رغم حصاد كورونا أكثر من 274 ألف وفاة أربعة ملايين إصابة
عدد من دول العالم تشرع في بدء تخفيف إجراءات العزل مع ظهور مؤشرات لبدء انحسار الوباء
الثورة / قاسم الشاوش
في الوقت الذي لا يزال فيه العالم يترقب الحالات والأرقام المفزعة لحصيلة الإصابات والوفيات التي تحصدها جائحة كورونا القاتل والمستجد في أرجاء المعمورة والتي وصلت إلى أربعة ملايين حالة إصابة وأكثر من 274 ألف حالة وفاة حول العالم حتى اليوم، رغم ذلك إلا أن تلك البيانات تدعو للتفاؤل شيئاً فشيئاً في العديد من دول العالم التي بدأت بالتخفيف من إجراءات العزل المفروضة على شعوبها جراء هذا الوباء وبينما تخطط بعض البلدان لرفع القيود تدريجيا، تواصل دول أخرى تمديد الإجراءات لاحتواء المرض، مما يشير إلى أن وطأته في اليمن قد تكون خفيفة وقد لا يصيب الكثير بسبب انحصاره في دول عدة.
ومع المؤشرات العالمية في بداية انحصار وباء كورونا وتخفيف إجراءات القيود أكَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مقابلة تلفزيونية اعتزام إدارته حل فريق عمل البيت الأبيض الخاص بكورونا، واعتماد طريقة عمل مختلفة تقوم على الوقاية واستئناف الأعمال في البلاد معاً .
وأضاف أنه من المحتمل أن تكون هناك بعض الوفيات خلال فترة تخفيف القيود، وتابع “لا يمكننا المكوث في المنازل طيلة السنوات الثلاث المقبلة، علينا إعادة فتح اقتصاد البلاد من جديد”.
خلافات بين الحزبين
وأكَّد ترامب أن قيود التباعد الاجتماعي أدت لجرعات زائدة من المخدرات والانتحار قائلاً “الناس يفقدون وظائفهم، علينا أن نعيدها، وهذا ما نقوم به”.
وعاد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى العاصمة واشنطن للمرة الأولى منذ ستة أسابيع تقريبا.
واجتمع المجلس لبحث الخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن الخطوة التالية في تشريع لمكافحة الوباء، ودراسة تعيينات لمناصب حكومية كبيرة رشَّحها الرئيس دونالد ترامب.
وستبدأ ولاية كاليفورنيا – وهي أول ولاية أصدرت قرارا بالعزل- بتخفيف بعض التدابير، الجمعة، كإعادة فتح بعض المتاجر الصغيرة وأنشطة التصنيع والخدمات، لكن المكاتب ومراكز التسوق والمطاعم ستبقى مغلقة.
رفع القيود تدريجيا
وفي تركيا قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إن بلاده ستبدأ تخفيف تدابير احتواء فيروس كورونا، وسترفع القيود المفروضة على السفر بين المدن في سبع مناطق، وتخفف حظر التجول المفروض على كبار السن والشبان في مطلع الأسبوع المقبل.
وأوضح أردوغان أنه سيتم السماح لكبار السن والشبان بالخروج لمدة أربع ساعات ليوم واحد أسبوعيا ابتداء من مطلع الأسبوع المقبل وسيتم رفع القيود المفروضة على التنقل في سبع مدن باستثناء إسطنبول وأنقرة وأزمير.
وفي ايطاليا أعادت المصانع والورشات والمكاتب فتح أبوابها أمام 4.5 ملايين إيطالي دُعوا لاستئناف العمل، وبات وضع الكمامة إلزاميا في وسائل النقل.
واستؤنف العمل في قطاعات الصناعات والبناء وتجارة الجملة، وكذلك في المطاعم والحانات لتلبية الطلبات التي يأتي الزبائن لأخذها،
وستتم إعادة فتحها بالكامل في 1 يونيو المقبل، كما هي الحال بالنسبة لصالونات التجميل وتصفيف الشعر.
مرحلة ثانية
وفي ألمانيا كشفت مسودة اتفاق بين الحكومة ومسؤولي المقاطعات عن مرحلة ثانية من تخفيف إجراءات العزل، بحيث تفتح جميع المحال التجارية والمدارس اعتبارا من الأسبوع القادم، لكن بشروط محددة أما المطاعم والمقاهي والحانات والفنادق فسيترك للحكومات المحلية اتخاذ قرار بشأنها.
