صنعاء ومختلف المحافظات تشهد أنشطة لدعم لفلسطين:
الفعاليات الوطنية تجدد موقف اليمن الثابت في مساندة القضية الفلسطينية والدفاع عن المقدسات
العدوان على اليمن يهدف إلى القضاء على أي تهديد لوجود الكيان الصهيوني
نثمن للإخوة في اليمن وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني
العدو الحقيقي لـ “فلسطين” والأمه هي إسرائيل ومن يقف خلفها
بات ملحاً على السلطة الفلسطينية طي صفحة جميع الاتفاقات مع أمريكا والكيان الصهيوني وسحب الاعتراف به
ٹ /
تشهد العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية فعاليات وأنشطة دعماً للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد مسؤولون وقيادات حزبية ومدنية ممن شاركوا في تلك الفعاليات أن الموقف اليمني الداعم لفلسطين ثابت ومبدئي وينطلق من إيمان اليمنيين الراسخ بأن الدفاع عن مقدسات الأمة واجب ديني وأخلاقي وإنساني وان هذا الموقف لن يتراجع مهما كان حجم التحديات والمؤامرات التي يواجهها الشعب اليمني.
وفي هذا الإطار عقدت بصنعاء أمس ندوة بعنوان “مسؤولية الأمة تجاه المقدسات الإسلامية” نظمتها رابطة علماء اليمن.
وفي الندوة نوه عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي بتنظيم الندوة المنطلقة من حقائق تاريخية لتسليط الضوء على المقدسات الإسلامية والقضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية ومنها القضية الفلسطينية محور المقاومة والصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.
ولفت إلى العلاقة بين أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في تغذية الصراعات والمؤامرات والانقسامات والتصدعات في المنطقة العربية .. مشيرا إلى ما يتعرض له اليمن من عدوان بقيادة السعودية والإمارات أدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
وتطرق الرهوي إلى الأطماع الصهيونية الأمريكية تجاه بلدان المنطقة، خاصة اليمن الذي يتميز بموقع استراتيجي وثروات متعددة وسعيهما للسيطرة على منافذه الهامة.
وأكد أن قوة أبناء اليمن تكمن في توحدهم شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً وتمسكهم بكتاب الله عز وجل وصولاً إلى النصر الكامل والمؤزر على الأعداء .. منوها بما يسطره الجيش واللجان الشعبية من انتصارات في مختلف الجبهات والميادين ضد قوى العدوان والمرتزقة.
فيما أكد مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين أن ما تتعرض له المقدسات الإسلامية من تهويد وطمس للهوية، يوجب على الجميع الاضطلاع بالمسؤولية في مواجهة الطغيان والفساد والاستكبار وحماية المقدسات من دنس اليهود.
وقال” تنصل الكثير عن المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية وتكتشف في وقتنا الراهن كثير من الحقائق وظهرت حالات العمالة والمسارعة للتطبيع مع العدو، في وقت سجّل فيه اليمن مواقف مشرفة ورافضة لموالاة أعداء الله ورسوله والدفاع عن الكرامة والمقدسات”.
واعتبر العلامة شرف الدين، ما يقوم به آل سعود من عدوان على اليمن وتغذية الصراعات وموالاة أمريكا وإسرائيل من خلال تنفيذ مخططاتهما في المنطقة، يتنافى مع مبادئ الإسلام دين السلام والعزة والتضحية.
وشدد على ضرورة تحرك الجميع وفي المقدمة العلماء لإحياء ضمير الأمة واستعادة وهجها في الدفاع عن قضاياها .. معتبراً السكوت عن ذلك خيانة لله ورسوله ومبادئ الأنبياء والصالحين.
وقدّمت في الندوة ورقتا عمل الأولى بعنوان “مصداقية أن فلسطين قضية الأمة الأولى والمركزية ” تناول فيها عضو الرابطة طه الحاضري الأهمية التاريخية والحضارية للقضية الفلسطينية من خلال محورين الأول كيفية نشأة الكيان الصهيوني ولماذا؟ .. مستعرضاً خلفية تاريخية لنشأة الكيان الصهيوني وزرعه في قلب الأمة العربية والإسلامية ووظيفته وأهدافه.
