بارتياح كبير استقبل الشارع اليمني نتائج اجتماع لندن الذي أكدت فيه الدول الشقيقة والصديقة وقوفها الكامل والتام إلى جانب اليمن في مواجهة تحدياته التي أفرزتها بعض الظروف¡ سواء تلك المتعلقة بفتنة التمرد والتخريب في محافظة صعدة¡ أو بالممارسات الهدامة للعناصر الانفصالية الخارجة على النظام والقانون أو ما يتصل بالتحدي الإرهابي لتنظيم القاعدة والمصاعب الاقتصادية التي زادت استفحالا◌ٍ في ظل تراجع عائدات الإنتاج النفطي لليمن والذي يقابل بنمو سكاني مرتفع بالإضافة إلى ما افتعلته بعض القوى من أزمات لإعاقة جهود البناء والتنمية.
وبقدر اعتزازنا بتلك النتائج الإيجابية التي خرج بها اجتماع لندن¡ والتي جاءت معبرة بشكل واضح وحاسم عن المكانة الكبيرة والرفيعة التي يحتلها اليمن وعلاقاته الجيدة مع الآخرين فإننا بالقدر نفسه نستغرب تلك الحالة من الانفعال والحنق والهيجان التي قابل بها البعض ذلك النجاح الذي حققه اليمن.
ولا ندري ماذا كان هذا البعض ينتظر من ذلك الاجتماع وما الذي كانوا يتوقعون أن يخرج به¡ هل كانوا يريدون من ذلك الاجتماع أن يشرعن للتدخل في شئون اليمن أم يوجه له الإدانة¿ أم يفرض حصارا◌ٍ عليه وعلى أبناء شعبه¿ أم كانوا يريدون أن يستجيب إلى زعيقهم وشططهم وبياناتهم التي يطلقونها من الغرف المغلقة أو يتعامل مع شخوصهم وطروحاتهم التي يغلب عليها طابع المراوغة والزيف والخداع والشعور بضعف الانتماء الوطني والقفز على حقائق الواقع.
ولماذا كل ذلك الضجيج والنواح والبكاء إزاء نجاح حققه اليمن وشعبه الذي سيكون المستفيد الأول من وراء ذلك النجاح¿ وهل يستكثرون على الوطن نجاحه ووقوف أشقائه وأصدقائه إلى جانبه¿
إذ أنه وبالتأمل في ذلك الزعيق والتدقيق في مدلولاته سنجد أن أولئك البعض سواء من سارع منهم إلى إصدار بياناته من غرفه المغلقة أو من صوبوا انتقاداتهم لذلك الاجتماع لأنه رفض أي تعامل معهم أو غيرهم ممن يتسكعون في أرصفة بعض العواصم بهدف التسول والارتزاق والمتاجرة بالوطن والتآمر عليه¡ قد برهنوا بهذا الموقف الفج والبليد¡ أنهم لا يفقهون في السياسة شيئا◌ٍ ولا يحملون أية ذرة من عقل¡ أو أية رؤية راشدة أو رشيدة¡ وأن ما يتحكم بهم هو الحقد الأعمى والجهل المطبق والنوازع المقيتة والانفعالات والطيش السياسي التي تدفع بهم دائما◌ٍ إلى التغريد خارج السرب والوقوع في مزالق الخطايا الكبرى والوقوف ضد الوطن ومصالحه.
ولو لم يكونوا على ذلك النحو أو أشد مرضا◌ٍ من ذلك لما ظهروا بتلك الصورة المزرية والمخجلة التي يأسف لها كل يمني يعتز بانتمائه لهذه الأرض.
إذ كيف لعاقل يمارس السياسة والحزبية أن ينتظر من دول تستند في تعاملاتها مع الدول الأخرى على قواعد ثابتة ومبدئية من المصالح واحترام السيادة وعدم التدخل في شؤونها أن تتعامل مع مجموعة من الأفراد الذين لا وزن لهم ولا ثقل داخل مجتمعهم بدلا◌ٍ عن المؤسسات الدستورية والشرعية لهذا المجتمع¿ ومتى كانت الدول تتعامل مع الأفراد¿
وبهذا الموقف يقدم هؤلاء من جديد الدليل القاطع على أنهم تجردوا من المسؤولية والقيم الوطنية والأخلاقية وانقطعت صلتهم بهذا الوطن¡ وإذا كان هناك رابط ما زال يجمعهم باليمن فليس سوى ما يسعون إليه من مصالح¡ وما يلهثون وراءه من المكاسب الذاتية والضيقة والأنانية أما الوطن للأسف فلا مكان له لديهم!.
ووفقا◌ٍ لهذا المسعى فلا غرابة أن يظهروا بكل ذلك الهوس والطيش والحنق لمجرد أن سمعوا بذلك النجاح الكبير الذي حققه اليمن في اجتماع لندن لتزداد صدمتهم أكثر بإعلان نتائج ذلك الاجتماع الذي أفرح كل أبناء الشعب اليمني ومن يحبون له الخير باستثناء حفنة محدودة في الداخل والخارج من المرضى¡ الذين ساءهم ذلك النجاح لكونهم لا يحبون الخير لهذا الوطن وأبنائه إلى درجة أنهم يتمنون اللحظة التي يتحول فيها هذا البلد إلى قاع صفصف من الخراب والدمار.
لكنهم وكما خابوا بالأمس هاهم يخسرون اليوم رهاناتهم¡ وسيظل الفشل حليفهم طالما ظلوا يحملون نوايا سيئة ضد وطنهم وأبناء جلدتهم¡ وإذا ما اعتقدوا غير ذلك فليسوا أكثر من واهمين ويضحكون على أنفسهم ليس إلا!.
Prev Post
Next Post