استطلاع الرأي يكشف خروج البلاد عن السيطرة

رقعة الاحتجاجات الأمريكية تتوسع لأكثر من 50 ولاية

 

 

الثورة/ قاسم الشاوش
يوماً بعد يوم تتوسع رقعة الاحتجاجات وتتزايد أعداد المتظاهرين في أمريكا لتصل إلى أكثر من 50 ولاية أمريكية بينها العاصمة واشنطن للمطالبة بتحقيق العدالة والقضاء على العنصرية وذلك عقب مقتل رجل أسود يدعى جورج فلويد على يد ضابط شرطة أبيض يدعى ديرك شاحين في مدينة ” مينيابوليس ” التابعة لولاية “مينيسونا” حيث تعيش العديد من الولايات الأمريكية حالة من الاضطرابات والخوف وفرضت التظاهرات على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات العسكرية من شوارع واشنطن.
وفي هذا السياق عقدت أمس أول جلسة محاكمة للشرطة المتهمة بقتل فلويد وسط استياء شريحة كبيرة من الأمريكيين بأن البلاد خارجة عن السيطرة..
ورغم تخفيف الوجود الأمني في محيط البيت الأبيض، فإن قوات من الحرس الوطني لا تزال منتشرة في شوارع العاصمة الأميركية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في وقت سابق إنه أمر ببدء سحب قوات الحرس الوطني من العاصمة.
وفي نيويورك، جابت مسيرات احتجاجية ضخمة شوارع المدينة تنديدا بمقتل جورج فلويد، وذلك بعد يوم واحد من قرار عمدة المدينة بيل دي بلازيو إنهاء حظر التجوال.
وفي مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية، خرجت مسيرة احتجاجية ضخمة للتنديد بمقتل فلويد وبسلوك الشرطة الذي اعتبره المحتجون منافيا للدستور.
وقد تدفق المحتجون إلى حي هوليود بالمدينة تلبية لدعوة أطلقها ناشطون في حركة “حياة السود مهمة”.
أول جلسة
وتُعقد اليوم جلسة الاستماع الخاصة بقضية ضابط الشرطة ديريك شوفين، الذي تسبب في مقتل جورج فلويد في مدينة مينيابوليس يوم 25 مايو الماضي، وأشعل الاحتجاجات.
ويواجه شوفين تهمة القتل من الدرجة الثانية التي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 عاما.

