وسط تآمر خليجي سعودي

الفلسطينيون يحيون الذكرى الــ72 ليوم النكبة

 

 

المقاومة الفلسطينية تؤكد تمسكها بالمقاومة ولا بديل عن فلسطين

الثورة  / قاسم الشاوش

أحيا الشعب الفلسطيني الشقيق أمس الذكرى الــ72 ليوم النكبة حيث أقيمت العديد من الفعاليات تعبيراً عن تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسراً، عام 1948. ورغم خلو هذه الفعاليات من التجهيزات هذا العام والتي اقتصرت على فعاليات افتراضية وغير جماهيرية بسبب تفشي الجائحة العالمية كورونا، إلا أن الشعب الفلسطيني يؤكد تمسكه الثابت بمقاومة العدو الإسرائيلي المحتل بكل الوسائل المتاحة حتى تحرير الأرض وإقامة دولتهم وعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هُجروا منها بفعل إرهاب العصابات الإسرائيلية الإجرامية.
وتأتي هذه الذكرى وسط تآمر خليجي سعودي غير محدود مع العدو الصهيوني المحتل للأراضي العربية وتأييد خططه العدوانية للشعوب المناهضة لسياسة الاحتلال وتمويل مشاريعه القائمة على دفع السعودية والإمارات تكاليف خطط التآمرات الصهيونية على القضية الفلسطينية التي يفترض أن تكون قضية العرب الأولى، إلا أن القضية الفلسطينية تتعرض في هذه الفترة، لمخاطر غير مسبوقة، جراء نية إسرائيل، ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية. وذلك بسبب اتكائها على شركائها أمريكا والخليج . تزودها الأولى بالسلاح والدعم الإعلامي والسياسي بينما يتولى الخليجيون تمويل مشاريعها العدوانية .
ويُطلق الفلسطينيون مصطلح “النكبة” على عملية تهجيرهم من أراضيهم، على أيدي “عصابات صهيونية مسلحة” عام 1948.
وفي العام 1948 أُعلن قيام دولة إسرائيل على غالبية أراضي فلسطين التاريخية، بعد أن تم تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
وفي هذا السياق أكدت الفصائل الفلسطينية على تمسكها الثابت بمقاومة العدو الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة حتى تحرير الأرض وعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هُجروا منها بفعل إرهاب العصابات الإسرائيلية الإجرامية.
إنهاء الانقسام
وأجمعت في بيانات منفصلة في ذكرى إحياء يوم النكبة أن على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لاسيما وسط محاولات إسرائيلية أمريكية بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى كيان العدو تنفيذا لما يسمى “صفقة القرن”، وشددت الفصائل على أن الشعب الفلسطيني أقوى من جبروت الاحتلال وأقوى من كافة مخططاته الاستعمارية وأن حق العودة لا يسقط بالتقادم.
المقاومة بكل أشكالها
وأكدت حركة “الجهاد الإسلامي” أن “توالي مخططات تصفية القضية الفلسطينية سيقابل بصلابة في الموقف”، وتابعت “لن نقايض على حقنا الثابت في فلسطين مهما كان الثمن ومهما بلغت التضيحات”، وشددت على أن “المقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع لشعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي ستبقى خيارها”.
من جهتها، دعت حركة حماس “جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج للمشاركة الواسعة والفاعلة بكل قوة في كل فعاليات ذكرى النكبة”، وأكدت على “رفضها التام لكل المشاريع الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها صفقة القرن وعمليات الضم التي ينوي الاحتلال تنفيذها”، وشدد على “حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة”.
مسألة ملحة ومصيرية”
بدورها، دعت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” إلى “رفض التسليم بنتائج النكبة مما يتطلب من القيادة الفلسطينية التي وقعت اتفاقات أوسلو واعترفت بدولة الكيان الصهيوني الإقدام على سحب هذا الاعتراف، وإلغاء هذه الاتفاقات، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بهذا الشأن”، وأكدت أن “المقاومة الموحدة والشاملة للمخططات الصهيونية، مسألة ملحة ومصيرية”.
وفي ذات السياق، أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن “الشعب الفلسطيني باقٍ على أرضه ومتمسك بكافة التراب الفلسطيني كوحدة واحدة، لا تقبل التجزئة أو التقسيم”.
من جهتها، أكدت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن “النضال من أجل محو آثار النكبة الوطنية الكبرى، سيبقى عنوانا دائما على جدول أعمال شعبنا وحركته الوطنية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948”.
إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
بدوره، شدد حزب الشعب على التمسك “بحق عودة اللاجئين طبقا للقرار الدولي 194 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس المحتلة”، ودعا “للوقوف صفا واحدا في مواجهة كل محاولات تصفية حقوقنا الوطنية”.
مفترق طرق
من جهته أكد أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين إن “الذكرى الـ 72 تمر هذا العام والقضية الفلسطينية على مفترق طرق خطير، إثر الاستهداف الإسرائيلي- الأمريكي للمشروع الفلسطيني”.
وأضاف “إسرائيل تستغل انشغال العالم بمواجهة كورونا، وتعمل ليل نهار على تشكيل حكومة متطرفين لضم الأغوار وأجزاء من الضفة الغربية، تنفيذا لصفقة القرن الأمريكية المزعومة”.مشيرا إلى أن إسرائيل تسعى لخلق “أمر واقع على الأرض”.
وشدد “أبو هولي”، على أن القيادة الفلسطينية ستكون في حلّ من كل الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إذا ما نفذت عملية الضم.
ظاهرات إلكترونية”
إلى ذلك علت الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء الكثير من المنازل الفلسطينية، فيما عجت مواقع التواصل الاجتماعي بـ “تظاهرات إلكترونية”، نشر فيها آلاف التدوينات والصور، في إحياء للذكرى الـ 72 لـ “نكبة فلسطين”، وذلك بعد أن استعان الفلسطينيون بهذه الوسائل، بسبب إجراءات السلامة الخاصة بجائحة كورونا، لتكون بديلة عما اعتادوا عليه منذ بداية فصول التغريبة الفلسطينية، بالنزول إلى الشوارع والميادين، للتأكيد على تمسكهم بأرضهم التي رحلوا عنها قسرا، على أيدي العصابات الصهيونية، في وقت استعاد فيه كبار السن شريط ذكريات “التغريبة الفلسطينية” بكل تفاصيلها.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشر مغردون من كافة الفئات صغارا وشبانا وشيوخا، تدوينات وصورا خاصة بـ “النكبة”، كانت قد عممتها اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى، قبل انطلاق الفعاليات الإلكترونية الكبيرة، في مشهد عزز الرواية الفلسطينية بأن “الكبار يموتون والصغار لا ينسون”، وأبطل الرواية الصهيونية بأن “الكبار يموتون والصغار ينسون”.

قد يعجبك ايضا