رحيل أحمد الحبيشي
أكرم حجر
توفي القامة الإعلامية الكبيرة، والسياسي المحنَّك، والكاتب والمفكر، والإنسان الوطني النبيل أحمد الحبيشي عن عمر ناهز الـ69 عاماً أفناه في العلم والعمل السياسي والإعلامي الوطني.
رحل تاركا خلفه تاريخا مشرِّفا من المواقف الوطنية الثابتة، كان إعلاميا وسياسياً فذاً يجمع بين الدهاء والأخلاق النبيلة، ويقدم الطرح الإعلامي الممنهج ويحاكي تقلبات الأحوال السياسية بكتاباته ومؤرخاته ومؤلفاته الكثيرة.
رحل بعد حياة حافلة بالعمل الوطني، ختمها بخمسة أعوام تمسك فيها بمبادئه وقيمه النبيلة وموقفه الوطني الثابت ضد قوى العدوان ومجنديها من العملاء والخونة وباعة الأوطان.
الأمر الذي قد يجهله الكثيرون هي الحرب التي أقامها أتباع عفاش عليه، بعد أن أفشل جميع محاولاتهم لجره إلى مستنقع العمالة والتجارة بالدماء والوطن، قدموا له العروض المالية الكبيرة وأغروه بكل ما يمكن أن يمنحوه مقابل العمالة والخيانة، لكنه رفض أن يقبل عروضهم ومغرياتهم التي قدموها له، وأبى إلا أن يموت مخلصا لتراب هذا البلد، ثابتا على قيمه الوطنية مهما كلفه الأمر ، حتى غادر الحياة حرا شجاعا حفيظاً على قيم الكرامة والحرية والوطنية.
كلفه هذا الرفض الكثير والكثير ، فقد أعلنوا عليه الحرب بكل الأسلحة، وحاولوا اغتياله وتصفيته بعد أن قطعوا عنه مستحقاته وقاموا بتهديده، وأقاموا ضده حربا نفسية ضروساً؛ وقف أمامها شامخا وأمام كل الأذى الذي تعرض له، وبقي مُصِّرا على موقفه الوطني حتى فارق الحياة.
والآن رحل وترك خلفه تاريخا مشرِّفا، متوهجا بالعلم والعمل الوطني والطرح الفكري المتفرد لمواجهة العدوان وأدواته، خسرنا خسارة فادحة برحيل قامة عملاقة كـ(أحمد الحبيشي) ، خسارة كبيرة أوجعت قلوب الكثير من اليمنيين والوطنيين.
رحم الله (أحمد الحبيشي)- عاش حرا شجاعا ثابتا، ورحل بطلا تاريخيا نعته الأرض والسماء.
غفر الله لفقيد الوطن، وتغمده بواسع رحمته.
آلا ليت شعري يكفيني لانتحب
بيت القصيد إذا يرثيك يلتهب
ما كان يا أحمد يُسلي خواطرنا
حرف وبيت وكلمات لها طرب
سل القصائد هل رثتك أو أدت
حقا إليك وأنت الفكر والأدب
والبيت يعجز عجزه والصدر
والله يجزيك جنات ومرتقب
الله يخفض أقواماً وقد يرفع
من مثلكم أبدا في شاهق الرتب