الدول التي تتهافت اليوم على التطبيع هي في حقيقة الأمر صنيعة القوى الامبريالية لتكون أدواتها في المنطقة
عبدالجبار الحاج :
دور الإمارات في قيادة العدوان على اليمن ومعها السعودية يبرهن على أن علاقاتهما بإسرائيل قد بلغت مستوى التحالف الاستراتيجي

ما أقدمت عليه دولة الإمارات ليس جديدا وان كان متوقعا، فهذه الأنظمة هي في حقيقة الأمر صنيعة الدول الاستعمارية وتقوم بأدوار وظيفية لخدمة هذه الأنظمة وما أعلن عنه من تعاون بين الإمارات والعدو الصهيوني موجود منذ عشرات السنين وما كان يجري في الخفاء اصبح يجري في العلن وهذا المسلسل المعد له مسبقا سيتواصل ولن يقف عند هذا الحد، والحرب على اليمن جزء من هذا المخطط الذي يسعى الى تقسيم الوطن العربي وتصفية القضية الفلسطينية وإضعاف الأمة ليصبح الكيان الصهيوني هو الكيان الأقوى مقابل كيانات عربية ضعيفة ومتناحرة فيما بينها ولا حل ينقذ الأمة من هذا الخطر المحدق سوى التمسك بخيار المقاومة ومجابهة هذا المشروع التمزيقي الخطير …
هذا ما أكده سياسيون وخبراء لـ”الثورة”.. وفيما يلي نص الاستطلاع :

الثورة / مجدي عقبه

• قال رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالله صبري ان ‏الإعلان الرسمي عن التطبيع بين الدولتين اللقيطتين في المنطقة ( الإمارات وإسرائيل ) لم يكن مفاجئا، وإن كان صادما للمشاعر العروبية والإسلامية والإنسانية على امتداد العالم.
وأضاف ان الإمارات كما الكيان الصهيوني دولتان مصطنعتان تؤديان أدوارا وظيفية لخدمة قوى الهيمنة وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا، والإعلان عن خطوة التطبيع الرسمي من واشنطن دليل لا يقبل الشك على مدى خضوع النظامين والدولتين لأسيادهم في البيت الأبيض، مشيرا إلى أن الفارق البسيط هو أن واشنطن تحرص في مختلف مواقفها على إرضاء تل أبيب والاحتلال الصهيوني لفلسطين والأراضي العربية، بينما الإمارات وحكامها من أولاد زايد يتهافتون لإرضاء العدو الصهيوأمريكي على حساب القضية العربية والكرامة الوطنية.
وأضاف: لكن نقول حسنا فعلت دويلة الإمارات، فقد بتنا بحق في زمن الكشف عن الحقائق، التي لا تجدي معها الرتوش والمساحيق، وإلا ما معنى أن يتكالب من يدعون الانتماء للعروبة زورا إلى حرب اليمن والعدوان على شعبها وسيادتها، لولا أنهم يخدمون المشروع الصهيوأمريكي، وما معنى أن يأتي الترحيب بالخطوة الإماراتية من رموز الشر في تحالف عاصمة الحزم، ومن أدواتهم ومرتزقتهم داخل اليمن وخارجه.
وأوضح رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين أن مسلسل التطبيع الوقح مع العدو التاريخي للأمة لا يبدو أنه سيتوقف عند هذا الحد، ما يتطلب من كل الأحرار في أمتنا استنهاض الهمم والتصدي بحزم وعزم لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، وما يسمى بـ” صفقة القرن “، فالأمر جلل ولا يحتمل الـتأخير أو أنصاف الحلول.
صنيعة القوى الامبريالية
•من جهته قال السفير بديوان وزارة الخارجية اليمنية عبدالله سلام الحكيمي: أن الحديث عن التطبيع الذي تتهافت اليه بعض الأنظمة العربية العميلة يتطلب تسجيل بعض الحقائق الأساسية التي تسهم بوضع هذه القضية في مسارها الصحيح، وأوضح الحكيمي أن أول هذه الحقائق هو ان هذه الأنظمة وبالذات أنظمة دول الخليج ومعها أنظمة بعض الجمهوريات التي انقلبت على نفسها وغيَّرت اتجاهها في الفترة الماضية وسارت في ركاب الدول الامبريالية والصهيونية والتي تتهافت اليوم على التطبيع هي في حقيقة الأمر صنيعة القوى الامبريالية وقد صنعتها هذه القوى لتكون أدواتها ولتقوم بأدوار وظيفية في خدمة الدول الاستعمارية .
