اتفاقية حقوق الطفل.. بنود زائفة وحقوق منهوبة بغطاء أممي
إكرام المحاقري
ليس في اليمن فحسب لكن في الكثير من دول العالم لم تجد الطفولة حقها في الحياة، ولم تلتمس نبض حياة لبنود اتفاقية حقوق الطفل الخاصة “بالأمم المتحدة” والتي تميزت باسم النسخة الصديقة للأطفال, لكن ماذا عن الحقيقة!?
وكإن تلك البنود مازالت حبيسة أقبية السجون، أو أن الدهر أتى عليها وتمكنت من ورقها الجرذان وتلذذت بأكل نصوصها, وليكن هذا سبب اختفائها من واقع الطفولة التي يجدر بنا أن نقول عنها مذبوحة مقتولة مقطوعة…الخ
مابين 43 بنداً ضاعت بينها الحقوق التي تضمنتها تلك البنود بمختلف مسمياتها وتوجهها وحفظها للحقوق الخاصة بمختلف أطيافهم وجنسياتهم وأعمارهم حتى لون بشرتهم ما يخلق الطمأنينة في المجتمعات خاصة عندما تتواجد المنظمات الحقوقية التابعة “للأمم المتحدة”.
وعندما نجد العكس هو سيد الموقف نجد الأعذار في ذات السياق لكنها ليست بالمقنعة وهي من تكشف الحقائق المطموسة لكل بند وقعت عليه “الأمم المتحدة” وكأنها من كفل اليتيم وتكفل ببسمة المحروم وإيواء المشرد ونصرة المظلوم أو كأنها الأم الحنون ومن لبنها قد رضع أطفال العالم !!
لكن العجيب حال الإطلاع على كل تلك البنود الإنسانية هو الوصول إلى حق المساواة ـ وحماية الأطفال في الحروب ـ وحماية الأطفال من الاستغلال ـ الحماية من الاعتداء الجنسي ـ الصحة والماء والغذاء والبيئة ـ وقبل هذا كله هو ما أسموه بتطبيق الحقوق على أرض الواقع! !!
ولعلهم يتحدثون ببنودهم هذه عن العمل في كوكب آخر وقد يكون المريخ من يعلم ذلك !! أما عن كوكب الأرض فالشيء مختلف تماما خاصة في منطقة استراتيجية ذي نطاق جفرافي واسع اسمها (اليمن ) ولعل ما يحدث فيها هو سر فضيحة كل ما يتعلق بحقوق الطفل !!
أما عن المساواة فأين هي حقوق الطفل اليمني أمام أطفال العالم ليس كل أطفال العالم فهناك غيرهم من يدفعون ضريبة قانون الوحوش البشرية لكن فلتكن اليمن في المرتبة الأولى التي لم يجد الأطفال فيها أبسط حقوقهم حتى حقهم في الحياة لم يجدوه وأصبح محرماً عليهم!!
وأما عن حماية الأطفال في الحروب فأطفال اليمن لم يجدوا حماية من “الأمم المتحدة” وكانوا هم أول من سقطوا وتقطعت أطرافهم وتطايرت أشلاؤهم إثر أول غارة شنتها مقاتلات العدوان على اليمن, ناهيك عن مجازر وحشية حدثت وما زالت تحدث بحق الأطفال سابقا بأعذار عدوانية وحاضرا برعاية أممية فأين هي تلك الحقوق أو أنها خاصة بفئة معينة من الأطفال لا ترى بالعين المجردة !!
أما عن حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي مقابل ما يحدث من جريمة بحق أطفال اليمن وبشهادة أممية يجب على “الأمم المتحدة” مراجعة صياغة هذه البنود أو التراجع عنها وشطبها كما قامت بشطب اسم المملكة السعودية من قائمة “العار” وليس هذا بالصعب عليهم, أطفال اليمن يُعتدى عليهم جنسيا مابين الفينة والأخرى من قبل عصابات تكفيرية محسوبة على دول العدوان خاصة في تلك المناطق التي يطلقون عليها اسم المحررة والخاضعة لسيطرة الشرعية.
ومؤخرأً قامت يد قذرة باغتصاب طفلة ذات السبعة أعوام في منطقة (حيس محافظة الحديدة) ولم نسمع صوت إدانة لمنظمات “الأمم المتحدة” فهم في تلك الأثناء مشغولون بنفط مأرب وغازه ومحاصرة سفن المشتقات النفطية وشيء من هذا القبيل الحقير !! وما خفي كان أعظم بحق الطفولة وبحقهم كأمم تقمصت دور الإنسانية..
وبالوصول إلى رقم اختص في صفحته بحقوق الأطفال في الصحة، الماء والغذاء والبيئة دعونا نتوجه قليلا للنظر بعانية إلى حال أطفال مدينة (الدريهمي) أولئك الأطفال الذين أطلق عليهم اسم أطفال العظام!! الذين فقدوا لحم أجسامهم جراء الجوع وسوء التغذية ونقص وانعدام الدواء والغذاء بشكل كلي جراء الحصار والتعنت التي فرضته قوى العدوان وبشهادة أممية !! كذلك أولئك الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مستعصية تتطلب حالتهم الصحية السفر إلى دول الخارج من أجل تلقي العلاج المناسب لحالاتهم.
لكن إغلاق مطار صنعاء حال بينهم وبين سلامتهم وبين حقوقهم المنهوبة !! والمخجل هو ما قامت به منظمة اليونيسف من خطوة لئيمة بتسفير احد أطفال موظفيها بطائرة خاصة من مطار صنعاء متناسية كل الأطفال الذين حالتهم حرجة أكثر من ذلك الطفل الذين ميزوه عن غيره !! فأين حقوق المساواة وأين حقوق الصحة والغذاء وأين كل الحقوق التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن “الأمم المتحدة ” مما يحدث من كوارث إنسانية بحق أطفال اليمن !!!
ختاما: فلتعلم “الأمم المتحدة” بأن أطفال اليمن ليسوا بحاجة إلى حقوقها الزائفة والمنافقة ولهم حق قد كفله الدين وتكفل بتطبيقه المؤمنون الصادقون, أما منظمة اليونيسف التي تغافلت عن حقائبها الملطخة بدماء أطفال ضحيان وحقوقهم ليس في السفر بل في الحياة!!
فأطفال اليمن ليسوا بحاجة إلى حقائبكم وإلى مساعداتكم التي هي في الحقيقة حق من حقوقهم نهبتموها بكل لصوصية.. فانتم اليوم لستم إلا طرف من أطراف دول العدوان وذيل قبيح لسياسة أمريكا التي تصدرت قانون الغاب بالبقاء للأقوى, لكن قد تكون هذه السياسة التي ركع لها عِباد الدولار هي من ستركعهم لليمن قيادة وشعبا وسيكون ليس البقاء للأقوى فحسب, بل البقاء والحكم والسيطرة هي للأقوى.. وإن غداً لناظره قريب.