ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة لـ”الثورة “: مبادرة السيد عبدالملك الحوثي بشأن معتقلي حماس في السعودية نابعة من حس قومي وإيماني واهتمام بالقضية الفلسطينية
أكد القائم بأعمال ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة أن الدور اليمني الداعم للقضية الفلسطينية لا يزال ثابتاً ومشرفاً رغم كل الظروف والمؤامرات التي يمر بها الشعب اليمني، الآن مواقفه ستظل جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن حقوقه وتحرير كافة أراضيه وطرد الاحتلال الصهيوني.. ولمعرفة المزيد عن هذا الدور وتخاذل المجتمع الدولي والإقليمي تجاه جرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني نتابع هذا اللقاء الذي أجرته “الثورة” فإلى التفاصيل ..
الثورة /
قاسم الشاوش
كيف تنظرون إلى مبادرة السيد عبدالملك الحوثي بشأن الإفراج عن معتقلي حماس في السعودية؟
– تنم مبادرة السيد عبدالملك الحوثي عن حس وطني وإيماني مرتفع، حس يشعرك بأهمية قضية فلسطين والمقاومين في ذهن الرجل، حس يبدي أن قضية فلسطين هي قضية الأمة المركزية وإن المقاومة والمقاومين ليسوا معزولين، بل لهم نصير وظهير في الأمة.
إن هذه المعاني السامية هي التي دفعت السيد عبدالملك إلى المطالبة بالإفراج عن معتقلي حماس في المملكة العربية السعودية، بل وجعله مقدما على الإفراج عن الأسرى اليمنيين لدى السعودية فله من كل الشعب الفلسطيني ومن حركة حماس التقدير والشكر.
إن هذا الموقف المتقدم لأنصار الله في دعم حركات المقاومة والمساهمة في حل بعض العراقيل التي تظهر في طريقها هو مؤشر على وحدة الهدف الذي نتحرك فيه جميعاً للتصدي للكيان الصهيوني الغاصب ومحاولة في لجم اعتداءاته.وإن اعتقال هؤلاء النشطاء من حماس في السعودية لا مبرر له لأنه ليس لهم ذنب أو جرم إلا دعم أهلنا في فلسطين ودعم صمودهم ومقاومتهم فالأصل أن يكافأوا لا أن يعاقبوا، والذي ينبغي أن يعاقب هو من يدافع عن الاحتلال ويروج له.
تحتل قضية فلسطين المحور الرئيسي لدول المقاومة.. كيف تنظرون لدور اليمن خاصة في ظل الظروف والمؤامرات التي يمر بها، وهل سينعكس ذلك على دعم قضية فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه؟
– الشعب اليمني له دور ظاهر ومشرف في دعم الثورة الفلسطينية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية منذ منتصف القرن الماضي ولا زال يقدم ما استطاع دعماً وتأييداً لهذه القضية العادلة.
وإن هذا الدور المميز للشعب اليمني والرائد مستمر وسيستمر إن شاء الله بالرغم من كل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها اليمن وأهله ونأمل من الله أن تنجلي هذه الغمة عن اليمن وتنكسر هذه الموجات التي تريد إذلال اليمن وأهله، وأن يكون لليمن وأهله دور متقدم في مشروع التحرير وذلك لما يتميز به الشعب اليمني الكريم من إقدام وبطولة وأنفة وعدم رضوخ لموجات المستكبرين والتي ستزول لا محالة وسيظل الشعب اليمني شامخاً وإن شاء الله نتجمع قريباً في معركة تحرير القدس ونصلي جماعة في الأقصى بإذن الله.
ما هو موقف الشعب الفلسطيني من صفقة القرن وموقف بعض الدول العربية الممولة لهذه الصفقة؟
– إن صفقة القرن هي محاولة من الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية وفق المنظور الصهيوني المتطرف والعنصري.
وإن المعروض في صفقة القرن على الفلسطينيين لا يتلاقى في أضعف متطلبات الجانب الفلسطيني فلا دولة ولا قدس ولا عودة للاجئين ولذلك نجد أن الصفقة مرفوضة من كل أطياف الشعب الفلسطيني حتى أولئك المنخرطين في مسار التسوية العبثي.
ولكن المؤسف أن بعض الدول العربية تتساوق مع هذا المشروع الصهيوني وتضغط على الفلسطينيين للرضوخ لهذه الإملاءات تحت مبرر أنها أفضل الموجود وأن لا حل لهم إلا ما يعرضه الكيان الغاصب وحليفته أمريكا، وقد يكون الضغط غير مباشر عن طريق التطبيع مع هذا الكيان وفتح الأبواب له ليجول في المنطقة العربية سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
و كل هذه المحاولات الضاغطة على الفلسطينيين من أمريكاً والغرب وبعض حلفائهم العرب ستفشل إن شاء الله، وشعبنا فيه من الطاقة والخبرات ما يجعله قادراً على مواجهة كل هذه التحديات بل الانتقال من رد الفعل إلى الفعل وسيجد من الأفكار ما يفرض نفسه بقوة على المجتمع الدولي وسيعيد للقضية صفاءها بعد سنوات من اللهث وراء السلام المزعوم الذي لم يأت للقضية بأي خير يذكر.
