المستقبل أهم!! 

دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية¡ إلى عقد صلح عام لإزالة المخلفات الموروثة من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير حملت في دلالاتها وأبعادها رؤية متبصرة وحكيمة لا تصدر سوى عن زعيم بحجم الرئيس علي عبدالله صالح¡ الذي ع◌ْرف على الدوام أنه الذي ينظر إلى المستقبل دون أن يجعل من الماضي عائقا◌ٍ في طريق ذلك المستقبل¡ وأنه إذا ما عاد إلى شواهد الماضي فليس إلاø◌ِ للتذكير بدروسه وعبره والاستفادة من عظات ذلك الماضي بما يحفز على المزيد من الإنجاز واختزال المسافات الموصلة إلى المستقبل¡ وهو ما يتأكد اليوم في شاهد جديد من خلال دعوته إلى عقد صلح عام لتجاوز كل ما بقي من موروثات الماضي وحشد الطاقات والجهود الوطنية من أجل امتلاك ناصية المستقبل¡ باعتباره الرهان القادم الذي ينبغي أن يكون مصدر اهتمام كل أبناء اليمن بمختلف ألوان طيفهم السياسي والحزبي¡ وشرائحهم الاجتماعية¡ لإدراك هذا الزعيم المحنك والغيور على مصلحة وطنه وشعبه¡ أن الماضي صار جزءا◌ٍ من التاريخ وليس من الصواب أو الحكمة أن نظل أسيري¡ ذلك الماضي وموروثاته ومثالبه وصراعاته واحتقاناته¡ أو أن نترك لمثل هذه العوامل أن تلقي بظلالها الكئيبة على حاضرنا ومستقبلنا¡ فما تجاوزناه بالأمس وتخطينا تعقيداته وانتصرنا على سلبياته لا يجوز بأي حال من الأحوال إعادة نتاجه والانشغال به على حساب التفكير بالمستقبل والتخطيط له¡ وإذا ما استشرفنا حقيقة دعوة رئيس الجمهورية إلى عقد صلح عام لإزالة مخلفات عهود الإمامة والاستعمار والتشطير سنجد أنها قد لامست تلك الغاية الوطنية الرفيعة الهادفة إلى إخراج الوطن من عنق زجاجة ذلك الماضي الذي لم نرث منه سوى الويلات والأهوال وصنوف التخلف والصراعات المدمرة وحلقات العنف الدامية¡ التي ما زال الوطن يدفع ثمنها حتى اليوم¡ مما يعني أن لا مصلحة لأحد في هذا الوطن في التشبث بموروثات تلك الحقب السوداء والمظلمة¡ أو جعلها تسيطر على بعض العقليات لتصبح وسيلة لمقاومة معطيات التغيير والتحديث التي فرضتها حركة التطور الإنساني. وبالتالي فإن من مصلحة الجميع التركيز على المستقبل الذي يعد الاستعداد له أمرا◌ٍ في غاية الأهمية¡ لكونه الذي يتعلق بالغد الذي نتطلع إليه¡ وكيف يجب أن يكون هذا الغد حيث أن ضمان الولوج إلى المستقبل لايمكن أن يتم عن طريق التمني¡ ولكن بالعمل والإنتاج¡واستشعار كل منا أن ازدهار الفرد لن يكون إلا بازدهار الوطن¡ وأن أي رفعة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق رفعة الوطن¡ وأنه لا عزة إلا بعزة هذا الوطن¡ وأن في سلامة هذا الوطن سلامة لنا¡ وفي ضعفه ضعف لنا¡ وأن من يعتقد أن بوسعه تحقيق مكسب أو مصلحة ذاتية أو شخصية لنفسه من خلال التمترس وراء ثقافة الماضي وإعادة إحياء موروثاته المتخلفة¡ إنما هو كمن يركب مركبا◌ٍ شراعيا◌ٍ وترك الرياح توجهه أنى شاءت وهذا الصنف من الناس لا يدري إلى أين يسير¡ فهو من التخبط إلى درجة أنه الذي لا يعلم أن الزمن قد تغير وأن الماضي قد فات وخيارات اليوم غير خيارات الأمس¡ وهؤلاء لا يختلفون عن أولئك الذين يحلمون بعودة العصور الغابرة وتحديدا◌ٍ عهود الإمامة الكهنوتية التي لفظها شعبنا إلى غير رجعة متجاهلين أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء حتى وإن عادوا إلى بطون أمهاتهم. ويبقى من المؤكد أن دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح¡ إلى عقد صلح عام¡ سواء في محافظة صعدة أو في غيرها من محافظات الجمهورية¡ لإزالة مخلفات الماضي وعهود الإمامة والاستعمار والتشطير¡ قد وضعت شعبنا على سلøم المستقبل باعتباره الرهان القادم الذي لا يقبل التأجيل¡ وطالما امتلكنا الإرادة فلا شيء يمكن أن يثنينا عن كسب ذلك الرهان واللحاق بركب العصر وتحقيق الحضور المشرف والمكانة الرفيعة التي تليق بحضارتنا وتاريخنا المجيد¡ ومن يتقاعس وينزوي في غياهب الماضي فإن قطار العصر سيفوته ليبقى خارج الزمن. والإنسان حيثما يضع نفسه!!

قد يعجبك ايضا