هل ستسقط أمريكا من الداخل؟
يحيى صلاح الدين
معظم الإمبراطوريات عبر التاريخ سقطت وتآكلت من الداخل، لماذا لا يستغل كتابنا والناشطون بل وحتى الدول المناهضة لأمريكا – التي تحشر أنفها في شؤون العالم – هذه الاحتجاجات؟.. ما نشاهده الآن من مظاهرات عارمة تجتاح أمريكا التي يقودها الأفارقة الأمريكيين قد تكون بداية لثورة (revolution) إن استغلت جيدا فقد تتمزق أمريكا وعلى أقل تقدير ستستنزف أمريكا كثيرا ولن تقوم لها قائمة لفترة من الزمن، فمن هم الأفارقة الأمريكيين؟ وما عددهم؟ وأين يتواجدون في أمريكا، وماذا يستطيعون أن يعملوه؟.
في القرن السابع عشر قام تجار العبيد والنخاسة بنقل أفارقة إلى أمريكا للعمل في المزارع المملوكة للبيض من أصل أوروبي كعبيد وخدم ليس لهم أدنى حقوق يستحقها الإنسان، فلم يكن يسمح لهم بالتعليم أو دخول الجامعات ولا حتى الجلوس و دخول المطاعم وفيه أبيض وظهرت على مدى الأعوام احتجاجات ضد هذه العنصرية قادها سود أحرار مثل مالكوم اكس وميلجا محمد زعيم أمة الإسلام وبعدها حصل السود على بعض الحقوق وقد وصل عدد الأفارقة الأمريكيين أربعين مليون أي نسبة 13 % من عدد سكان أمريكا.
معظمهم مسيحيون وعدد المسلمين فيهم يتزايد ويتواجدون في المناطق الجنوبية لأمريكا ديترويت – ميريلاند – اتلانتا وفي نييورك و هم يميلون للحزب الديمقراطي لأن الجمهوريون ينحازون دائما للأبيض الأوروبي وعنصريون ضد الأجانب مع أنهم أجانب ومحتلون لأمريكا وقد تم إقصاء السكان الأصليين لأمريكا، والآن تشكل حادثة مقتل جورج فلويد في مايو 2020م منعطفا فارقا في حياة السود في أمريكا حيث تمت هذه الحادثة بطريقة فضيعة وبشعة على يد أربعة من الشرطة البيض وبطريقة فضيعة، حيث كان ممددا وأحد هؤلاء الجنود واضعا ركبته على رقبة جورج حتى فارق الحياة وهو يقول لا أستطيع أن أتنفس I cant breath” “I cant breath”” واشتهرت مقولته داخل أمريكا وخارجها وعمت المظاهرات كل الولايات وقد تكون نواة لثورة قد تسقط أمريكا من الداخل .