وتطرقت الورقة إلى المحطات التاريخية الفارقة في قضية فلسطين منذ مؤتمر بازل السويسري 1897 الذي دعا فيه هرتزل لمناقشة العمل على إقامة وطن قومي لليهود واختيار فلسطين أرضاً لهم، وتم خلاله التأكيد على جعل المنطقة العربية في حالة تفكك وتمزق وصراع مستمر.
ولفت الحاضري إلى الدور الغربي خاصة بريطانيا كقوة استعمارية في احتلال الصهاينة لفلسطين ومساهمة أنظمة عربية “السعودية والإمارات” وخضوعهما لقوى الاستكبار العالمي في شرعنة إقامة دولة صهيونية على أرض فلسطين وتنفيذ أجنداتها ومخططاتها بالمنطقة.
فيما سلط المحور الثاني للورقة الضوء على مواقف الدول العربية التاريخية تجاه فلسطين .. مستعرضا قرارات القمم العربية حول مشكلة فلسطين واختلاف مواقف السعودية والإمارات التي غلّب عليها الطابع الانهزامي والانحراف عن الخط الديني والقومي والتخلي الواضح عن القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
فيما أشار الدكتور حمود الأهنومي بالورقة الثانية إلى واجب الأمة نحو المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجدان الحرام والأقصى ورزوحهما تحت نير طغاة آل سعود وبني صهيون.
ولفت إلى مساعي الأمة ومحور المقاومة في حماية المقدسات الإسلامية واستعادتها من خلال التصحيح الثقافي لجذور التطبيع في التراث الإسلامي ومواجهة التطبيع وتحرير المقدسات من الهيمنة والاحتلال الصهيوني.
وخرجت الندوة بجملة من التوصيات أكدت أن المسؤولية تجاه المقدسات الإسلامية عامة وليست خاصة .. مؤكداً ضرورة أن تكون الشعوب الإسلامية أكثر وعياً وتحملاً للمسؤولية تجاه الاستهداف اليهودي للمسجد الأقصى والتوظيف السعودي للحرمين الشريفين.
وجدد البيان رفض رابطة علماء اليمن وتحريمها المطلق لأي تقارب مع الكيان الصهيوني واعتبار التقارب معه خيانة كبرى والتأكيد على أهمية الصدع بكلمة الحق من قبل العلماء والأطباء والمرشدين بما تتعرض له الأمة ومقدساتها من استهداف من اليهود وأدواتهم.
وأدانت الرابطة المجازر الوحشية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في محافظتي حجة والجوف بحق المدنيين من النساء والأطفال .. داعية أبناء الشعب اليمني إلى النفير العام ورفد الجبهات بالرجال والعتاد للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.
ولفت البيان إلى أن العدوان على اليمن والعراق وسوريا والتآمر على لبنان وإيران وليبيا والدول العربية والإسلامية يأتي ضمن مشروع ومخطط أمريكي بريطاني صهيوني مدروس تموله دول الخليج ويروج له علماء السوء بفتاواهم التي تذّكي نار الفتنة بين المسلمين.
الى ذلك عقدت المكونات والأحزاب والقوى السياسية اليمنية امس لقاء موسعاً تحت عنوان “القضية الفلسطينية بين الضم والتطبيع”.
وفي اللقاء الذي حضره رؤساء الأحزاب والقوى والمكونات السياسية وأمناء العموم والأمناء المساعدين، اعتبر رئيس الملف الفلسطيني لدى أنصار الله حسن الحمران، العدوان على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، أحد المظاهر التي تهدف إلى القضاء على كل ما من شأنه تهديد وجود الكيان الصهيوني الغاصب.