كيف يبدو الوضع الإنساني الذي يعيشه قطاع غزة في ظل الحصار الجائر الذي فرضه الاحتلال؟
– بعد انتخابات 2006 وفوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بهذه الانتخابات وتسلمها رسمياً الحكومة الفلسطينية ،هذا الحدث كان زلزالاً للعالم الغربي الظالم بالرغم من ادعائه الديمقراطية فبدأت كل المؤامرات على الشعب الفلسطيني وخياره وتجلى ذلك بالحصار الجائر على أبناء شعبنا في قطاع غزة لتركيعه، فشنت ثلاث حروب على قطاع غزة كانت تهدف لكسر شوكة المقاومة وإرادتها ولكن بفضل الله وصمود المقاومين ودعم الأمة لهم لم يستطع الكيان الصهيوني وبالرغم من كل آليته العسكرية تحقيق أهدافه فلجأ إلى الحصار والخنق والتضييق ظاناً أنه سيحقق بسلاح الجوع ما لم يحققه بسلاحه العسكري، وأن الشعب سينفض من حول راية المقاومة، ولكن انقلب السحر على الساحر فأصبح الحصار على أهلنا في غزة نقطة سوداء في وجه الصهاينة وتحرك الكثير من أحرار العالم نصرة لأهلنا المحاصرين في قطاع غزة وبقيت المقاومة مرفوعة الرأس وتزداد قوة إلى قوتها ويزداد التفاف الناس حولها ونحن نشهد تآكل هذا الحصار الظالم بفضل الله ثم بصمود أهلنا في غزة وتسلحهم بالحق والقوة. ولكن هذا لا يعفي الأمة من دورها في دعم صمود الشعب الفلسطيني لكسر هذا الحصار وهذه مسؤولية الأنظمة بالدرجة الأولى ثم الشعوب.
ماذا عن مواقف الجامعة العربية وبعض دول الخليج المتخاذل تجاه القضية الفلسطينية ؟
– الجامعة العربية طيلة الفترة السابقة لم يكن لها دور مميز في حل قضايا الأمة العربية بل ظل دورها هامشياً بل متماشياً مع سياسة بعض الدول العربية ونحن نتمنى أن يكون للجامعة العربية الدور الفاعل لأن قضية فلسطين هذ قضية العرب الأولى، فيجب أن تكون قرارات الجامعة العربية مساندة للحق الفلسطيني وداعمة له، ولكن واقعنا العربي المهلهل جعل الجامعة تفقد دورها في جمع الأمة العربية على الحقوق العربية، فمثلا نجد في الأمر الفلسطيني أن لكل دولة سياسة خاصة في التعامل مع الكيان الصهيوني، وهذا ما فتح الباب لبعض الدول من التطبيع مع الكيان الصهيوني وتوقيع اتفاقيات سلام أو السعي لإقامة علاقات مع هذا الكيان الغاصب إما باستقبال مسؤولين صهاينة أو توقيع عقود تجارية وفتح المجال للشركات الصهيونية أن تغزو الأسواق العربية أو السماح للطائرات الصهيونية بالمرور في الأجواء العربية ظناً من هؤلاء المطبعين أن هذه الأفعال سترضي عنهم أمريكا وحلفاءها.
إن هذه المواقف المتخاذلة تجعل العرب أولاً لقمة سائغة للكيان الصهيوني ثم تزيد من غطرسة هذا الكيان وتشعره بأنه هو السيد الذي يحرص الجميع على إرضائه، وهذا ما يدفع هذا الكيان على التمادي في انتهاك الحقوق الفلسطينية دون أن يحسب أي حساب لهذا المجتمع العربي.
* في إطار التوجه الصهيوني لضم أراضي الضفة.. كيف ستواجه المقاومة هذا التصعيد؟
– يستعد الكيان الصهيوني لضم 30% من أراضي الضفة الغربية لكيانه الغاصب دون أن يحسب أي حساب لهذه الأمة العربية بكل إمكانياتها ومقدراتها، ولكنه يحسب ألف حساب للمقاومة وما تصريح الناصق الرسمي لكتائب عز الدين القسام حول ضم أجزاء من الضفة الذي قال فيه إن قرار ضم الضفة والأغوار هو إعلان حرب وإن المقاومة هي الحارس الأمين والقوي على شعبنا وسنجعل العدو يندم على هذا القرار.
إن تصريح المقاومة المقتضب والقوي جعل الكيان الصهيوني بكل عنجهيته يفكر كيف يخرج من ورطته، فهاهو اليوم يعلن أنه سيقوم بالضم الجزئي والتدريجي حتى يسهل له ابتلاع الأراضي الفلسطينية وحتى لا يثير حفيظة الشعب الفلسطيني وهاهي الأصوات تتعالى داخل الكيان الصهيوني عن خطورة الضم وأنها ستقود المنطقة إلى الحرب.
