عقب اعتراض طائرتين أمريكيتين لطائرة مدنية لإيران

طهران تحتج رسميا ضد واشنطن إلى الأمم المتحدة ومنظمة الطيران المدني الدولي لانتهاكها القانون الدولي

 

 

لبنان : إصابات طفيفة بين ركاب الطائرة “ماهان آير” الإيرانية

عواصم/وكالات
أعلن مطار بيروت الدولي، أن عددا من ركاب الطائرة الإيرانية التي هبطت في المطار إثر تعرضها لمضايقات جوية من قبل طيران حربي لم يعرف حتى الآن هويته، تعرضوا لإصابات طفيفة نتيجة للهبوط الاضطراري الذي قام به قبطانها.
وقال رئيس مطار بيروت فادي الحسن، في تصريح صحافي، إن “الطائرة هبطت في مطار بيروت عند الساعة الثامنة والنصف (بالتوقيت المحلي) وغادر جميع الركاب والجروح بسيطة جراء الهبوط السريع والهلع وهناك مسن وضعه مستقر”.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بأن طائرات عسكرية تابعة لسلاح الجو الأمريكي اعترضت طائرة ركاب تابعة لشركة النقل الجوي الإيرانية “ماهان آير” كانت متوجهة من طهران إلى بيروت، وذلك فوق الأجواء السورية.
في المقابل، قال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة إنه “لا يوجد جرحى بين ركاب الطائرة الإيرانية”، بحسب ما نقلت عنه قناة “الجديد” اللبنانية.
وتسيطر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على صحراء (التنف) عند المثلث السوري العراقي الأردني شرق سوريا، وتمتد هذه السيطرة على دائرة نصف قطرها 55 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
وتحاذي منطقة الـ (55 كم) الحدود الإدارية الشرقية لمحافظة ريف دمشق، وهذه الأخيرة تتشارك مسافة طويلة من الحدود مع المملكة الأردنية على بعد نحو 300 كم إلى الشرق من العاصمة دمشق.
وتضم منطقة التنف (مخيم الركبان) بالإضافة إلى معسكرات تدريب لمرتزقة من تنظيم (جيش مغاوير الثورة السورية) يقوم على تدريبهم عناصر نخبة من الجيش الأمريكي والبريطاني وحلفائهم ضمن ما يسمى (التحالف الدولي).
ومن جهة أخرى، علقت شركة “ماهان” الإيرانية للطيران حول حادثة اعتراض المقاتلات الأمريكية لإحدى طائراتها فوق الأجواء السورية أثناء رحلتها المتوجهة إلى بيروت.
وجاء في بيان الشركة أمس الجمعة: “في أعقاب الهجوم الذي شنته الطائرات المقاتلة الأمريكية على الرحلة رقم 1152 التابعة لشركة ماهان للطيران، نعلن أن الرحلة 1152 التابعة لشركة ماهان على طريق طهران-بيروت كانت مهددة من قبل طائرتين مقاتلتين أمريكيتين بعد التحليق لمدة ساعتين فوق الأراضي السورية. وبدأ الطيار بحكمة ووفقا لقواعد ولوائح الطيران لتجنب أي خطر محتمل، بعد تلقي تحذير TCAS بناء على انخفاض فوري في الارتفاع ، وبدأ على الفور في خفض الارتفاع، ولأن الطائرة كانت قبل ذلك في وضع مستقر وسمحت للركاب بفك الأحزمة، فقد أدى الانخفاض السريع في الارتفاع وسرعة الابتعاد عن الخطر المحتمل إلى إصابة عدد من الركاب والطاقم الذين كانوا في الخدمة، والذين تم نقلهم إلى المستشفى للعلاج فور الهبوط”.
وتابع البيان، “منذ أن قامت شركة ماهان للطيران بتشغيل الرحلات على هذا المسار بشكل مبرمج، لأكثر من عقد من الزمن، خضعت دائما لقواعد وأنظمة الطيران في تنفيذ الرحلات، لذا يمكن اعتبار الحادثة على أنها مؤشر آخر على تهرب الولايات المتحدة من القانون الدولي”.
ولفت البيان إلى أنه وفقا لما أعلنه المسؤولون الإيرانيون، وكذلك الهيئة الإدارية لمنظمة الطيران المدني الإيرانية، أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القضائية والقانونية اللازمة في هذا الصدد.
