الزراعة.. والصرخة
محمد صالح حاتم
بما أننا نحيي الذكرى السنوية للصرخة التي اطلقها الشهيد القائد في الخميس الأخير من شوال 1422هجرية، في وجه الاستكبار العالمي، وقفت وقفة تأمل وتدبر في الصرخة في وجه أمريكا واسرائيل ،بدأت ابحث عن الصرخة وعلاقتها بالاقتصاد والزراعة بوجه الخصوص.
فالصرخة هي شعار حماسي وبراءةً من أعداء الله، وهي عملية تربوية للأجيال ليعرفوا من هو عدوهم الحقيقي ،ليبقى راسخا ًفي أذهانهم وفي عقولهم ،وكذلك هو إعلان للأعداء أننا لا نخافكم ولن نكون عبيدا ًلكم، ولن نظل شعوبا ًمستهلكة لمنتجاتكم.
فالشهيد القائد ذكر في- ملزمة “ولتحذون حذو بني إسرائيل” الصرخة وعلاقتها بالزراعة عندما تحدث (أن هناك ارهابيين في اليمن إذاً فليحاصر اليمن ،إذا ًفليضرب اليمن، فالشهيد القائد ربط بين الارهاب والحصار الاقتصادي، الذي يستخدمه الأعداء ذريعة لضرب وقتل الشعوب العربية والإسلامية والتدخل في شؤونها… لماذا ؟ لأنهم يعرفون أن هذه الشعوب لا تملك قوتها، لا تزرع أراضيها، كذلك تحدث الشهيد القائد في ذات الملزمة (التنانير ستبقى حينئذ باردة لا تشغل، وسنرى الارض الواسعة والشاسعة في بلادنا بيضاء لا تزرع ويتعاقب الزعماء واعضاء مجلس النواب واعضاء الحكومة عضوا ًبعد عضو ولاتزال الأراضي بيضاء.)
لماذا ستبقى أراضينا بيضاء خالية من الزراعة؟، السبب هو ارتهان الأنظمة العربية للأعداء فمهما تغيرت الحكومات وتبدلت الزعامات، إلا أن الشعوب العربية لا تملك قوتها الضروري.
ومن أجل أن تتحرر الشعوب وتزرع أرضها وتأكل من خيراتها، وتحقق أمنها الغذائي فإن عليها أن تصرخ في وجه أمريكا واسرائيل وتقولها :لن نبقى سوقا ًلمنتجاتكم ،لن نظل نستورد لقمة عيشنا من بلادكم ؛ لن نترككم تنهبون ثرواتنا.
ونحن في اليمن وفي ظل استمرار الحرب والعدوان والحصار الاقتصادي فان علينا أن نستفيد من هذا الحصار وان نأخذ منه دروساً وعبراً، وان نتجه نحو زراعة الأرض الواسعة والتي ولله الحمد بلادنا تمتلك كل مقومات الزراعة فلدينا الوديان والقيعان الواسعة والتي لو زرعت بالحبوب لأكتفينا، وصدرنا الباقي للخارج، ناهيك عن زراعة الخضار والفواكه ،والتي تزرع على مدار العام بسبب تنوع تضاريس ومناخ اليمن.
وأن علينا أن نعلن صرختنا ضد أعدائنا وأن ننطلق انطلاقة جادة نحو الزراعة، والتي كانت مهنة وحرفة آبائنا والأجداد، وأن لا نظل خائفين من امريكا أو اسرائيل أو منظمة الفاو والبنك الدولي الذي كان يمنعنا أن نزرع الحبوب، والذي فرض علينا قيودا ًوألّزمنا بالتوقيع على اتفاقية منع زراعة الحبوب، وكل هذا بسبب ارتهان وخضوع الحكومات السابقة ،التي لم تتجرأ على الصرخة في وجه دول الاستكبار، وترفض القيود والشروط التي تمليها عليها، ومنها منع زراعة الأرض ،وان تظل شعوبها تنتظر وصول السفن المحملة بالقمح والحبوب من أمريكا واستراليا، والبقوليات من الصين وغيرها.
فالمرحلة اليوم مرحلة تحرر واستقلال ونيل السيادة الكاملة والتي لن تكتمل إلاّ ّبالتحرر الاقتصادي، والذي يعتبر سلاح الأعداء في الوقت الحاضر.