اللافت في الانفجار الذي طال عصر أمس الأول مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت والذي نتج بناء على ما أكدته الحكومة اللبنانية عن انفجار لمستودع مفرقعات أولا ومن ثم امتد الحريق إلى مستودع لتخزين مادة نيترات الأمونيوم شديدة الانفجار هو تشابه الدعاية السعودية والإسرائيلية بأن مستودعات لحزب الله هي السبب في هذه الكارثة.
وكان بيان لحزب الله صدر عقب الانفجار أكد فيه وضع كافة إمكانياته تحت تصرف اللبنانيين بعد الانفجار الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت وخلف دمارًا غير مسبوق.
وقال حزب الله في بيانه: ”نتقدم إلى الشعب اللبناني الشريف وإلى عائلات الشهداء والجرحى بأعمق آيات المواساة والشعور بالحزن العميق لهذه المأساة الوطنية الكبرى التي أصابت لبنان واللبنانيين في الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا العزيز”.
وأكمل البيان “إن هذه الفاجعة الأليمة وما خلفته من دمار غير مسبوق وعواقب خطيرة على مختلف المستويات الإنسانية والصحية والاجتماعية والاقتصادية تستدعي من جميع اللبنانيين وجميع القوى السياسية والفاعليات الوطنية التضامن والوحدة والعمل المشترك لتجاوز آثار هذه المحنة القاسية والوقوف مجدداً بعزم وإرادة لمواجهة الصعاب والتحديات المستجدة”.
وتابع البيان “نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على الشهداء بالرحمة والمغفرة وعلى أهاليهم بالصبر والسلوان ونسأله تعالى أن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وان يمن على شعبنا العزيز بالصبر والصمود وان ينجح بلدنا في تجاوز الصعاب والمحن”.
محللون سياسيون رأوا أن الاستغلال السياسي للجريمة التي وقعت بدأ سريعاً حيث سعت السعودية عبر وسائل الإعلام والسياسيين الممولين من قبَلها في الرياض ودبي وبيروت – إلى ربط الحادثة بحزب الله، قبل أن يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليقول إن العسكريين الأميركيين «يعتقدون أن انفجار بيروت ناجم عن قنبلة من نوع ما»، في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها في انتظار نتائج التحقيق اللبناني.
وأكد المحللون أن تناول قنوات الفتنة الموالية للعدو الصهيوني وأمريكا والناطقة بالعربية وقولها باستهداف مخزن صواريخ تابع للمقاومة الإسلامية حزب الله وكأنه تبرير للمجرمين .
ومما لا شك فيه بحسب المحللين أن بث أخبار بغيضة مثل هذه والتي تتعارض مع التصريحات الرسمية للمسؤولين اللبنانيين، فضلا عن انه يكشف عن سلوك مقيت خدمة لمآرب سياسية، يهدف إلى النيل من وحدة وانسجام الشعب اللبناني.
ويؤكد المحللون أن السلوك السعودي البغيض ، حيال هذه الحادثة الأليمة ، كشف أن هذا البلد ليس مستعدا لتجاهل حزن وألم الشعب اللبناني من اجل تصفية الحسابات مع جبهة المقاومة فحسب، بل انه مستعد للتجرد عن كافة القيم الأخلاقية والإنسانية، خدمة لتحقيق مآربه المشؤومة .
وتساءل المحللون ماذا لو ثبت أن هذا الانفجار كان سببه عملاً إرهابياً ووراءه إسرائيل على اعتبار أن من يجرؤ على القيام بهذا العمل هي إسرائيل فقط لأنها هي الدولة الإرهابية الوحيدة بالمنطقة وما يعنيها أن لا تكون هذه المادة بيد حزب الله يوما من الأيام وقصدت إسرائيل تفجيرها لهدفين الأول التخلص منها والثاني تأليب اللبنانيين على وجود حزب الله واستخدامه الأرض اللبنانية كقواعد .
وهو ما أكده نشطاء حيث تداولوا عقب انفجار لبنان، تغريدة قديمة للمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي قالوا إنه تنبأ فيها بانفجار مرفأ بيروت .
وقال أدرعي في تغريدة كان قد نشرها في 23 يوليو من العام الماضي، إن «المعابر على حدود سوريا ولبنان تستخدم لنقل الأسلحة الإيرانية، ومرفأ بيروت يستخدم كمحور نقل بحري للأسلحة من إيران إلى حزب الله».