وفيما يتعلق بالحقيقة الثانية قال السفير الحكيمي : إن ما صنعته اليوم هذه الدول ليس جديدا ولكن اتجاهها نحو التطبيع في هذا الوقت جاء بأوامر من الدول الاستعمارية التي صنعتها وكانت لها علاقات مع الكيان الصهيوني منذ عقود طويلة من الزمن وكانت هناك تنسيقات استخبارتية ومعلوماتية وأيضا مشاركة بالعمليات الخاصة بتتبع قادة حركات التحرر الوطني والتي تلعب دورا في مقاومة المشروع الإمبريالي الصهيوني في المنطقة، موضحا أن هذا التحالف الذي كان قائما بين الدول الإمبريالية والصهيونية وهذه الأنظمة الرجعية في المنطقة همدت عقوداً من الزمن ثم شعرت أن الوقت قد آن لها لتكشر عن انيابها وتكشف وجهها، وكما قال رئيس الموساد الصهيوني إن الكيان الصهيوني كانت له علاقات مع هذه الأنظمة منذ ما يزيد عن خمسين عاما، بمعنى أن هذه العلاقات حتى كانت موجودة قبل نشوء الكيان الصهيوني بالنسبة للدول التي كانت موجوده قبل إنشاء هذا الكيان.
وأضاف: هذا باعتقادي يرجعنا إلى ثلاثية الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل حول العلاقات بين العرب والكيان الصهيوني في ثلاثة أجزاء كلها وثائق توثق لهذه العلاقات التي كانت موجودة قبل 48 عاماً أي قبل نشوء الكيان الصهيوني وهي التي ساعدت في إنشاء هذا الكيان بالتعاون مع الدول التي صنعتها القوى الإمبريالية.
وفيما يتعلق بالحقيقة الثالثة أوضح السفير الحكيمي ان هذه الانظمة الرجعية في المنطقة وحتى ليست الأنظمة ذات النهج الملكي الأسري ولكن حتى الدول التي كانت جمهوريات ثورية تقدمية يسارية وانقلبت على نفسها أن هذه الدول في حقيقة الأمر ساورتها شكوك بأن القوى الإمبريالية التي أوجدتها وحمتها وترعاها تفكر بالتخلص منها كما تبين لها عقب ما سمي بثورات الربيع العربي وانها في صدد استبدالها بأنظمة جديدة تكون قادرة على أن تواكب الاستراتيجية الإمبريالية التي تقودها أمريكا اليوم في إطار المنطقة الإقليمية وفي اطار الصراع الكوكبي الدائر بين القوى الإمبريالية والقوى الناشئة التي تنافس القوى الإمبريالية كالصين وروسيا وغيرها، لذا أرادت هذه الدول الرجعية أن تبرهن أنها أهل للثقة وانها تستطيع ان تفعل اكثر مما خيل لهذه القوى الإمبريالية أن تعمله القوى الأخرى، اقصد هنا الدول ذات التوجه الإسلامي التي راهنت عليها القوى الإمبريالية فيما سمي بـ”ثورات الربيع العربي”، ولهذا نرى الدول الرجعية تتمادى كثيرا وتخضع كثيرا وتبالغ في القيام بالمطلوب وبما ليس مطلوبا منها في الأساس وتحاول ان تكسب ثقة هذه القوى من خلال تقربها من الكيان الصهيوني وإقامة علاقات حتى بدون وجود مصلحة لها في هذه العلاقات ولكنها وكما قلنا تنفذ أوامر كونها أنظمة وظائفية تسيّرها قوى استعمارية لخدمة أجندتها.
