السعودية طبعت الحياة وأعادت التجمعات والسياحة والحفلات الماجنة
النظام السعودي يكذب بشأن دواعي منع الحج
الصحة العالمية: من لا تظهر عليهم أعراض كورونا هم غير ناقلين للمرض
سياسات سعودية سابقه لكورونا هدفت لتقليص الحجاج وتعطيل مقاصد الركن الخامس للإسلام
منع اليمنيين من الحج كان أول قرار سياسي ترافق مع العدوان واليوم طال المنع كافة المسلمين
النظام السعودي يرضخ لضغوط أمريكية وصهيونية لمنع الحج رغم حاجته للأموال
الثورة / إبراهيم الوادعي
كان من المفترض أن تدوي تكبيرات حجاج بيت الله الحرام في مثل هذا اليوم التاسع من ذي الحجة على صعيد عرفات الطاهر، كما كل عام منذ حجة الوداع التي تقدم فيها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله جموع الحجاج المسلمين للمرة الأولى.
وللمرة الأولى لن يقام الحج على صعيد مكة وعرفات الطاهرتين بقرار من النظام السعودي بذريعة كورونا ، رغم تحلل العالم من كافة القيود المجتمعية التي ثبت خطأها ، وعودته – النظام السعودي- إلى استقبال السياحة .
نهاية يونيو الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية تحديثا للمعلومات حول جائحة كورونا قائلة إن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض كورونا من النادر أن ينقلوا العدوى.
هذا الإعلان لمنظمة الصحة العالمية أثار غضب العالم والذي مضى في الإغلاق وفق تعليمات المنظمة 6 أشهر، وتحملت الاقتصاديات الدولية كما كبيرا من الخسائر أدى إلى إفلاس العديد من الشركات وخسائر الالاف من الموظفين لعملهم.
ووفقا للإعلان الأممي باشرت جميع الدول بإلغاء القيود الحياتية التي فرضتها على مواطنيها لمواجهة جائحة كورونا، وعادت شركات الطيران إلى العمر والسفر كما في السابق.
السعودية واحدة من الدول التي أعادت تطبيع الحياة لديها بما في ذلك استقبال السياح وإقامة الحفلات الغنائية الماجنة، لكنها تستمر في منع المسلمين من الحج بذريعة كورونا !..
فهل النظام السعودي يكذب وهناك أسباب أخرى لسعيه لعدم اجتماع المسلمين في صعيد عرفات بما يعنيه ذلك من هدم الركن الخامس من أركان الإسلام ، وهل من مصلحته ذلك ؟.
في المقام الأول لا يهم النظام السعودي حديثا أو سابقا الشعائر الإسلامية وهو اتخذها مطية لتحقيق رغباته بتزعم العالم الإسلامي وتنفيذ أجندات غربية، بما في ذلك تشكيل الوهابية وفروعها من جماعات القاعدة وداعش وفق ما صرح به ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان لصحيفة أمريكية، منتقدا هجوم الغرب على السعودية على خلفية قضايا الإرهاب.
مؤامرة منذ زمن
وإجراءات تقييد الحجاج من قبل السعودية بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي حيث اتخذ النظام السعودي سلسلة اجراءات:
1 – سن نظام الحصص بعذر أن مكة لا تتسع، وجرى تخفيض أعداد الحجاج كل عام
2 – تحولت سياسة الحصص لهذا النظام إلى سياسة ابتزاز للدول المعارضة للنظام السعودي وعطايا للمتحالفين بما في ذلك المسيحيين حيث منحت الرياض قبل عامين الزعيم المسيحي سمير جعجع مقاعد للحج يوزعها كيفما شاء.
3 – طبق النظام السعودي عبر نظام الوكالات سياسات عزل للحجاج بحيث كانت يفوج كل بلد لوحده ويعمل له مخيمات لوحده ، كما اختلق نظاما طبقيا للحجاج الميسورين وغير الميسورين.
4 – عمل عبر دعاة الوهابية إلى جعل شعيرة الحج منبرا للتفريق بين المسلمين شيعة وسنه .
5 – تخويف العالم الإسلامي وتحويل الحج إلى مغامرة حيث ارتكب النظام السعودي الجرائم بحق الحجاج جريمة قتل الحجاج الايرانيين في مكة لأنهم رفعوا شعار البراءة ، وجريمة مقتل عشرات الحجاج في منى وغيرها من الجرائم حتى بات الحج غير آمنٍ.
النظام السعودي الحديث ويمثله محمد بن سلمان تحدث عن نظرته للحج والعمرة كمورد سياحي ديني تدر الدخل على الخزينة السعودية، وبالتالي فإقفال هذا المورد قد يكون نجم عن ضغط على المملكة وهي تقبع في أمس الحاجة إلى المال في ظل استمرار النزيف الاقتصادي نتيجة ست سنوات من الحرب على اليمن وصفقات الأسلحة المهولة، وانخفاض عائدات النفط.
دور يهودي وغربي
تزامن أقفال الحج أمام المسلمين مع هرولة مفضوحة للنظام السعودي في التطبيع مع الكيان الصهيوني ، والسياسات اليهودية وكذا الغربية تتفق في القلق من شعيرة الحجم كحدث يجمع المسلمين .
ولما عجزت عن وقفها خلال القرون الماضية عملت على إفراغها من جوهرها وتحويلها إلى شعيرة دينية خالصة لا تنعكس على واقع المسلمين عبر أحاديث مختلقة وفتاوى وهابية تكفيرية.
الغاء إقامة الحج هذا العام قد لا يكون الأخير وبداية لمنع متسلسل تحت مبررات وأعذار ستختلق، فليس اخلاء مناسك الحج من حجاجها سوى النقلة الثانية لأعداء الإسلام في أنهاء ركن الإسلام الخامس، وأقفال اخر باب يجمع المسلمين ويشعرهم بالوحدة، وان اختلفت أقطارهم والوانهم وجنسياتهم ومناطقهم.
صنعاء ترفع صوتها
صنعاء العاصمة الإسلامية الوحيدة التي تكاد تضج بالاستنكار لمنع الحج ، فيما الصدمة تخيم على العالم الإسلامي المتوزع بين خانع للرغبة السعودية الأمريكية ، وآخر مصدوم لم يتوقع أن تمسه آثار الصلف السعودي الذي يُصْلي اليمنيين المعاناة منذ ست سنوات .
وللمفارقة قبل 6 أعوام منع اليمنيين عن الحج كأول قرار سياسي تزامن مع العدوان الذي قادته السعودية على اليمن، ورغم صراخ اليمنيين واستنهاضهم العالم الإسلامي إلا أن أقطاره أصمت آذانها حتى وصل المنع إلى مواطنيها ، وحجبت زيارة البيت الحرام.