الثورة /حمدي دوبلة
لم يطل الأمر كثيرا على سيطرة مليشيات دويلة الإمارات العربية على عدن وسقطرى ومناطق شاسعة في الجنوب المحتل وإعلانها ما سمته الإدارة الذاتية وطرد مرتزقة حكومة الزيف والوهم حتى بدأت الصورة تتكشف عن مرامي الدعم المباشر واللامحدود التي تتلقاه هذه المليشيات الانفصالية والتخريبية من قبل أسيادهم في أبوظبي ومن خلف الستار من قبل النظام السعودي واللذان يعملان معا من اجل خدمة المشروع الصهيوني والمطامع الأمريكية في اليمن.
ولطالما حذرت حكومة صنعاء من أن العدوان على اليمن لا يهدف إلى دعم ما تسمى الشرعية وان السعودية والأمارات تسعيان من خلال هذا التحالف العدواني إلى خدمة مصالح أسيادهم في واشنطن وتل أبيب والسيطرة على ثروات ومقدرات البلد وتمزيق اليمن وإشعال الحروب والصراعات الدموية بين أبنائه إلا أن الكثيرين كانوا ولايزالون يكابرون ويخدعون أنفسهم بأن نوايا هذا التحالف هو الحفاظ على وحدة اليمن ومساندة حكومته الشرعية.
ولعل السر الذي كشف عنه الإعلام الصهيوني خلال الساعات القليلة الماضية بخصوص علاقة واعدة مع مرتزقة ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن بجديد ولا مفاجئ لكثير من المراقبين خاصة وان أبوظبي عملت ومنذ وقت مبكر من العدوان ومن خلال انشائها لمليشيات الانفصال العنصرية في الجنوب على تنفيذ سيناريو تطبيعي مع الصهاينة وذلك بشكل مباشر وعلني وبدعم ومباركة سعودية من خلف الكواليس في اطار عمل مدروس وممنهج لتمزيق اليمن وخدمة المخطط الصهيوني الجديد في المنطقة والزج باليمن وشعبه المقاوم في صراع وحروب أهلية متواصلة ربما لن تتوقف كما يقول محللون سياسيون في اليمن وحسب وانما ستأتي على المنطقة بأسرها بما فيها دول تحالف العدوان ومنفذي المخطط الصهيوني انفسهم.
ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية عن أصدقائهم الجدد في المجلس الانتقالي الجنوبي جاء بعد ساعات على تسلم هذا الأخير محافظة سقطرى من قبل القوات السعودية الغازية بعد أن مكنته من السيطرة على عدن والضالع ويوشك أن يستكمل قبضته على محافظة ابين قبل التوجه شرقا إلى محافظتي شبوة وحضرموت والمهرة آخر معاقل حكومة الشرعية الزائفة وهو الأمر الذي يرجح محللون أن يتم خلال الأيام والأسابيع القادمة خاصة وان النظام السعودي تخلى كثيرا عن تظاهره بدعم الفار هادي وشرعيته المتهالكة وأصبح أكثر وضوحا في دعم مليشيات الانفصال الجنوبية التي قابلت المعروف السعودي الإماراتي بإعلان استعدادها للارتماء في أحضان الصهاينة وهو ما ورد صراحة على لسان ما يعرف بمدير مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي العنصري المدعو الخضر السليماني والذي أبدى استعداد المجلس لإقامة علاقة مع الكيان الصهيوني دون أن ينسى هذا المرتزق أن يشير أن ما يسميه المجلس الجنوبي جزء لا يتجزأ من المنظومة العربية المهرولة إلى أحضان الصهاينة قاصدا بذلك أسياده في الرياض وأبوظبي.
وكانت صحيفة إسرائيلية قد نشرت مقالا يكشف عن ما وصفه بـ”الأصدقاء السريين” الجدد في اليمن، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- الذي يسيطر على مساحات في الجنوب المحتل وخاصة محافظة ارخبيل سقطرى الاستراتيجية .
ويقول كاتب المقال أفيل شنيدر في صحيفة “إسرائيل اليوم” إن ما اسماها دولة جديدة أُعلنت قبل بضع أسابيع خلف أبواب مغلقة في الشرق الأوسط، موضحا أن “المجلس الانتقالي” سيطر على عدن والمحافظات الأخرى في المنطقة الجنوبية الغربية من اليمن بقيادة عيدروس الزبيدي.
ويذكر الكاتب بعض المؤشرات التي وصفها بالإيجابية بشأن مواقف “الانتقالي” تجاه إسرائيل، على الرغم من عدم وجود علاقة دبلوماسية رسمية معه حتى الآن.
وينقل الكاتب الإسرائيلي عن المدعو هاني بن بريك نائب رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي تغريدات في تويتر ترحّب بالتطبيع مع إسرائيل، وتعليقه بأن “العرب والإسرائيليون يتفقون على حل الدولتين والدول العربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل”.
وأشار الكاتب إلى أن العديد من الإسرائيليين تجاوبوا مع هذه الكلمات، وتمنوا “للدولة الجديدة” أو الحكم الذاتي في اليمن الكثير من النجاح. ونقل عن مصادر لم يسمها أن إسرائيل على اتصال بالحكومة الجديدة في جنوب اليمن من خلف الكواليس.
كما نقل عمن وصفه بصديق يعمل في المطار أنه لاحظ في يناير أن مواطنين يمنيين ليسوا يهودا جاءوا إلى إسرائيل، مؤكدا أن ذلك غير معتاد بما أنه لا توجد علاقات دبلوماسية، مشيرا إلى أنه علامة على أن مواقف الدول العربية في الشرق الأوسط تجاه إسرائيل “تتغير إلى الأفضل”، وفق تعبيره.