إن المقاومة تؤمن أن هذا العدو لا يفهم لغة القانون بل يفهم لغة القوة وهي تعد ما استطاعت من القوة وهي تستعد للنزال وهاهي غزة تطلق الصواريخ التجريبية في البحر ليصل مداها قرابة 200 كيلومتر في رسالة واضحة للعدو أن يدها على الزناد وأن كل خطوة يفكر العدو بتنفيذها عليه التفكير كثيراً قبل الإقدام عليها فالعدو يحسب ألف حساب للمقاومة وفعلها.
ما هي الصعوبات التي تواجه المقاومة؟
– المقاومة الفلسطينية الباسلة تعمل في واقع شديد التعقيد، فالكيان الصهيوني وأذنابه يلاحقونها محاولين خنقها وتجفيف منابع دعمها وخاصة الدعم المادي، وبالتالي فإن الصعوبات التي تواجهها المقاومة كبيرة، ولكن للأمة دور في دعم المقاومة وخاصة الدعم المادي الذي يكسر أهم حلقة حول رقبة المقاومة، أما الدعم البشري فنحن نعلم أن الظروف السياسية الحالية تعيق هكذا نوع من أنواع الدعم، فنهيب بالأمة في هذه المرحلة وبكل الخيريين منها والميسورين من أبناء الأمة واليمن خصوصاً إلى الوقوف إلى جانب المقاومة في دعمها وأن يكون لهم سهم في تحرير المسجد الأقصى المبارك وفلسطين.
ماهي خطط المقاومة في المرحلة القادمة؟
– المرحلة القادمة إن شاء الله هي مرحلة التحرير والمقاومة ماضية في هذا الهدف وهي تعلم أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة لانتزاع الحقوق فهي ماضية في تقوية صفها، بما يتيسر لها من سلاح أو تطوير أسلحتها وتستعد للنزال مع هذا العدو بما استطاعت وهي تراقب العدو الصهيوني وتلاحظ تآكل مشروعه بالرغم من وقوف الولايات المتحدة معه بكل ما أوتيت من قوة ولكن إيماننا أن حركة الشعوب صاحبة الحق المتحركة في طلب حقها لا تستطيع كل قوى الدنيا الظالمة أن تقف في وجه الحق.
فنحن نستعد لمعركة التحرير القادمة بتوكلنا على الله ثم بجهدنا وما يتيسر لنا من قوة ثم بدعم أمتنا العربية والإسلامية فهي عمقنا وسندنا ثم بدعم وتأييد كل أحرار العالم، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً.
وماذا عن اتفاقات السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني ؟
– السلطة الفلسطينية جاءت نتيجة اتفاقات أوسلو التي تنص على الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني وهذا أخطر ما في هذا الاتفاق حيث تعترف السلطة صاحبة الحق والأرض بأحقية الكيان الصهيوني على أجزاء من أرض فلسطين.
سوف نعطيك نظرة سريعة لمشروع التسوية يلاحظ ضياع الحق الفلسطيني على مائدة المفاوضات فسرطان الاستيطان الصهيوني تضاعف في الضفة أربع مرات فكانت أعدادهم (110) آلاف عام 1993م، وهو عام توقيع اتفاق أوسلو وأصبح (13500) عام 2019م أما لو تكلمت عن حلم الدولة الفلسطينية فكان مقرراً حسب الاتفاق أن تعلن عام 1999م وها نحن في عام 2020م ولا دولة فلسطينية بل تلاشى هذا الحلم بمشروع صفقة القرن الأمريكية الصهيونية.
لو نظرنا لواقع السلطة اليوم يدعو للأسى حيث تحولت السلطة إلى كيان وظيفي يقوم الكيان الصهيوني باستقلاله لتغطية كل مخططاته في التهويد والاستيطان والتنسيق الأمني ونحن نأمل أن يراجع إخوانننا في السلطة الفلسطينية مواقفهم وأن يتخذوا موقفاً جريئاً بإعلان التخلي عن اتفاق أوسلو والرجوع إلى الثوابت الفلسطينية والشعب الفلسطيني وهذا ما سيؤدي إلى إجماع كل الشعب الفلسطيني وبالتالي ندشن سوياً مرحلة جديدة من مراحل النضال وهي حتماً ستعيد للقضية الفلسطينية تألقها بعدما ضاع هذا التألق واللهث حول سراب التسوية.
كيف تنظرون إلى الصمت الدولي والإقليمي عن جرائم الاحتلال؟
– نحن الفلسطينيون أصحاب قضية عادلة ولكن مواقف هذا المجتمع الدولي نلاحظ أنها متساوية مع جرائم هذا العدو الصهيوني وبالتالي نحن لا نعول كثيراً على المجتمع الدولي المتآمر.
إن كثيراً من القرارات الدولية كانت في صالح فلسطين وضد الكيان الصهيوني ولكنها ظلت حبيسة الأدراج في الأمم المتحدة لكننا نعول على الأحرار والشرفاء في هذه الدول وهذا ما يلاحظه المراقب من تزايد التيارات داخل الغرب التي تؤيد الحق الفلسطيني ونقف في وجه الكيان الصهيوني وأشهرها حركة مقاطعة المنتجات الصهيونية (BDS) داخل أوروبا التي أصبح لها التأثير المتنامي والأثر الملحوظ في المقاطعة.