رئيس وزرائها يوافق ضمنياً على صفقة القرن ويؤيد الضم

الأردن تسقط في وحل الخزي وتنضم لأنظمة العمالة في بيع القضية الفلسطينية

 

 

عمان / وكالات
لم يكن أحد يظن أن المملكة الأردنية سوف تتخلى عن فلسطين والفلسطينيين يوماً من الأيام كحامي المقدسات الدينية في الأراضي المحتلة بعد هرولة الكثير من دول العدوان على اليمن كالسعودية والإمارات ، ولكن يبدو أن عمَّان على لسان رئيس وزرائها لم يُكتب لها النضال المستمر في الدفاع عن أقدس الأماكن وأشرفها على الأرض ومهبط الرسالات لتعلن مؤخراً تأييدها المشؤوم بقيام الاحتلال الإسرائيلي بضم واحتلال جزء من الضفة الغربية، تحت مبررات سخيفة انه في حال قيام دولة موحدة تجمع الإسرائيليين والفلسطينيين، على الرغم من معرفتها الكلية والشاملة لهذا الغاصب أنه لن يفي بما يقول ولن ينجر إلى ما تظن الأردن أن تل أبيب ستطرحه كحل مرض، ناسية أم متناسية أن القرار الأول هو حق مشروع ووحيد للفلسطينيين أنفسهم فقط وهم يرفضون التخلي عن شبر من أرضهم لمن أراهم ويلات العذاب والظلم والتعسف طيلة سبعة عقود من النضال المشرف، التساؤل الذي لا بد من طرحه الآن ما الذي تغير حتى تقوم الأردن بتغيير سياستها وموقفها من مسألة الضم وصفقة القرن، ولكن ليعلم كل إنسان شريف وحر على هذا العالم أن فلسطين ستظل حرة أبية وملكاً لا يمكن تجزئته بكلام دول شاركت في سفك الدماء وعدوان غاشم على اليمن السعيد، فالعالم يلعن ويتشاءم بكل صرفات دول العدوان والتي منها الأردن والذي يبدو أنه يكشف حقيقته التي كانت مختفية إلا أننا نرجو أن يتراجع عن ذلك فالخسارة لن تكون على فلسطين وحدها بل ستطال مباشرة الأردن وحينها ستدرك أنها وقعت في الشباك ولن ينفع بعدها الندم أو التضامن فالرفض والرفض المستمر لهذه الصفقة هي أساساً لكبح جماح العدو الذي يحمل في جعبته الكثير من الخطط الخبيثة للدول العربية عامة والإسلامية خاصة.
وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز إن بلاده يمكن أن تنظر بشكل إيجابي إلى “حل ديمقراطي لدولة واحدة” للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، محذراً من أن خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية “يمكن أن تطلق موجة جديدة من التطرف في الشرق الأوسط “.
وأوضح الرزاز في مقابلة في عمان مع صحيفة “الغارديان” إن سياسة الضم الإسرائيلي ستكون “إيذانا بدولة فصل عنصري جديدة” يمكن أن تكون قوة راديكالية وتزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأضاف: “بالطريقة التي نراها بها، فإن أي شيء أقل من حل الدولتين القابل للتطبيق سيدفع ليس فقط الأردن، وليس فلسطين فقط، ولا إسرائيل فحسب، بل المنطقة والعالم إلى حالة من الفوضى”.
وفي إشارة إلى الوضع المتدهور لحل الدولتين منذ عقود، قال الرزاز “إن الأردن يمكن أن ينظر بشكل إيجابي إلى إقامة دولة فلسطينية-إسرائيلية واحدة، شريطة أن تمنح حقوقاً متساوية لكلا الشعبين”.
وقالت الصحيفة إن القادة الإسرائيليين تجنبوا تاريخياً أي نوع من حل الدولة الواحدة، خوفاً من أن يتغلب السكان الفلسطينيون (ديموغرافياً) في نهاية المطاف على الحل اليهودي ويهددون الهوية الدينية لـ”إسرائيل”.
لكن الفكرة تزايدت شعبيتها بين النشطاء الفلسطينيين حيث خفت احتمالات إقامة دولتهم الخاصة.
وتشير تعليقات الرزاز إلى انفتاح أكبر على حل الدولة الواحدة مما عبرت عنه القيادة الأردنية في السابق، وإن كان ذلك من غير المرجح أن تقبله “إسرائيل” على المدى القصير. كما تقدم تعليقاته معاينة محتملة لما يمكن أن تدفعه عمان وعواصم أخرى كحل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني إذا استمر الضم.
وتعهد نتنياهو بـ”تطبيق السيادة الإسرائيلية” على ما يصل إلى 30٪ من الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية ومساحات غور الأردن. وقد رفض الزعماء الفلسطينيون خطة الضم وواجهت الخطة موجة من الانتقادات من بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين وأعضاء الكونغرس الأميركي والعواصم الأوروبية ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وكان الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، ناشطًا نشطًا وصريحًا ضد خطة الضم، بحجة أنها تشير إلى نهاية فكرة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة وأجزاء من القدس الشرقية.
وقال الرزاز “نحن ضد الأفعال الأحادية. نحن ضد الضم. نحن ضد أي خطوات ليست ضمن مخطط شامل يؤدي إلى حل الدولتين. وباختصار، إذا كنا لا نتجه نحو حل الدولتين، دعنا نعرف ما نحن بصدده، ونوع حل الدولة الواحدة الذي نتجه إليه”.
وينظر الأردن إلى القضية من منظور وجودي، خوفاً من أن يؤدي موت حل الدولتين إلى فتح الباب لاحتمال استيعابه أجزاء من الضفة الغربية وسكانها – وهي فكرة كانت شائعة في أوساط أقصى اليمين الإسرائيلي وأصبحت تدريجياً التيار السائد في اليمين.
وقال الرزاز “لن يستوعب الأردن نقل الفلسطينيين. لن يصبح الأردن “فلسطين”، كما يرغب اليمين المتطرف الإسرائيلي. ولن يتخلى الأردن عن الوصاية على [الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في] القدس. هذه الأمور الثلاثة واضحة لنا”.
وكان الملك عبدالله قال إن العلاقات الأردنية مع “إسرائيل” وصلت إلى نقطة منخفضة وأن خطط الضم تضع البلدين على طريق “صراع واسع النطاق”. لكنه لم يصل إلى حد التهديد بإلغاء معاهدة السلام، وهي خطوة يعتبرها الدبلوماسيون في عمان والمحللون غير مرجحة.
ونقلت الوكالة عن مصادر لم تذكر هويتها، أن الرزاز “سيعلق على مقابلته مع صحيفة الغارديان” البريطانية، ويوضح البعض الخاطئ لما جاء في المقابلة ومحاولتهم التشكيك بالموقف الأردني”.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الرزاز سيؤكد موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفضه لعملية الضم، بما يحفظ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
وفي وقت سابق قالت صحيفة “الغارديان”، إن الرزاز، قال خلال مقابلة أجرتها معه، أن الأردن قد ينظر لإنشاء دولة فلسطينية – إسرائيلية شريطة أن تمنح حقوقا متساوية للجميع، وذلك في ظل تعثر مساعي حل الدولتين منذ عقود.

قد يعجبك ايضا