وفي النمسا رُفعت القيود على التنقلات، وسُمح بالتجمعات التي لا يزيد عددها عن 10 أشخاص، لكن وسط احترام قيود التباعد الاجتماعي، ويعد وضع القناع الواقي إجباريا في وسائل النقل والمتاجر.
وفي أسبانيا من المقرر أن يصوت البرلمان على تمديد “حالة التأهب” المفروضة لمدة أسبوعين إضافيين، وقد يٌقابل التمديد الذي يطلبه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بالرفض بعد فرضه ثلاث مرات، حيث صرّح عدداً من أعضاء أحزاب المعارضة بأنهم سيصوتون ضده.
وفي بلجيكا عادت الحركة بشكل خجول إلى بلجيكا، وبقيت الأجواء كئيبة وسط حركة سير خفيفة وإقبال ضئيل على وسائل النقل العام من قطارات أنفاق وحافلات مع التزام الركاب بوضع كمامات.
وخلال المرحلة الأولى يسمح بعودة الموظفين إلى الشركات التي لا تستقبل جمهورا بشرط لزوم مسافة متر ونصف المتر بين بعضهم بعضا.
ويفترض استئناف النشاط زيادة رحلات القطارات ووسائل النقل في المدن حيث بات وضع الكمامة إلزاميا اعتبارا من الثانية عشرة من العمر.
رفع القيود للمرة الأولى
وفي اليونان رفعت السلطات اليونانية القيود على الصعيد الوطني للمرة الأولى منذ ستة أسابيع مع السماح بإعادة فتح نحو 10% من المؤسسات الصغيرة بما في ذلك محال تصفيف الشعر والمكتبات وباعة الزهور، وفتحت الكنائس أبوابها، لكن فقط لإقامة صلاة فردية.
خطة من ثلاث مراحل
وفي بريطانيا أعلنت الحكومة البريطانية أنها تستعد لرفع تدابير الحجر “على مراحل”، ويُتوقع أن يطرح رئيس الوزراء بوريس جونسون الأحد المقبل خطته لتخفيف الإغلاق المرتبط بفيروس كورونا على مستوى البلاد، مع مناقشة ضوابط جديدة حول كيفية الحفاظ على التباعد الاجتماعي في أماكن العمل.
وقالت صحيفة التايمز إن الحكومة وضعت خطة من ثلاث مراحل لتخفيف تدابير العزل، تبدأ أولاها بإعادة فتح المتاجر الصغيرة وأماكن العمل المفتوحة، وتتضمن المرحلة الثانية إعادة فتح مراكز التسوق الكبيرة، وتشجيع المزيد من الأشخاص على الذهاب للعمل، وفي المرحلة الثالثة تفتح الحانات والمطاعم والفنادق ومراكز الترفيه.
وفي فرنسا حذر الرئيس إيمانويل ماكرون أنه “من المبكر جدا” التخطيط للإجازات الصيفية، وقال “سنحد من رحلات السفر الدولية حتى خلال عطلة الصيف وسنبقى ضمن حدود أوروبا وربما نقلّص ذلك قليلا” وفقا لتفشي الوباء.
وبالتالي سيكون رفع القيود تدريجيا، ففي مرحلة أولى ستكون التنقلات محدودة بمسافة لا تزيد عن مئة كلم، وستفتح المحال التجارية، لكن الحانات والمطاعم ودور السينما تبقى مغلقة.
آسيا على الطريق
وفي إيران أُعيد فتح مساجد في أجزاء من البلاد اعتبرت منخفضة المخاطر على صعيد انتشار فيروس كورونا المستجد.
ويتعين على المصلين دخول المساجد واضعين كمامات وقفازات، وأُبلغوا أن بإمكانهم البقاء لنصف ساعة فقط خلال مواعيد الصلاة، وأن عليهم استخدام أغراضهم الخاصة، وطُلب من المساجد الامتناع عن تقديم الطعام والشراب لهم، وأن توفر مطهرا للأيدي وتعقم جميع الأسطح.
وفي الصين بدأ طلاب المرحلة الثانوية في مدينة ووهان العودة إلى مدارسهم بعد رفع السلطات الصينية إجراءات الحجر الصحي عن المدينة التي انطلق منها الوباء إلى العالم.
