ما هو دليلك ؟!
‘ عبدالملك سام
فلنتفق عزيزي أن كل واحد منا يدَّعي أنه مسلم ، ولكن اسمح لي أن أسألك : ما هو دليلك ؟! طبعا أنا أراك وقد أستشطت غضبا وأطلقت عبارات مثل : “ليس شأنك” ، أو “هذا شيء لا يخصك” ، أو “هذا بيني أنا وربي” ! طبعا هذا بافتراض أنك شخص مهذب ، وإلا لكنت أسمعتني كلمات تجعلني أفر من أمامك هروبا من القصف الذي ستمطرني به !
أولا دعني أخبرك أننا جميعا أصبحنا ضيقي الخلق قليلي الصبر ، وأي شيء نجعله أمراً شخصياً فورا ، وإلا فالمفترض أنه سؤال يحتاج جواباً فقط ! ولا أعرف لماذا سؤال كهذا يفسره الكثيرون كأنه قذف شخصي ، أو نفي لكونك مسلماً !! لكنه سؤال مؤلم فعلا في ظل الواقع الذي نعيشه ، حيث كثر التكفير والرياء وكثرة الاختلاف .. لكن هذا ليس موضوعنا ..
فلنعد صياغة السؤال بشكل آخر: هل بلدنا يمكن اعتباره بلداً مسلماً ؟! ما هو دليلك ؟! هل المساجد تكفي لاعتبارنا بلداً مسلماً ؟ هناك بلدان كثيرة فيها مساجد رغم أنها ليست إسلامية .. هل بعدد الأشخاص المقيدين في خانة الديانة “مسلم” ؟! ولكننا نرى الكثيرين ممن يدعون الإسلام وهم أشد عداوة للمسلمين من الكفار ! إذاً كيف نثبت أن هذا بلد إسلامي أم لا ؟!
المعاملة .. الدين المعاملة .. لنعرف أن هذا البلد إسلامي، هناك فارق بين الواقع والمفترض ، كان يجب أن تكون البلدان الإسلامية الأكثر نظافة ، والأكثر طهارة ، والأقل مشاكل وفوضوية ، والأكثر تناغماً وسلاماً ، والأكثر جداً واجتهاداً .. حسنا أنا أحلم ، والواقع مختلف ، بدليل أنني اليوم دست على (….) وسبيت من تسبب في فعلها في الشارع ، وبدليل أني لم أجد الموظف المسؤول عن رش أيدي الداخلين إلى السوق والذي يظهر فجأة فقط إذا كان هناك حملة “مفاجئة” !! وبدليل الشجارات التي تشتد كلما اقترب موعد الإفطار ، والفساد الأخلاقي الذي ينتشر بين شبابنا ، والمشاكل العائلية ، والغش والرشوة والربا وووو إلخ..
هل هذه الانحرافات من الإسلام ؟! فإذا لم تكن منه فمعنى هذا أن البلد الذي فيه هذه الانحرافات ليس بلداً إسلامياً ، ووفق هذا المعيار فإن البلاد التي تتوفر فيها النظافة والأمن والأمانة والصدق هي التي يفترض أن تسمى بلاداً إسلامية !! وإلا كيف ؟! صلوا على النبي وآله .. إما أن نتغير ونلتزم بتعاليم ديننا ونكون شهداء على الناس كما أمرنا الله ، وإما على الأقل أن نكف عن التبجح بأننا مسلمون، في حين أننا أكثر من يشوه صورة الإسلام !! فالمسلم نظيف ومنظم ومحترم ومهذب وخلوق وطيب وعملي .. والأهم أنه مسلم يقتدي بنبيه ، ويحسن لجاره ومجتمعه ، ويأمن الناس شره ، ويرجو الناس خيره ، ويكف أذاه عن الشارع ، ويحب أن يكون قدوة ، …… إلخ ..نسأل الله أن يهدينا جميعا .