عزيزنا.. وحبيبنا.. واصل الضبياني..!

 

معاذ الخميسي

ما الذي ذبح أيامك.. وأيامنا.. وهزم الصبر.. وخذل التفاؤل.. وأطاح بالأمل.. وقصف العمر..؟
ما الذي يحدث حتى تتهاوى قلوبنا.. وتسيطر الذبحات.. وتنسد الأوردة.. وتمتلئ الشرايين بتهديدات الموت..؟!
كيف لقامة فارعة أن تسقط.. ولجسد قوي أن ينهار.. ولحب يملأ ما حوله أن يتوارى.. ولقلب يمد الآخرين بالود والحب أن يخفت ويتوقف.. ويمووووووت؟!
حتى والرياضة هي الصديق والرفيق.. وكرة القدم.. والسباحة.. والفروسية.. والجري.. والمشي.. أسلوب حياة.. تطل الذبحات.. والسكتات.. ولا ترحم.. ويغادر الكثيرون الحياة..!
ذبحة صدرية.. صادرتك إلى حياة أخرى.. وأخذتك من بيننا دون أي استئذان.. وأنت الذي عوَّدت نفسك على أن تسأل عن الآخرين.. وتطل ما بين فترة وأخرى لتتحدث عن الإبداع الصحفي أو الرياضي أو الأدبي والثقافي.. ولا تغيب كثيراً فكل حروفك تسأل.. وكل ما يسكن قلبك الطيب يسأل أيضاً.. وكل أنفاسك وتعابيرك تسأل.. وكل تفاصيلك التي زرعتها بودك ونبلك وأخلاقك العالية في قلوب كل من عرفك ودوداً ونبيلاً وطيباً ومحباً وأنيقاً في خطواتك.. وتعاملاتك.. وعلاقاتك.. وكتاباتك.. وقصائدك..
ما الذي حصل.. وماذا جرى.. وكيف ذهبت هكذا سريعاً.. وغادرتنا.. وأنت الذي ما زلت في ألق.. وفي متسع من النشاط والحيوية.. تنظر للحياة من زاوية الأمل.. وتتجه للمستقبل بأمنيات تملأ أنفاسك.. وأيامك.. وشهورك.. وسنينك..
جميعنا منسيون يا واصل في هذا الواقع الأليم.. ولست المنسي الوحيد.. وكلنا مذنبون.. وذنبونا كثيرة.. ورحمة ربنا أوسع.. وأعم.. وأشمل.. وكلنا أمل في أن الخير سيأتي.. وإن كانت المصائب تحيط بنا.. والنكبات تتوالى علينا.. ونحن موجوعون.. ومحاصرون.. وحتى الكلام الذي نريد أن نبوح به محاصرٌ أيضاً..!!
ما أعظم إيماننا بالقدر.. وما أجل الشعور بالخضوع والاستسلام لأقدار الله.. فكل ألم.. وحزن.. ووجع.. يتلاشى.. ليبقى الرضى بالأقدار.. وتبقى الحياة دار سفر.. ومحطة عبور.. لمن يسبق.. ومن يلحق..!!
الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه..!
الحمدلله.. الحمدلله.. الحمدلله.. على كل قضائه.. وجميع قدره.. ورحمة الله تغشاك ومغفرته.. ورضوانه..

قد يعجبك ايضا