كما ألزمت الحكومة جميع المدارس باتباع إجراءات وقاية مشددة، حيث تقاس درجة حرارة الطلاب عند مداخل المدارس وعليهم أن يبرزوا الرمز الأخضر الصحي على تطبيق خاص يحتسب فرص التعرض للإصابة، مع وضع الكمامات والحفاظ على مسافة مترين بينهم.
وفي كوريا الجنوبية بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها بعدما سمحت الحكومة بعودة نشاط جميع الشركات، كما أعيد فتح المتاحف والمكتبات بعد يوم واحد من السماح باستئناف بعض الرياضات المحترفة، مثل البيسبول وكرة القدم، مواسمها الجديدة.
ومن المقرر أن تعيد كوريا الجنوبية فتح المدارس على مراحل بدءا من 13 من الشهر الجاري.
وفي باكستان وافق مجلس الوزراء على تخفيف قيود الإغلاق تدريجيا اعتبارا من السبت المقبل، ومن المقرر أن تجتمع لجنة التنسيق الوطنية المعنية بمكافحة كورونا أمس الأربعاء لتقرير الأعمال والصناعات التي سيتم إعادة فتحها.
وقال وزير الإعلام شبلي فراز إن رئيس الوزراء عمران خان، الذي لطالما يشعر بالقلق حيال الفقراء، قرر إعادة فتح الأعمال التجارية الصغيرة ووسائل النقل بدرجة ما حتى يتمكنوا من كسب المال.
وفي ماليزيا بعد سبعة أسابيع من مطالبة السلطات المواطنين بضرورة البقاء في المنازل، بدأ الماليزيون الإثنين الماضي استئناف بعضٍ من أوجه حياتهم قبل تفشي فيروس كورونا، وقد بدأت بعض الشركات في فتح أبوابها، وسُمح للمطاعم بتقديم خدماتها للزبائن الذين يجلسون متباعدين.
أفريقيا
بدأت نيجيريا في تخفيف القيود المفروضة في العاصمة أبوجا وفي كبرى مدنها لاجوس في استئناف لنشاط أكبر اقتصاد في أفريقيا.
وقالت الحكومة إن أوامر البقاء في المنزل التي فرضت منذ 30 مارس الماضي في أبوجا وولايتي لاغوس وأوجون ستخفف تدريجيا على مدى ستة أسابيع.
عربياً
في تونس تخطط الحكومة لاستعادة الأنشطة الاقتصادية بنسبة 50% في هذه المرحلة، بالتزامن مع تشديد الإجراءات في محطات النقل.
في المقابل، قررت اللجنة العُمانية العليا للتعامل مع فيروس كورونا تمديد إغلاق محافظة مسقط وولاية مطرح ومنطقة السوق التجاري في ولاية جعلان بني بوعلي حتى 29 مايو من الشهر الجاري، وكذلك إنهاء العام الدراسي للمدارس الحكومية والخاصة، وتفويض وزارة التربية باعتماد البديل المناسب لاحتساب نتائج الطلاب.
وفي الأردن قال متحدث باسم الحكومة إن الأردن ستواصل فرض حظر التجول الليلي اليومي حتى بعد احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، والسماح للشركات بمعاودة فتح أبوابها، وإتاحة المزيد من حرية التنقل.
فتح المزيد من المصالح
وفي فلسطين قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن حكومته قررت تخفيف الإجراءات المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف في مؤتمر صحفي في رام الله أنه تقرّر فتح المزيد من المصالح التجارية، وكذلك السماح بعودة المواصلات العامة للعمل داخل المحافظات، وتنقل السيارات الخاصة ما بين المحافظات.
وفي لبنان تقرر تمديد إجراءات العزل العام للحد من انتشار فيروس كورونا أسبوعين، بينما حذر رئيس وزرائها من أن عدم الالتزام بالتخفيف التدريجي للإجراءات قد يؤدي لموجة ثانية من العدوى.
وبدأت الحكومة في تخفيف بعض القيود هذا الأسبوع، فسمحت للمطاعم بفتح أبوابها ولكن باستخدام 30% فقط من طاقتها الاستيعابية.
وفي الإمارات عاودت المطاعم والمقاهي في دبي فتح أبوابها في الآونة الأخيرة، لكن ليس بكامل طاقتها الاستيعابية.
ورغم تخفيف القيود ما زال رواد تلك الأماكن في حالة تردد من العودة لها مثلما كانوا من قبل، لا سيما وأن عودتها للعمل تزامنت مع شهر رمضان، علما أن معظم المطاعم لا تزال تعتمد بشكل كبير على خدمات التوصيل.