ما ينفع الناس..!! 

جاءت توجيهات فخامة الأخ الرئىس علي عبداللøه صالح¡ رئىس الجمهورية للحكومة يوم أمس لتلامس الكثير من متطلبات المرحلة الراهنة سواء ما يتصل منها بالوضع الاقتصادي وإعادة الحيوية إليه عن طريق إعادة هيكلة الإنفاق العام واتباع برنامج تقشفي صارم يتم التركيز فيه على ما هو ضروري وتأجيل غير الضروري إلى أن يتم تجاوز الحالة الاقتصادية القائمة¡ أو ما يتعلق بتنفيذ برنامج الإصلاح وتحسين الأداء الحكومي وتفعيل أجهزة الرقابة والتفتيش ومحاسبة المقصرين واستئصال بؤر الفساد وإيجاد المعالجات الكفيلة بالحد من الإنفاق على العلاج فöي الخارج وإنهاء الازدواج الوظيفي وغيرها من القضايا المرتبطة بمسيرة التنمية وتحديث الإدارة وإنجاز أهداف النهوض الشامل وتجاوز الاختلالات أينما و◌ْجدت. > والمؤكد والثابت أن مثل هذه التوجيهات وما حملته من محددات تشكل فöي مجملها خارطة طريق باتجاه إحداث التغيير المنشود¡ والتحول الهادف إلى تعزيز بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق التطور السياسي والنهوض الاقتصادي والرقي الاجتماعي والاستقرار المعيشي للمواطن. > وما من شك أن إطلاق مثل هذه الخطوط العريضة فöي شهر رمضان المبارك إنما جسøد ترجمة حقيقية لدلالات شهر الصيام الذي أراده اللøه سبحانه وتعالى محطة للمراجعة والتقويم وحشد الطاقات فöي ما ينفع الناس ويعود عليهم وعلى حياتهم بالخير والنماء والصلاح. > إلى جانب ذلك فإن توجيهات رئىس الجمهورية قد رسمت ملامح التغيير الذي نحتاجه اليوم من أجل تجاوز التحديات الماثلة والانتقال إلى وضع امثل ومستقبل أفضل تنحسر فيه صعوبات وإشكاليات الحاضر وخاصة تلك المعوقات الناتجة عن عوامل الفقر والبطالة ومحدودوية الموارد. > ولا مبالغة فöي القول أن ما تضمنته توجيهات رئىس الجمهورية للحكومة قد أظهر البون الشاسع بين من ينشدون التغيير لتمتين مداميك البناء ورفعة وازدهار الوطن¡ وتحقيق تطلعات أبناء المجتمع وآمالهم فöي حياة آمنة ومستقرة¡ وبين من يرفعون شعار التغيير كملهاة◌ُ لدغدغة عواطف الناس وذر الرماد على العيون والتغطية على فشلهم وأخطائهم وعجزهم عن تغيير أنفسهم وإصلاح مثالبهم وذواتهم. > والفرق بين النموذجين يكمن فöي أن الأول يروم البناء والإنجاز والتحديث¡ وتسريع وتائر النهوض واتباع أفضل الوسائل العلمية والعملية للتغلب على الظروف القاهرة العارضة منها والمحتملة¡ فيما الآخر يرفع شعار التغيير لمجرد المزايدة والتجمل بعبارات النفاق والتطفل¡ وتقمص الوطنية وركب سرجها فيما الحقيقة أن ما يتدثرون به لبوس كاذبة ومخادعة وأن ما يبحثون عنه من وراء تلك الشعارات مغاير تماما◌ٍ لما يزعمون¡ فمشروعهم هو الهدم والفوضى التي تمكنهم من جني المكاسب والأموال المدنسة وتضخيم أرصدتهم البنكية¡ وتحويل الوطن إلى ساحة للعبث والنهب والإفساد. > وفي كل الأحوال فإن ما يعنينا اليوم هو أن تتكاتف كل الجهود من أجل إنجاز الخطوات التي أعلن عنها فخامة الرئىس يوم أمس وأن نجعل منها خارطة طريق للنهوض بالوطن فöي مختلف المجالات والأصعدة¡ مستشعرين أن مسؤولية كهذه لا تقع على عاتق الحكومة وحدها¡ بل هي مسؤولية كل أبناء اليمن¡ سلطة ومعارضة¡ أحزابا◌ٍ ومؤسسات¡ جماعات وأفرادا◌ٍ. > ومن الصواب أن تعي المعارضة أنها معنية بدرجة أساسية بإثبات أنها مع كل توجه يصب فöي خدمة مصلحة الوطن والمواطنين¡ وأنها تضع هذه المصلحة فوق مصالحها الذاتية والحزبية¡ وأن ما يهمها أيضا◌ٍ هو غرس بذور الأمل والتفاؤل فöي نفوس الناس وليس بث اليأس والإحباط لديهم¡ وأنها تتكئ فöي توجهاتها على مفردات واضحة أساسها بناء الدولة اليمنية الحديثة وليس على الرغبة الجامحة فöي عرقلة كل جهد صادق يسعى حثيثا لخلق حالة من الاصطفاف لبناء اليمن وتنميته واستقراره. > وإذا كان الرئيس علي عبداللøه صالح¡ قد وضع بتلك التوجيهات الوطن على سكة تنموية سليمة غدت اليوم استحقاقا لا مفر منه¡ فإنه بذلك أيضا◌ٍ وضع جميع أبناء اليمن أمام اختبار◌ُ حقيقي يفرز بالفعل من يجيدون العمل¡ ومن لا يجيدون سوى التنظير والمزايدة وإطلاق الشعارات الجوفاء. ومقدما◌ٍ نقول أن الغلبة ستكون لمن يعمل بصدق وإخلاص وإيثار من أجل بناء اليمن وليست للأطول لسانا فöي الثرثرة والهذيان في الفضائيات والمنابر الإعلامية. وصدق اللøه العظيم القائل: «أما الزø◌ِب◌ِد◌ْ ف◌ِي◌ِذúه◌ِب◌ْ ج◌ْف◌ِاء◌ٍ و◌ِأ◌ِمø◌ِا م◌ِا ي◌ِنف◌ِع◌ْ النø◌ِاس◌ِ ف◌ِي◌ِمúك◌ْث◌ْ فöي الأ◌ِرúضö».

قد يعجبك ايضا