السفير الحكيمي ارجع هذه النقطة لخوف هذه الأنظمة من ان ينقلب عليها كما انقلبت الدول الاستعمارية على الأنظمة التي كانت عميلة لها ومرتبطة بها كالانظمة التي سقطت في مصر وتونس وغيرها لهذا فان هذه الأنظمة تبالغ في التوجه اللامعقول نحو تطبيع ليست لها منه فائدة وبدون ثمن حتى أنها لم تطالب بثمن ولم تضع شروطاً.
وبخصوص الحقيقة الرابعة قال السفير الحكيمي: ان هذه الأنظمة لا تشعر قياداتها أن هناك شعوراً بالانتماء يشدها إلى تحقيق أهداف معينة وطنية وقومية وهذه ليست واردة في قواميسها، فقواميسها لا تتضمن مثل هذه المشاعر المتعلقة بالهوية وبأهداف وطنية وقومية فهي فقط تفكر بنفسها حتى أنها تنظر إلى شعوبها التي تحكمها كأدوات أو كقطيع من الماشية تسيره كيفما تشاء وتمارس عليه قهرا وقمعا وتكميم افواه وسحقا للشخصية الآدمية للمواطن.. يأكل ويشرب وينام ولكن ليس له حق أن يساهم في النشاط العام وفي الوضع السياسي الجمعي .. هذه النماذج السيئة من الأنظمة لا يهمها عدم التفريط في الأوطان وبالمصالح الوطنية والقومية فأدواتها ليسوا في هذا الوارد فهم أثرياء ومعهم ثروات بينما الشعوب تذهب للجحيم، مرجحا بأن السبب في ذلك إلى قوة النفط الذي تملكه هذه الدول والتي ساهمت في هذه النقمة وفي تجميد الحراك الاجتماعي والسياسي داخل مجتمعاتها إلى حين، ولهذا هي تريد ان لا تشعر بأن شعوبها يمكن أن تعتمد عليها في حماية ذاتها،. فلجأت إلى طلب الحماية الخارجية والارتماء في أحضان القوى الإمبريالية والاستعمارية العالمية .
السفير الحكيمي اكد انه ومن خلال هذه الحقائق نجد أن أنظمة النفط في الخليج لم عملت على تدمير البلدان العربية وتخريبها وسفك الدماء فيها وقتل أبنائها بالتنسيق أو بتنفيذ أوامر هذه القوى الإمبريالية والصهيونية كما حدث في سوريا والعراق وكما يحدث في ليبيا وكما يحدث أيضا في اليمن وهو المثال الأقرب الذي يبين دور هذه الأنظمة في تدمير المنطقة العربية خدمة لأجندات أكبر مثل مشروع الشرق الأوسط الجديد وتمزيق المنطقة العربية بالاقلمة والفدراليات والكنفدراليات لكي تكون هذه الأجزاء المفككة شكلاً من أشكال الحكم الذاتي في أحسن الأحوال إن لم يكن أقل من ذلك وتكون الهيمنة هنا للكيان الصهيوني كممثل أو كخندق متقدم للقوى الإمبريالية في المنطقة ولم يقتصر دورها على هذا النطاق الإقليمي فقط ولكنها راحت لتتآمر وتفسد أخلاق ملوك ورؤساء وأمراء عن طريق الرشاوى كما حدث لملك اسبانيا السابق وكما حدث في تمويل الجماعات والعصابات التابعة للقوى الإمبريالية في أمريكا اللاتينية وفي غيرها من البلدان وهذه الدول العميلة ليس لها مصلحة في ذلك سوى انها توظف أموالها لتنفيذ رغبات هذه القوى التي أنشأتها وحمتها.
