الجنوب وهوامير الفساد
عبدالفتاح علي البنوس
مهما حاول هوامير وأباطرة الفساد من قيادات حزب الإصلاح بأجنحته السياسية والقبلية والاقتصادية والحزبية تقمص الدور الوطني ، والتظاهر بالوطنية ، وادعاء التحرك من أجل المصلحة الوطنية ، وسعيهم من أجلها ، إلا أنه سرعان ما يفتضح أمرهم ، وتنكشف نواياهم الشريرة ، وأهدافهم الخبيثة ، ومصالحهم الخاصة المنشودة من وراء ذلك ، فهؤلاء اللصوص ناهبو الثروات ، ورموز العمالة والارتزاق ، هم من أسهموا بفعالهم الخسيسة وأعمالهم الدنيئة ، وفسادهم المقرف ، واستغلالهم لمواقعهم ومناصبهم في رفع رصيد الحزب من الخيانة والعمالة والارتهان للخارج ، وتغليب مصالحه الخاصة على ما دونها من المصالح.
فلم يكتف هؤلاء الأوغاد بعار وفضيحة تأييدهم للعدوان على بلادهم ، وتصدر حزبهم لهذا الدور القذر والخيانة العظمى ، والزج بالسذج والمؤدلجين حزبياً في صف العدوان ، للقتال في صف الغزاة والمحتلين من أجل تمكينهم من احتلال أرضهم ، ونهب ثرواته ، وانتهاك سيادته ، بغية الحصول على مكاسب رخيصة سياسية وحزبية ومادية والأخيرة بدرجة أساسية ، ومشاركتهم في تدمير اليمن وقتل آلاف اليمنيين وتشريد الملايين من منازلهم وقراهم من أجل عودتهم على متن الدبابات السعودية حكاما على اليمن واليمنيين ، بعد أن تزعمت هذه القيادات التي تنتمي لحزب الإصلاح مشهد المطالبة بعودة الشرعية والدفاع عنها ، وجعلوا منها شماعة لتحقيق مآربهم في مأرب والهيمنة على مقدراتها وثرواتها وصولا إلى الجوف ، والسيطرة على تعز ، حتى تمكنوا من تنصيب الجناح العسكري للحزب ممثلا بالجنرال العجوز علي محسن الأحمر نائبا للدنبوع هادي في رئاسة حكومة الرياض الفندقية ، وهو ما أتاح لهذه العصابة فرصة الهيمنة على مفاصل الدولة والسيطرة على مأرب والجوف والسعي نحو بسط نفوذهم على تعز ، والتقدم صوب المحافظات الجنوبية ، التي يسيل لثرواتها لعاب هذه العصابة التي يقودها اليدومي سياسيا ، وعلي محسن عسكرياً ، وحميد الأحمر اقتصاديا ، وتوفر لها توكل كرمان الغطاء أممياً.
مطامع هوامير النهب والسلب والفيد والاستحواذ الإصلاحية في الجنوب ليست وليدة المرحلة الراهنة ، ولكنها تمتد إلى العام 1994م ومشاركتهم في اجتياح الجنوب وتحويله إلى غنيمة حرب ، كان لهم نصيب الأسد منها ، تحت شماعة الدفاع عن الوحدة ومحاربة الانفصاليين ، وها هي ذات القيادات الإصلاحية اليوم وتحت شماعة الدفاع عن الشرعية الدنبوعية تكرر التجربة ، كاشفة بذلك عن أهدافها الخبيثة من وراء الدفع بمليشياتها نحو التصعيد في أبين وشبوة وعدن وحضرموت وسقطرى والمهرة عبر يافطة قوات الحكومة الشرعية ، بغية تحقيق بنك أهدافهم الاستغلالية.
ومن شبوة جاءت فضيحتهم المجلجلة ، حيث كشفت مصادر محلية عن قيامهم بالاستحواذ على كميات كبيرة من النفط الخام من الحقول التي تخضع لسيطرة مليشياتها في شبوة ، ومن ثم تقوم بتهريبها ونقلها عبر سفن سنغافورية إلى سنغافورة بغرض تكريرها وبيعها لحسابهم ، حيث تباع هذه الكميات بملايين الدولارات في واحدة من صور الفساد التي أدمنت هذه القيادات على ممارستها سابقا قبل ثورة 21سبتمبر والتي تصدت لهم وأوقفت عبثهم وفسادهم المقرف ، قبل أن يعودوا لممارسة هوايتهم عبر بوابة الشرعية المزعومة ، التي يتدثرون بعباءتها ، ويجعلون منها مطية للتغطية على نهبهم وفسادهم واستغلالهم ، وهو ما يثير المخاوف حول أهداف هذه القيادات الفاسدة والمستغلة ، من وراء تركيزهم على المحافظات الجنوبية وتعزيز نفوذهم فيها بإسناد سعودي.
بالمختصر المفيد.. نفط الجنوب وثروته السمكية ومنشآته الحيوية ومنافذه البرية والبحرية والجوية وموقعه الاستراتيجي.. كلها تندرج ضمن قائمة المطامع السعودية والإماراتية ، وهي مطامع هوامير الفساد الإصلاحية، حيث يرى هؤلاء بأن نفوذهم السياسي والعسكري والقبلي في إطار شرعية الفنادق ، وعلاقتهم مع السعودية ستمكنهم من الحصول على نصيب لا بأس فيه من الكعكعة الجنوبية ، وما قتالهم اليوم في شبوة وأبين إلا من أجل الحفاظ على هذه المصالح وتعزيز نفوذهم هناك لضمان عدم تعرضهم لأي مضايقات قد تؤثر على هذه المصالح أو قد تحرمهم منها مستقبلاً.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.