من جانب آخر، قدّمت إيران احتجاجا رسميا أمس الجمعة لدى الأمم المتحدة ومنظمة الطيران المدني الدولي ضد “الانتهاك الصريح للقانون الدولي” بعدما اقتربت “مقاتلتان” أميركيتان، وفق طهران، بدرجة خطيرة من طائرة ركاب إيرانية في الأجواء السورية.
تمثل الحادثة التي وقعت الخميس حلقة جديدة في مسلسل التوترات الشديدة بين الولايات المتحدة وإيران التي بلغت مستوى جديدا عقب انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحاديا عام 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرضها عقوبات ضد طهران.
من جهتها، أكدت القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط أن إحدى طائراتها من طراز إف-15 كانت في “مهمة جوية روتينية” عندما اقتربت من الطائرة الإيرانية فوق سوريا، حيث توجد قوات أميركية.
ونشر التلفزيون الإيراني الرسمي ليلا شريط فيديو يظهر ركابا مذعورين يصرخون أثناء ما يبدو محاولة من الطائرة التابعة لخطوط “ماهان إير” الإيرانية تفادي طائرة حربية أثناء رحلة بين طهران وبيروت.
ووفقا للتلفزيون، “خفّض قائد الطائرة التجارية الارتفاع بصورة مفاجئة لتجنب الاصطدام بالمقاتلة فجرح عدة ركاب”. ويظهر الشريط عدة ركاب مصابين، توجد دماء على جبهة أحدهم فيما كان آخر ملقى أرضا. وتظهر طائرة قتالية واحدة وهي تطير على مسافة قريبة.
ووفق وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، فإن قائدي “طائرتين حربيتين”، وليس طائرة واحدة، “قدما نفسيهما كأميركيين” خلال محادثة مع فريق طائرة “ماهان إير”.
واتهمت إيران في البداية إسرائيل بمحاولة اعتراض الطائرة الإيرانية التي حطت بلا مشاكل في بيروت، لكن سلطات طهران وجهت إصبع الاتهام لاحقا إلى الولايات المتحدة.
من جهته، أفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه جرى تقديم احتجاج إلى منظمة الطيران المدني الدولي وسفارة سويسرا في طهران التي تمثل المصالح الأميركية في إيران في ظل غياب علاقات دبلوماسية بين البلدين.
ونقلت وكالة “إرنا” عن عباس موسوي تحذيره من أنه “لو وقع أي حادث لهذه الطائرة في رحلة العودة فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحمل أميركا المسؤولية”.
بدورها، نشرت منظمة الطيران المدني الإيرانية بيانا احتجت فيه على “تصرفات سلاح الجو الأميركي”، واعتبرت ما حدث “انتهاكا صريحا للقانون الدولي”، وطالبت بفتح تحقيق فوري.
علاوة على ذلك، سيوجه ممثل إيران في الأمم المتحدة قريبا رسالة إلى “مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة” لإدانة “التهديد الذي تعرضت له طائرة الركاب التابعة لماهان إير”، وفق “إرنا”.
قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان إن مقاتلة إف-15 تابعة لها كانت “في مهمة جوية روتينية” عندما اقتربت من الطائرة الإيرانية.
وأضافت في بيانها أن عملية “المراقبة البصرية” جرت من مسافة ألف متر “بما يتماشى مع المعايير الدولية”، وتابعت أنه “بمجرد تحديد قائد إف-15 الطائرة باعتبارها طائرة ركاب تتبع ماهان إير ابتعد عن المركبة بشكل آمن تماما”.
وأكد مصدر أمني في لبنان أن الطائرة الإيرانية حطّت في مطار بيروت، وأنه “يوجد أربعة جرحى بشكل طفيف في صفوف الركاب”.
وفي سوريا المجاورة، الغارقة في الحرب، أكدت التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اعترضت طائرة مدنية إيرانية في الأجواء السورية بمنطقة التنف ما اضطر الطيار للانخفاض بشكل حاد ما أدّى إلى وقوع إصابات طفيفة بين الركاب”

قد يعجبك ايضا