وكان أغلب أعضاء مجلس مدينة مينيابوليس قد تعهدوا بتفكيك قسم شرطة المدينة، وإنشاء نظام جديد للسلامة العامة في المدينة.
ووقع تسعة من أعضاء المجلس المكون من 12 عضوا على تعهد ببدء تفكيك قسم الشرطة، قائلين إنه غير قابل للإصلاح.
وتعكس هذه الخطوة دعوات لإعادة التفكير في دور الشرطة، وتحويلِ بعض الأموال والمسؤوليات المخصصة لها إلى وكالات خدمات اجتماعية.
استطلاع
وعلى وقع التطورات الأخيرة في الولايات المتحدة، أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة “أن بي سي نيوز” وصحيفة وول ستريت جورنال، ونشرت نتائجه الأحد، أن 80% من الأمريكيين يقولون إن الأمور في بلادهم باتت خارجة عن السيطرة.
وكشف الاستطلاع الذي أجري بين 28 مايو و2 يونيو الجاري، عن انقسام حزبي، حيث يعتقد 92% من الديمقراطيين أن البلاد خارجة عن السيطرة مقارنة بـ66% من الجمهوريين، في حين يعتقد 15% فقط ممن شملهم الاستطلاع أن الأمور تحت السيطرة.
وأُجري الاستطلاع بعد اندلاع الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة تنديدا بمقتل فلويد وعلى خلفية جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 100 ألف أميركي، فضلا عن تسببها في فقدان الملايين وظائفهم.
وقال 59% إنهم قلقون أكثر بسبب ممارسات الشرطة ومقتل فلويد، في وقت قال فيه 27 % إنهم يشعرون بقلق أكبر جراء الاحتجاجات التي تحوّلت إلى أعمال مدمرة.
وانقسم المشاركون في الاستطلاع على أساس حزبي، إذ قال 81% من الناخبين الديمقراطيين إنهم قلقون أكثر بشأن وفاة فلويد، في حين وافقهم الرأي 29% من الناخبين الجمهوريين.
احتجاجات خارجية
في العاصمة البريطانية لندن خرجت مظاهرات لليوم الثاني على التوالي تضامنا مع المحتجين في الولايات المتحدة، وتنديدا بمقتل جورج فلويد وضد ما وصفوها بالعنصرية في العالم كلِه.
واشتبكت الشرطة مع محتجين حاولوا الاقتراب من مقر الحكومة، واعتقلت عددا منهم.
من جهته، قال رئيس الحكومة بوريس جونسون إن أعمال شغب أفسدت المظاهرات، وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وفي بروكسل اعتقلت الشرطة البلجيكية عددا من الأشخاص إثر أعمال شغب اندلعت في أعقاب انتهاء مظاهرة مناهضة للعنصرية دعت إليها حركات حقوقية، احتجاجا على مقتل فلويد على يد الشرطة الأميركية.
واندلعت المواجهات بعد أن ألقى متظاهرون الزجاجات والحجارة على قوات الأمن، وعمدوا إلى تخريب واجهات بعض المحال التجارية ونهبِ محتوياتها.
وكشفت صحيفة أمريكية إلى أن الحكومة الأمريكية فرضت رقابة كبيرة على الشبكات الاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعي، كما قامت بالتنصت على محادثات المواطنين الأمريكيين. وأضافت تلك الصحيفة الأمريكية أن المتظاهرين أضرموا النيران في العشرات من سيارات الشرطة والبنوك والمباني الحكومية في مدن أمريكية مختلفة خلال الأيام القليلة الماضية، ولا يزال المتظاهرون مستمرين في عمليات الهدم والنهب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولا توجد علامات على أن هذه الاحتجاجات ستتوقف أو تتقلص في القريب العاجل. وفيما يلي خمسة إحصائيات مهمة تروي لنا تفاصيل الاحتجاجات في الولايات المتحدة.
الاحتجاجات التي تجري في الـ50 ولاية
خلال الايام الماضية توسعت رقعة الاحتجاجات ووصلت إلى 50 ولاية أمريكية بالإضافة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن وفي وقتنا الحالي تشهد ما لا يقل عن 584 مدينة تابعة لتلك الولايات الـ50 (والتي تتزايد أعدادها بالساعة) مظاهرات حاشدة، وفقًا لما صرحت به صحيفة “يو إس إي تودي” الأمريكية.
جميع الولايات الـ50؛ الولايات التي تجري فيها الاحتجاجات مميزة باللون الأحمر
ابرز الاحداث التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين للاحتجاجات في الولايات المتحدة:
الف) احتلال وإحراق مركز الشرطة الثالث في “مينيابوليس”، حيث كان يعمل الضابط الذي قتل “جورج فلويد”.
ب) تدمير ونهب واسع للمحلات والمباني التجارية وأحيانًا المباني السكنية
ج) الأضرار التي لحقت بالمقر الرئيسي لوكالة “سي إن إن” في أتلانتا، جورجيا، واعتقال فريق شبكة الأخبار
د) تهديد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” باستخدام “القوة المميتة” ضد المتظاهرين وقوله، “عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار”.
ه) إعلان جريمة القتل من “الدرجة الثالثة” ضد “ديريك شافين” قاتل “جورج فلويد”.
و) اقتحمت شرطة مكافحة الشغب مسيرة يوم الجمعة ونقلت مئات المتظاهرين بالشاحنات
ز) الاعتداء على عدد من الصحفيين وخاصتاً اولئك الذين كانوا قرب البيت الأبيض.
