الضربة القاصمة والماحقة الجديدة التي وجهتها قواتنا الجوية واستهدفت بها مجموعة من أخطر قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي كانت تخطط لتنفيذ العديد من الجرائم والأعمال الانتحارية عكست بالدليل القاطع أن معركتنا في اليمن مع الإرهاب بمختلف صنوفه وأنواعه هي معركة لا هوادة فيها ولا تراخي ولا تراجع ولا تهاون حتى يتم تخليص وطننا من شرور وجرائم الإرهابيين القتلة ومشاريعهم التدميرية وأفعالهم الخسيسة التي تستهدف أمننا واستقرارنا والمصالح العليا لوطننا وشعبنا وأن هذه المعركة ستظل مفتوحة ومستمرة حتى يتم تطهير أرضنا الطيبة من دنس عناصر الإرهاب من تنظيم القاعدة ورجس كل إرهابي عابث ومخرب مأجور ومتطرف متربص فاليمن الذي وصفه الله في محكم كتابه الكريم بالبلدة الطيبة ووصفه رسول الإنسانية محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم ببلد الحكمة والإيمان يأبى إلا أن يكون كذلك طيباٍ وطاهراٍ من كل الخبائث وأسقام ونتوءات الإرهاب وجرائمه الشنيعة التي تتصادم مع شرعة الله وقيم الخير والفطرة النقية التي فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها.
ونجد أن من حقنا اليوم بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها أجهزتنا الأمنية عبر تلك الضربات النوعية المتلاحقة التي وجهتها لأوكار تنظيم القاعدة في أبين وأرحب وأمانة العاصمة وشبوة وباجل وآخرها العملية المتميزة التي استهدفت يوم أمس ستة من العناصر القيادية الخطرة أن نرد بهذه الوقائع على كل الأصوات التي حاولت التشكيك في قدرات اليمن وكفاءة دولته ومؤسساته ونقول أنه لا تنظيم القاعدة ولا عناصره الإرهابية ولا من يتحالفون معه أو يسيرون في فلكه ويشاركونه في أعمال الغدر والعدوان والقتل والترهيب ويلتقون مع مشاريعه المتطرفة الهادفة إلى إشاعة العنف والفوضى والخراب يمكن لهم النيل من صلابة الشعب اليمني وإرادته فقد سبق لهذا الشعب وأن واجه تحديات ومؤامرات أشد عدوانية ومكراٍ ودموية من مخططات الإرهاب وتحالفاته الشريرة وخرج منتصراٍ على أعدائه بقدرة أكبر وعزيمة لا تلين.
وبلا شك فإن الضربات الموجعة التي نفذتها الأجهزة الأمنية بنجاح منقطع النظير ضد تنظيم القاعدة الذي مني بخسائر بشرية بين صفوف قياداته وعناصره لا تكتسب أهميتها وفاعليتها فقط من كونها التي أحاقت بأهم مفاصل تنظيم القاعدة في اليمن والمنطقة بل أنها أيضاٍ من برهنت على استحالة أن يصبح اليمن ملاذاٍ آمناٍ لتنظيم القاعدة أو غيره من التنظيمات الإرهابية خاصة في ظل إصرار الدولة على تجفيف منابع الإرهاب وعدم ترك الإرهابيين أن يفلتوا من يد العدالة ناهيك عن أن تلك الضربات القاصمة قد أثبتت الخطأ الفادح الذي وقع فيه البعض بافتعالهم لتلك الضجة الإعلامية حول خطر الإرهاب في اليمن وكان الهدف من وراء ذلك هو الإساءة والتشكيك في قدرات مؤسساتنا وأجهزتنا الوطنية وكفاءتها في مواجهة هذا الخطر وها هي تلك الألسن تخرس تماماٍ حينما تأكد لها أن اليمن ليست أفغانستان وإنما هي بلدَ عصي على الإرهاب والإجرام وأن جبال اليمن مهما كانت وعورتها وتحصيناتها لا يمكن أن تتحول إلى مخبأ آمن لعناصر القاعدة كجبال تورا بورا وأن كهوف صعده أو صحراء مأرب أو الجوف ليست بمنأى عن يد الدولة وأجهزتها الأمنية فضلا عن ثقافة المجتمع اليمني التي تتميز بروح التسامح والوسطية ونبذ الغلو والتشدد والتطرف.
وبعد كل ذلك فإن من الموضوعية والواقعية أن يدرك الأشقاء والأصدقاء معاٍ أن مشكلة اليمن الرئيسية اقتصادية وأنه وأياٍ كان حجم الأحداث التي تجرى فيه والمحركون لها والمستفيدون منها إنما هم الذين يستغلون الضائقة الاقتصادية للزج ببعض الشباب وغسل أدمغتهم ودفعهم إلى حواضن تنظيم القاعدة أو عناصر التمرد التي أشعلت الفتنة في محافظة صعده أو شرذمة ما يسمى بـ”الحراك” الذي يتسكع أفراده من عاصمة إلى أخرى للتسول وجمع الأموال الحرام لتغذية أعمال التخريب والفوضى.
وليس تجنياٍ إذا ما قلنا أن هذا الثالوث الشرير ينطلق من فكر إرهابي واحد ويجمعه هدف مشترك ولعل ما كشف عنه القيادي في تنظيم القاعدة السعودي محمد عتيق عويض العوفي الذي ضبط في شبوة وتم تسليمه لبلاده قبل عدة أشهر في تصريحاته التي بثتها قناة “العربية” عن التحالف الوثيق بين تنظيم القاعدة وعناصر التمرد والفتنة بصعدة وكذا عصابة ما يسمى بـ”الحراك” هو أمر ثابت وتؤكده اليوم العديد من الوقائع التي لا يمكن إنكارها من قبل هذا الثالوث الإجرامي الذي يستغل الأوضاع الاقتصادية وعوامل البطالة لإغواء السذج من الشباب وتحويلهم إلى عناصر متطرفة تحترف القتل والتدمير والتخريب في عبثية تطغى عليها الجهالة والضلالة والانحراف.
وبالتالي فإن ما يحتاجه اليمن هو الدعم المالي والتنموي لمواجهة معضلات الفقر والبطالة حتى لا يجد أولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان منفذا لإغواء ضعاف النفوس الذين تدفع بهم الحاجة إلى منزلق إبليس الرجيم في ذلك الثالوث الإرهابي الذي تستبيح عناصره الإجرامية دماء أبناء شعب كلهم موحدون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداٍ رسول الله ويتحلون بدرجة عالية من الالتزام بشعائر الإسلام وأخلاقياته وفضائله.
ورغم ذلك الاستغلال المقيت فستظل اليمن دولة ومؤسسات قادرة على حماية أمنها واستقرارها الداخلي وتنقية أرضها من أي وجود إرهابي ولجم أي نشاط إجرامي لتنظيم القاعدة أو غيره يستهدفها أو يستهدف أمن المنطقة والإقليم وستتضاعف هذه المقدرة أكثر إذا ما حصلت على الدعم العربي والدولي الفاعل الذي يسمح لها بتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتغلب على مشكلتي الفقر والبطالة.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا