كيف ذبحت الوهابية الإسلام وكيف قتل النفط العروبة؟ (14)

 

عبدالله الأحمدي

وفاء للرئيس الأمريكي ترامب برفد الخزينة الأمريكية وشراء السلاح لقتل المسلمين، وتمويل الحروب ضد الجيران خدمة للاستعمار والصهيونية يقوم الإرهابي المتصهين محمد بن سلمان وإتباعه بإرهاق المواطن المسعود وابتزاز المقيمين والتضييق على الجميع بفرض ضرائب وإتاوات جديدة عليهم. وحرمان الموظفين من حقوقهم المشروعة.
غاية الإرهابي المتصهين البحث عن بدائل للموارد بعد تدني أسعار النفط نتيجة لسياساته الفاشلة بإغراق السوق النفطية بمزيد من التصدير، ثم تعطيل المناسك المقدسة التي تدر على خزينة مملكة العهر الداعشي عشرات المليارات في كل موسم حج وعمرة.
كان المفترض على الإرهابي ابن سلمان ووزير ماليته الجدعان أن يقللا من مصاريف الأمراء والأميرات وأولهم الداشر نفسه الذي يبدد أموال الشعب ويصرفها على شهواته وملذاته.
يواجه الإرهابي المتصهين الأزمات الداخلية بالهروب نحو التطبيع مع دولة الصهاينة بالعودة إلى أصله الذي كان وأسرته والوهابية يتخفون منه تحت عباءة الإسلام.
المهمة الموكلة للإرهابي ابن سلمان هي التطبيع مع أسياده اليهود الصهاينة، ومحاصرة الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة، والتضييق عليه، وتشويه رموزه من أجل القبول بصفقة القرن والتنازل عن القضية الفلسطينية وحقوق اللاجيئين، وزيادة في ذلك تمرير فتاوى لعلماء الوهابية لتجريم العمليات الاستشهادية ضد الصهاينة المحتلين، واعتبار فصائل من المقاومة منظمات ارهابية ( حماس والجهاد وحزب الله) وقطع الإعانات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجيئين واعتقال كوادر فلسطينية من العاملين في المملكة.
ومن هنا تتاح الفرصة لأنظمة البترو/دولار الالتحاق بالمشروع الصهيوني المسمى الشرق الأوسط الجديد، الذي يكون للدولة الصهيونية فيه مركز الهيمنة والتحكم.
الصهيوني جاريد كوشنر صهير ترامب هو عراب هذه المهمة التي يروجون لها بصفقة القرن. ولذلك نرى جاريد كوشنر يحوم مع زوجته الجميلة ( افنكا ) ابنة ترامب حول المتصهين محمد بن سلمان لتمرير هذه الصفقة، وابتزاز الأموال من الداشر.
النظام الوهابي السعودي أدى كل ما طلب منه الصهاينة والأمريكان والغرب في إعاقة تطور الأمة وتفتيت قيمها وضرب قواها وتمزيق وحدتها. ووصل إلى قمة المؤامرة في خدمة الإمبريالية والصهيونية.
إن ما حدث من غزو أمريكي غربي لأراضي الأمة في العراق وسوريا واليمن وليبيا كان مخططا له ضمن مشروع تمزيق وإضعاف الأمة للوصول إلى الاستسلام والخضوع للمشروع الصهيوني الذي تقوده أمريكا وتموله السعودية ودويلات النفط في الخليج. وتلعب مملكة الشر الوهابية الدور الأساسي في تنفيذه.
جوهر الصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية لذلك تدور كل المؤامرات الاستعمارية والرجعية حول هذه القضية.
ومنذ فترة بدأنا نسمع عن تبادل زيارات علنية وسرية بين مسؤولين خليجيين واسرائيليين، ووفود اسرائيلية تشارك في دورات وأعمال في منطقة الخليج. وتطورت إلى زيارات لمواطنين من الجانبين؛ إلى كل من فلسطين والسعودية، وكان أخطرها وصول يهود إلى المدينة المنورة وأخذ صور في الحرم النبوي.
وآخر ما شهدناه؛ فتاة سعودية تسقط العلم الفلسطيني تحت قدميها وتشتم الفلسطينيين بأقبح الألفاظ.
ووصل التطبيع إلى الفنون. ففي رمضان هذا نشاهد اكثر من عمل فني على شاشة قناة mbc السعودية يروج للتطبيع ( مخرج ?/ أم هارون ) وغيرها من الأعمال الدرامية التي تروج للتطبيع مع العدو الصهيوني بكل وقاحة.
كل هذه الأعمال لم تأت من فراغ؛ إنها تترجم إرادة سياسية للأنظمة التي تسير في ركاب الإدارة الأمريكية للتطبيع مع العدو الصهيوني، وضرب القضية الفلسطينية، وكسر إرادة المقاومة العربية للموجة الاستعمارية التي تكشر عن انيابها لابتلاع المنطقة وثرواتها، بينما المسلمون يتناحرون ويقتل بعضهم بعضا بالفتنة الطائفية التي صنعها الأمريكان ودول النفط.

قد يعجبك ايضا