البياتي يصرخ في وجه البشاعة
فؤاد عبدالقادر
كم يدهشني هذا الشاعر العراقي العربي عبدالوهاب البياتي في أشعاره نفحات من الحزن والثورة والتاريخ .. عشق الأندلس القديمة .. إسبانيا ارتبط تاريخها .. وأدبها .. برجالها .. بعروبتها .. بأخطائها .. وصوابها .. كل ما في قلبه من حب سكبه على أعتاب جنة العريف .. وقصور الحمراء .. وولادة بنت المستكفي .. وابن زيدون .. ولسان الدين الخطيب .. لا غالب إلا الله فلماذا يبكي عبدالله.
إنه يصرخ حزناً على ما تبقى من قصور الحمراء .. وملك أبي عبدالله الضائع وسقوط الأندلس.
في قصيدته «الليل في كل مكان» يصرخ في وجه البشاعة .. والظلم.
الليل في كل مكان .. وأنا أنتظر الإشارة
وددت لو أغرقت هذا المركب المليء بالجرذان
وهذه المدينة المومسة الشمطاء
لو علق الشاعر .. هذا الببغاء الأعور السكران
من ذيله، بالكلمات .. والدمى الصلعاء
الساسة المعترفون .. ورجال المال .. والملوك.
سادة هذا العالم المنهوك
وأنت سيد بلا مملوك
عليك مكتوب بأن تحوم حول السور
تلتقط الفتات والقشور
تجوب هذا العالم المأخور
منسحقا مقرور.