وقال “يكفينا فخراً وعزاً أن يُشن علينا عدوان يُخطط له اليهود والنصارى وينفذه منافقو الأمة، لأننا وقفنا وقفة إنسانية وأخلاقية مع إخوانٍ لنا مظلومين ومغتصبة أراضيهم “.. مؤكداً وقوف أبناء اليمن إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى استعادة دولته المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار الحمران إلى ما تتعرض له القضية الفلسطينية، من محاولات لوأدها والقضاء عليها .. لافتاً إلى أن صفقة القرن إحدى الخطوات لوأد هذه القضية، وسبقها جهد وعمل مستمر من دوائر الاستكبار وأدواتها في المنطقة لتهيئة الأرضية المناسبة لإعلان هذه الصفقة.
من جانبه حيا نائب رئيس الدائرة السياسية بحزب المؤتمر الشعبي العام يونس هزاع في كلمة المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني، صمود الشعب العربي الفلسطيني وفصائله في مواجهة الكيان الصهيوني وغطرسته.
وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للشعب اليمني وقضية النضال والمقاومة والعزة الكرامة والدفاع عن المقدسات في وجه المحتل الصهيوني الذي يمارس أبشع أنواع العنصرية والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الصامد.
ولفت هزاع إلى أن الشعب اليمني لن يثنيه ما يتعرض له من عدوان وحصار منذ أكثر من خمس سنوات عن مواصلة الوقوف والتأييد والمساندة للشعب الفلسطيني وقواه وحركاته المقاومة للاحتلال الصهيوني.. مشيراً إلى أن توحيد صفوف القوى الفلسطينية هو السبيل الوحيد لإسقاط صفقة القرن ومخططات الكيان الصهيوني.
كما أكد مساندة المؤتمر الشعبي لوحدة الصف والمصالحة الفلسطينية انطلاقاً من خطورة المرحلة التي تمر بها هذه القضية ومساعي الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي وبعض الأنظمة العربية التي هرولت للتطبيع باتجاه مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس من خلال صفقة القرن.
بدوره اعتبر الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد الزبيري في كلمة أحزاب اللقاء المشترك، اجتماع القوى والمكونات والأحزاب السياسية خطوة إيجابية ومنطلقاً لعمل سياسي ووطني كبير.
وأوضح أن الشعب اليمني التزم كجزء من محور المقاومة بالدفاع عن القضية الفلسطينية حتى استعادة الأراضي المحتلة في فلسطين .. مؤكداً الموقف الثابت مع الشعب الفلسطيني وعدم التفريط بالقضية الفلسطينية.
وقال “نحن اليوم نواجه على عدة محاور ضد الحلف الصهيوني الأمريكي، ولن يثنينا ذلك عن مواصلة الدفاع عن الشعب الفلسطيني وخوض المعركة الكبرى بفلسطين، مع تجلي واتضاح الأمور وظهور حلف الإسلام وحلف الشيطان”.
رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي يحيى أبو أصبع تحدث عن القضية الفلسطينية وسط الضياع الذي يعمّ الوطن العربي سواء ضياع القضية الفلسطينية أو القومية والوحدة العربية أو حتى ضياع الدول القطرية في الوقت الراهن.
وقال” طالما المال العربي يموّل المخططات الصهيونية والأمريكية المعادية للقضية الفلسطينية والأمة العربية ستستمر حالة التدهور والتمزق والضياع ليس فقط لقضية فلسطين ولكل شعوب الأمة العربية والإسلامية”.
فيما أكد أمين عام مكون الحراك الجنوبي الدكتور سعيد باكحيل، أهمية تكاتف الجهود الشعبية والوطنية العربية والإسلامية لنصرة الشعب الفلسطيني .. مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر عدلاً وإنصافاً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأشار إلى موقف الشعب اليمني الثابت مع قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي المقدمة القضية الفلسطينية التي تحتل الأولوية.. مؤكداً أن فلسطين غير قابلة للمساومة والتقسيم والتفاوض ولا يحق لأي من الأنظمة التفريط بشبر من أراضيها.
ونوه باكحيل بمبادرة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إطلاق سراح أسرى دولة العدوان السعودية، مقابل الإفراج عن أسرى المقاومة الفلسطينية، والتي تجسد أواصر وعمق روابط الأخوة بين الشعبين اليمني والفلسطيني .. مبيناً أن التطبيع مع العدو الصهيوني خنجر مسموم في ظهر الشعب الفلسطيني وشهدائه ومعول هدم للمسجد الأقصى.