السفير الحكيمي أكد ان العدوان الذي شن على بلدنا اليمن منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥م وما زال متواصلاً وكذا الحصار الذي فرض على بلدنا والتجويع المتعمد بغية تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، له علاقة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية، موضحا ان الحقائق لا تزال تتبين يوما بعد يوم كيف أن هناك اجتماعات تمت قبل هذا العدوان على اليمن وكيف خطط له على أعلى المستويات الاستخباراتية من قبل أجهزة استخبارات عالمية بقيادة الولايات المتحدة أو بقيادة جهاز السي آي ايه ( جهاز المخابرات المركزية الامريكية ) واجتمعت قيادات استخباراتية من السعودية بقيادة اللواء الدكتور سعد الجبري الذي يلاحق حاليا من قبل ولي العهد السعودي، هذا الرجل على سبيل المثال قاد فريق السعودية الاستخباراتي في الاجتماعات مع قادة الاستخبارات العالمية في مبنى السي آي إيه في واشنطن في عدة اجتماعات تم فيها التخطيط للعدوان على اليمن وفرض الحصار وكل التفاصيل لإنشاء غرف عمليات كان يشرف عليها خبراء أمريكيون وفرنسيون وبريطانيون إلى آخره وأيضا وجهت الدول الحليفة- لا أقول الحليفة- وإنما التابعة للقوى الإمبريالية للانضمام لهذا العدوان دون ان تكون هناك مصلحة لها على سبيل المثال المغرب والسودان وغيرها.
السفير الحكيمي أوضح ان ما يجري في اليمن هو النموذج الأبرز للتدخل العسكري المباشر عن طريق الأدوات المحلية مسنودة بخبرات لوجستية تسليحية استخباراتية أيضا إدارة المعركة من خلال غرفة العمليات العسكرية إلى آخره وحماية هذا العدوان الذي يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يوميا وعلى مدى ست سنوات وتوفير الغطاء السياسي له وللأسف كل الدول دائمة العضوية هي مشاركة أو داعمة أو غاضة النظر كروسيا والصين ومررت قرارات لصالح العدوان على اليمن وان هذا هو النموذج الذي يسعون اليه لفرض أجندات معينة.
عربان الخليج حلفاء إسرائيل
• بدوره اكد المفكر والكاتب السياسي عبدالجبار الحاج أن دور الإمارات في قيادة الحرب والاحتلال ضد اليمن ومعها آل سعود إنما يبرهن على أن علاقاتهما بإسرائيل قد بلغت مستوى التحالف الإستراتيجي عسكريا واقتصاديا وسياسيا .
وقال الحاج ان الإمارات أصبحت في خانة الحليف الصهيوني فالتطبيع سبق التحالف والتحالف مرحلة سبقت إعلان التطبيع .
وأضاف: إذا نظرنا اليوم في خارطة التحالفات وأشكال العلاقة بين الأنظمة الخيانية وكيان العدو الصهيوني لوجدنا مصر والأردن والمغرب منذ السبعينيات بصيغ متعددة ولوجدنا عربان الخليج من البحرين إلى قطر ومن الإمارات حليف إسرائيل قبل إعلان التطبيع إلى عمان الذي زارها نتنياهو العام الماضي وإلى السودان ما عدا الكويت من الخليج لم تعلن بعد تطبيعها مع إسرائيل، على أننا لن ننسي دورها في تشريع التحالف العدواني على اليمن في مارس 2015م.
لافتا إلى أهمية إلقاء نظرة سريعة لمسيرة الخيانات العربية الرسمية ضد إرادة الشعوب العربية، فعندما ذهب السادات إلى القدس معلنا سلامه الاستسلامي مع إسرائيل ومن ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد الخيانية معها، فقد كان أول نظام عربي يعلن صراحة تنكره للحقوق العربية وإدارة الظهر لحقائق الصراع العربي، وفي مقابل ذلك كان نظاما الملك حسين في الأردن والملك الحسن الخامس في المغرب على علاقات سرية مع الكيان الصهيوني الغاصب وقيامهما بأدوار تجسسية لصالح إسرائيل وأمريكا ضد الإرادة العربية المعادية لكيان العدو.
الحاج أوضح أن العلاقات بين الأنظمة العربية العميلة وإسرائيل اتخذت اشكالا متعددة من السرية إلى العلنية ومن التحالف الاستراتيجي غير المعلن إلى الإعلان عن التطبيع ومن جهة أخرى اتخذت الخيانات اشكالا عدة منها لون الدعارة السياسية لتنظيم الاخوان في إعلان إدانة التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي والذي لا تساويه في السقوط إلا بيانات الإدانة التركية للتطبيع وهي التي تقيم علاقات دبلوماسية وتحالفاً استراتيجياً مع كيان صهيون .

قد يعجبك ايضا