وأضاف «لوينتا (إلى متى) راح تبقوا مغمضين عيونكن؟»، وأرفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي خريطة توضح ما قال إنها «طرق لنقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله»، ومكتوب على كل منها كلمة «هدف».
وبعد انتشار التغريدة رجح ناشطون كثيرون أن تكون إسرائيل هي اليد الخفية وراء التفجير، وأنها تخطط منذ عام مضى للقيام به بحسب تغريدة المتحدث الرسمي.
كما نشرت صحيفة رأي اليوم تقريرا كشفت فيه عن تشابه إلى حد كبير آلة الدعاية السعودية والإسرائيلية في محاولة اتهام حزب الله اللبناني بانفجار بيروت.
وقالت الصحيفة ان «الخطاب الإسرائيليّ الرسمي والإعلامي ركز في التعقيبات على فاجعة/ كارثة بيروت عصر أمس الثلاثاء على ثلاث نقاط رئيسية: الأولى، أنّ دولة الاحتلال، لا علاقة لها، لا من قريب ولا من بعيد بالانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، وكان لافتًا للغاية أنّ البيان الرسمي الذي تنصل فيه الكيان من المسؤولية عن العملية جاء سريعًا بعد وقوع الانفجار.
أمّا النقطة الثانية في الخطاب الإسرائيلي فقد شددت على استعداد الدولة العبرية تقديم المساعدات للبنان المنكوب، رغم أن القانون الإسرائيلي يعتبر لبنان دولة مُعاديةً».
وذكرت الصحيفة « ان النقطة الثالثة، وربمّا الأهم، هو أن جميع وسائل الإعلام العبرية، حاولت ربط حزب الله اللبناني بالانفجار الضخم، حين اقتبست ما جاء على لسان فضائيّة “العربيّة”، التابعة للنظام السعودي إذْ أنّه بعد وقتٍ قصير من الانفجار زعمت فضائية “العربية” في نبأ عاجل لها، بأن المعلومات الأولية لانفجار بيروت، تشير إلى أنّه وقع في مخزن سلاح تابع لحزب الله».
وأشارت الصحيفة إلى انه «على الرغم من زعم فضائية “العربية” بأنّها اعتمدت على مصادر إعلامية في «إسرائيل»، إلّا أن الإعلام العبري لم يذكر لا مباشرة ولا بطريقة التفافية أنْ يكون الحادث قد استهدف مخزنًا للسلاح تابعا لحزب الله اللبنانيّ، ونقل الإعلام العبري عن مصدر سياسي قوله إنه ليس «لإسرائيل» علاقة بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، على حدّ تعبيره».
ولفتت الصحيفة قائلة «إن وسائل الإعلام العبرية، التي سلطت الضوء في عناوينها الرئيسيّة على “نكبة بيروت”، أفادت بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، صادق مساء أمس الأول، لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية إلى لبنان. وكلف نتنياهو رئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات بالتواصل مع مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف لمعرفة ما يمكن «لإسرائيل» أنْ تقدمه لمساعدة بيروت».
وأفادت صحيفة رأي اليوم بالقول: «يُشار إلى أنّه عندما اندلع حريق الكرمل في ديسمبر من العام 2010م صبّ جميع المحللين الإسرائيليين، على مختلف انتماءاتهم، صبوا جام غضبهم على تقصير وإهمال حكومات «إسرائيل» المتعاقبة في كلّ ما يتعلق بسلطة المطافئ والإنقاذ، سيارات ملائمة للمتاحف تستعمل للإطفاء، وأدوات أكل الدهر عليها وشرب تستخدم لإخماد الحرائق، على حد تعبيرهم».
وتابعت الصحيفة» كما أن رئيس الوزراء نتنياهو توجه شخصيا في ذلك الحين إلى زعماء الدول مستنجدًا ومناشدًا ومطالبًا المساعدة، أي أن «إسرائيل»، التي تعرِض اليوم المساعدات على لبنان، لجأت آنذاك إلى قبرص وتركيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا للحصول على مساعدات في احتواء “الكارثة”، واستأجرت أكبر طائرة في العالم من حليفتها، أمريكا، للسيطرة على حريق اندلع في الجبل، مقابل نصف مليون دولار رسوم استئجار وتأجير».