من جانبه أكد رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان عبدالملك الحجري المواقف الثابتة والدائمة والمساندة للشعب الفلسطيني، حتى استعادة الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، سيما بعد إعلان بعض الأنظمة الرجعية العميلة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وذكر أن العدوان على اليمن، يؤكد واحدية القضية التي يخوض الشعب اليمني مع الأمة معركة مصيرية ضد الكيان الصهيوني والمشروع الأمريكي الغربي .. لافتاً إلى حضور الأحزاب المناهضة للعدوان إلى جانب أحرار اليمن في معركة التصدي للعدوان السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني الإماراتي.
من جهته أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أحمد بركات أن خطة الضم الصهيونية وغيرها من المخططات الحالية والمستقبلية التي تستهدف فلسطين بأرضها وأهلها ومقدساتها هي نتيجة طبيعية لتطبيع بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني.
وقال “إن النظام السعودي أعطى الكيان الإسرائيلي الضوء الأخضر للمضي في مخطط الضم في الضفة الغربية المحتلة على خلاف الموقف العلني، مقابل منح السعودية دور جوهري في إدارة المقدسات بالقدس المحتلة”.
واعتبر بركات الوحدة الفلسطينية الداخلية، من أهم الركائز في مواجهة خطط الضم والعربدة الصهيونية في المنطقة، إضافة إلى وقوف شرفاء الأمة ضمن محور المقاومة مع الحقوق الفلسطينية المشروعة في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف .. داعياً إلى رص الصفوف الفلسطينية الداخلية والفصائل الوطنية والإسلامية والانطلاق مع الداعمين للحق الفلسطيني من الدول العربية والإسلامية في وجه الاحتلال الصهيوني.
في حين أشار القائم بأعمال مكتب حركة حماس في اليمن معاذ أبو شماله إلى أن العدو الحقيقي للأمة هو العدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا لما يشكلانه من تهديد للشعب الفلسطيني وشعوب الأمة ومقدراتها.
وأفاد بأن صفقة القرن عكست التحالف الأيديولوجي والسياسي بين الإدارة الأمريكية وحكومة الكيان الصهيوني التي تمضي في ضرب أسس القضية الفلسطينية .. مبيناً أن التطبيع سياسة عند بعض الأنظمة تدفع بها بقوة لأنها دخلت في مرحلة بيع القضية الفلسطينية والمتاجرة بها بعد أن كانت على الأقل تسهم في دعم القضية الفلسطينية.
وقال “إن التطبيع مرفوض بكل أشكاله ولا غطاء له ولا مبرر لأصحابه دولاً أو تنظيمات أو مؤسسات “.. لافتاً إلى أن محاولة إقرار الكيان الصهيوني بضم ثلث الضفة الغربية بشرعية مسروقة، تتويج للمشروع الصهيوني القائم على التوسع والاستيطان والتهويد.
وثمن أبو شماله مبادرة السيد عبدالملك الحوثي بالإفراج عن الطيارين السعوديين مقابل الإفراج عن المعتقلين من حماس في السعودية رغم وجود أسرى يمنيين لدى السعودية.
إلى ذلك أشار ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين باليمن خالد خليفة إلى أن مشروع الضم الصهيوني لأجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت، يشكل إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته وانتهاكاً سافراً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وقال “بات مُلحاً طيّ صفحة الانقسام على أساس الشراكة الوطنية الكاملة وإغلاق صفحة جميع الاتفاقيات مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وملحقاتها الأمنية والاقتصادية وفتح الطريق أمام المقاومة الشعبية، للانتفاضة الشاملة وصولاً إلى حد العصيان الوطني”.
وشدد خليفة على أنه بالمقاومة والوحدة والانتفاضة، يستطيع الشعب الفلسطيني دحر الاحتلال وتحقيق آماله بالعودة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس والتي لن تكون في أي يوم من الأيام عاصمة للدولة اليهودية، بل ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين.
تصوير/فؤاد الحرازي