الثورة / وكالات
يواصل رجال الإنقاذ اللبنانيون وسط الحطام البحث عن ناجين من انفجار قوي تسبب في دمار هائل في أنحاء العاصمة بيروت وأودى بحياة 115شخصا وإصابة نحو أربعة آلاف، بحسب معلومات الصحة اللبنانية التي رجحت احتمال ارتفاع أعداد الضحايا بعد الانفجار الذي وقع في مستودعات بميناء بيروت تضم مواد شديدة الانفجار، وهو الأقوى منذ أعوام في لبنان الذي ما زال يضمد جراح الحرب الأهلية التي انتهت قبل ثلاثة عقود ويعاني من أزمة اقتصادية وزيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن “الإهمال” هو السبب في الكارثة .
وأعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان العاصمة بيروت مدينة منكوبة، وأوصى بفرض حالة الطوارئ لمدة أسبوعين بسبب الانفجار الذي يعود سببه إلى شحنة من نيترات الأمونيوم يقدّر حجمها بـ2750 طنا.
وشدد الرئيس اللبناني ميشال عون خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع على ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، سيما أن تقارير أمنية كانت قد أشارت إلى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر الذي وقع فيه الانفجار.
وقال عون «كارثة كبرى حلت بلبنان، والهدف من هذا الاجتماع اتخاذ الإجراءات القضائية والأمنية الضرورية، ومساعدة المواطنين ومعالجة الجرحى والمحافظة على الممتلكات».
من جانبه قال رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب «لن أرتاح حتى نجد المسؤول عما حصل لمحاسبته وإنزال أشد العقوبات به، لأنه من غير المقبول أن تكون شحنة من «نيترات الأمونيوم» تقدّر بـ2750 طنا موجودة منذ 6 سنوات في مستودع من دون اتخاذ إجراءات وقائية معرضة سلامة المواطنين للخطر».
وقدَّم دياب تعازيه لأسر الشهداء وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق تصدر نتائجها خلال 48 ساعة وتحدد المسؤوليات، وأكد ضرورة إعلان حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين.
وبقرار من عون تم تشكيل خلية أزمة في القصر الجمهوري برئاسة مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير مهمتها مواكبة تداعيات الكارثة والتنسيق الحثيث مع خلية الأزمة التي شكلت لهذه الغاية والجهات المعنية، كما أعلن المجلس الأعلى للدفاع الحداد لثلاثة أيام.
من جانب آخر أقر مجلس الوزراء اللبناني في جلسته الاستثنائية التي عقدت في القصر الجمهوري في بعبدا إعلان حالة الطوارئ إثر انفجار مرفأ بيروت.
وقال موقع «النشرة» إن مجلس الوزراء أقر إعلان حالة الطوارئ من دون اعتراض أي من الوزراء.
وتعهد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب بأن هذه الكارثة لن تمر دون حساب، مضيفا أنه سيتم كشف الحقائق بخصوص هذا ”المستودع الخطير.
مسؤولون تحت الإقامة الجبرية
وقرر مجلس الوزراء اللبناني وضع كل المسؤولين المعنيين بانفجار مرفأ بيروت قيد الإقامة الجبرية لحين تحديد المسؤولية.
ونقلت قناة «الجديد» اللبنانية عن وزيرة المهجرين اللبنانية غادة شريم قولها إنه سيتم فرض الإقامة الجبرية لكل من أدار عملية التخزين وحراسة وتمحيص الملف حتى ٤ أغسطس ٢٠٢٠م».
وقالت: “عدد من المسؤولين سيمكثون في منازلهم وسيمنعون عن ممارسة مهامهم إلى حين انتهاء تحقيقات لجنة التحقيق الخاصة، أي مدة خمسة أيام».
إلى ذلك أكد الصليب الأحمر اللبناني أن «هناك 100 شهيد وأكثر من 4000 جريح حتى الآن»، في حصيلة غير نهائية قابلة للارتفاع.
وقال «75 سيارة إسعاف تدخلت لإجلاء المصابين أمس، والكارثة غير مسبوقة وكبيرة جدا، وهناك 100 شهيد وأكثر من 4000 جريح حتى الآن».
وأوضح أنه «تم مسح منطقة مار مخايل والجميزة بالكامل، أما المسح الثاني الذي يتم في هذه الأثناء فهو لمنطقة المرفأ»، مؤكدا «القاعدة البحرية للجيش نسقت معنا عندما سحبنا 11 إصابة من اليونيفيل كانوا على متن سفينة عبر طرادات بحرية»، ولفت إلى أنه يتم الآن نقل بعض الضحايا إلى مستشفيات خارج بيروت.
من جانبه كشف محافظ بيروت عن التقديرات الأولية لحجم الأضرار جراء انفجار مرفأ بيروت، الذي خلَّف قتلى وآلاف الجرحى، وقال ” حجم الأضرار يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار وربما أكثر”.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع عدد الضحايا جراء استمرار عمليات البحث، حيث وصل العدد حتى الآن إلى 115.
وكان هذا أقوى انفجار تشهده بيروت، وهي مدينة لا تزال تحمل ندوب الحرب الأهلية التي دارت رحاها قبل ثلاثة عقود وتعاني أزمة مالية شديدة تمتد جذورها إلى عقود من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية.
وألقت قوة الانفجار بعض الضحايا في البحر فيما لا يزال رجال الإنقاذ يحاولون انتشال الجثث، والكثير من القتلى كانوا موظفين في الميناء والجمارك أو أشخاصا يعملون في المنطقة أو يمرون عبرها بسياراتهم خلال وقت الذروة.
كما دمر الانفجار واجهات المباني في وسط بيروت وتطايرت قطع الأثاث في الشوارع وانتشر الزجاج المهشم والحطام في الطرقات وانقلبت السيارات في المنطقة القريبة من الميناء.
وتم تشكيل خلية أزمة تضم وزير الداخلية ووزير العدل وعدد من المسؤولين الأمنيين للتحقيق في الحادث المأساوي، وتم إعطاء مهلة خمسة أيام للانتهاء من التحقيق.
أول بيان للجيش اللبناني
وقد أصدر الجيش اللبناني -أمس- أول بيان بعد إعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين في بيروت إثر الانفجار العنيف الذي هز مرفأها أمس وأدى إلى وفاة وإصابة العشرات.
ودعت قيادة الجيش في بيانها المواطنين إلى إخلاء المنطقة أمام عمليات الإنقاذ ورفع الأضرار الناجمة عن الانفجار.
وطلبت من أصحاب المنازل والممتلكات الواقعة في المنطقة المحيطة بالانفجار التقيّد بالإجراءات المتخذة والتعاون مع القوى الأمنية المنتشرة في المكان.
وأعربت قيادة الجيش في بيانها عن تعازيها لذوي شهداء الانفجار الكارثي متمنية الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
تضامن دولي
وفي هذا السياق أعلنت كل من إيران وسوريا عزمهما تقديم مساعدات عاجلة للحكومة اللبنانية ، كما عبَّرت الكثير من دول العالم عن تضامنها مع لبنان حكومة وشعبا .. أوروبيا ذكرت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن كلاً من رئيس الاتحاد شارل ميشيل والممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل قدما تعازيهما إلى السلطات اللبنانية وأهالي الضحايا.
وجاء في تغريدتين لهما على منصة التواصل الاجتماعي (تويتر) أن “الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم الدعم والمساندة للبنان”.