27 ولاية على الأقل طلبت من الحرس الوطني المساعدة
تم نشر أكثر من 30 ألف جندي من الحرس الوطني في 27 ولاية أمريكية على الأقل (أكثر من نصف الولايات الامريكية) ، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، لقمع الاحتجاجات. وهنا تجدر الاشارة إلى أن عدد الجنود هؤلاء، أعلى من عدد القوات التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى العراق وسوريا وأفغانستان. وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الإخبارية، أن الرئيس “دونالد ترامب”، بدأ يفتش عن كبش فداء لسياسته المتذبذبة، وذلك عقب قيامه بترهيب متظاهري مينيسوتا بالرصاص وتهديد المحتجين أمام البيت الأبيض بالكلاب الأكثر شراسة، وبدأ في استخدام منطق القوة ولو كلامياً، في وقت تردد أن كبار الخبراء العاملين في إدارته أبلغوه أن وضعه الانتخابي سيئ، وأن عليه القيام بإجراءات بشكل سريع أو الخسارة، وهو ما يبدو أنه دفع ترامب للقيام بما يقوم به، على عجل، وبكثير من الارتباك، وتالياً الأخطاء. والمشكلة الأكبر التي تواجه “ترامب” حالياً، تهب عليه من مدينة مينيابوليس، إثر وفاة الأمريكي من أصل أفريقي “جورج فلويد”، اختناقاً بعدما طرحه شرطي أبيض أرضاً، وثبّته بوضع ركبته على رقبته للاشتباه بأنه كان يريد ترويج عملة ورقية مزورة بقيمة 20 دولاراً. حينها، قام مارة بالتقاط فيديوهات صورت الحادثة بالتفصيل، وأظهرت “فلويد” يردد “لا أستطيع أن أتنفس”. وانتشر الفيديو كالنار في الهشيم، ما دفع السلطات إلى فرض حظر تجول الجمعة في مينيابوليس بعد ثلاث ليال من الاحتجاجات وأعمال النهب.
ولفتت تلك التقارير إلى أنه في محاولة للسيطرة على الأوضاع، وعلى غرار العاصمة واشنطن و27 ولاية أمريكية أخرى، قررت سلطات كاليفورنيا نشر قوات للحرس الوطني في مركزها مدينة لوس أنجلوس، وذكر عمدة لوس أنجلوس، “إريك جارسيتي”، على حسابه في “تويتر”، يوم السبت الماضي: أن “قوات من الحرس الوطني في كاليفورنيا نشرت في لوس أنجلوس أمس لدعم استجابة السلطات المحلية بغية ضمان السلام والأمن في شوارع مدينتنا”. وأكدت تلك الوكالة أنه تم نشر قوات للحرس الوطني في أكبر مدن ولايات كولورادو وجورجيا وكنتاكي ومينيسوتا وميزوري وأوهايو وتينيسي وتكساس ويوتا وويسكونسين، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن. وبشكل عام تم فرض حظر التجوال في 27 على الأقل من أكبر مدن البلاد، لكن هذا الإجراء لم يمنع تجدد المظاهرات الليلة الماضية، واحتجز عشرات المتظاهرين في مختلف أنحاء البلاد.
عبور “دونالد ترامب” من أمام جدار ملئ بشعارات مناهضة للعنصرية؛ يحاول رئيس الولايات المتحدة إنهاء الاحتجاجات بأي ثمن حتى لا تضيع فرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية لهذا العام.
فرض حظر التجوال في 29 منطقة على الأقل
سن حكام الولايات ورؤساء البلديات فرض حظر التجوال في الأماكن التي تجري فيها احتجاجات بشكل واسع النطاق. وتنطبق هذه اللوائح على 29 مدينة وبلدة على الأقل، بما في ذلك العاصمة واشنطن، وحتى ولاية أريزونا. وعلى الرغم من هذه القواعد، إلا أن المتظاهرين في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة لم يهتموا بهذا الحظر واستمروا في الاحتجاجات في العديد من الولايات والمدن الأمريكية. وبالطبع، ذكرت العديد من التقارير أن الاحتجاجات في معظم الأماكن، مثل واشنطن ولوس أنجلوس، كانت سلمية.
ومن المثير للاهتمام، قام “راهول دوبي” وهو رجل من العاصمة واشنطن بعد ساعتين من بدء حظر التجول في المدينة، بإخفاء 50 شخص في منزله كانت شرطة مكافحة الشغب تطاردهم. ويقول “دبي” إن هروب هؤلاء المتظاهرين من أيدي قوات الأمن كان “بمثابة تسونامي بشري” وذلك لأنهم كانوا يصدرون صرخات عالية بسبب الضرب والرصاص التي كانت الشرطة تطلقه نحوهم”.
“راهول دبي” (يسار)، يقوم بعد ساعتين من بدء حظر التجول في المدينة، بإخفاء 50 شخصاً في منزله.
إلقاء القبض على أكثر من 9000 شخص
بحسب وكالة “أسوشيتد برس”، فقد تم اعتقال أكثر من 9300 شخص في أنحاء الولايات المتحدة. توضح الخريطة أدناه المدن التي تم فيها اعتقال المحتجين على نطاق واسع. ومع ذلك، وبالنظر إلى الوتيرة السريعة للتطورات والتقارير غير المتسقة في أجزاء مختلفة من الولايات المتحدة، لا يمكن لهذه الخريطة أن تمثل جميع نقاط اعتقال المتظاهرين. ووفقًا لأحدث التقارير، فإن لوس أنجلوس لديها 2700 حالة اعتقال قياسية، ونيويورك في المرتبة الثانية مع 1500 اعتقال، وتم اعتقال عدة مئات من المتظاهرين في كل من مدن دالاس وهيوستن وفيلادلفيا.

قد يعجبك ايضا