ليست معركة تحرير مارب فقط

 

محمد صالح حاتم

بعد خمسة أعوام من الحرب والعدوان والحصار والجوع والمرض والقتل والدمار والانتهاكات والتعذيب والاغتصابات في السجون السرية لقوى تحالف العدوان في المحافظات اليمنية المحتلة، فقد حان الوقت لتحرير هذه المحافظات وطرد المحتل والغازي ومرتزقته منها.
بعد كل هذه المعاناة التي تجرعها ابناء الشعب اليمني طيلة سنوات العدوان الخمس ،وصموده وثباته الذي قابل به كل جرائم العدوان وغطرسته وتجبره وتكبره.
فقد كان العام الخامس عام التحولات النوعية في سير المعركة العسكرية، والذي شهد تحولا ًنوعيا ًلصالح الجيش اليمني ولجانه الشعبية، الذي حول المعركة من الدفاع إلى الهجوم، وهو من يملك زمام المعركة ويديرها لصالحه، خاصة ًبعد تصنيع وتطوير عدة منظومات صاروخية ودخولها الخدمة، وانواع متطورة وجديدة من وحدات طيران الجو المسير يمنية الصنع، هذه كلها كانت لها فاعلية كبيرة في تغيير سير المعركة ،باستهداف العمق السعودي والإماراتي ضمن ما اطلق عليها عمليات توازن الردع الثلاث والتي شهدها العام الخامس.
فزمام المعركة اليوم بيد الجيش اليمني ولجانه الشعبية وهو من يديرها ويتحكم بها، فبعد عمليات “نصرٌ من الله” في كتاف ونجران ،و”البنيان المرصوص” في نهم، و”أمكن منهم” في محافظة الجوف، أصبحت قوات الجيش اليمني ولجانه الشعبية على تخوم مدينة مارب ،ولا يفصلها عنها إلاّ ساعات قليلة ولدواع واعتبارات انسانية واتاحة الفرصة لصوت الحكمة والعقل من ابناء مارب الشرفاء والعقلاء لتجنيب مارب ويلات الحرب والدمار.
وأنه وبعد الصبر والمعاناة التي تجرعها ابناء شعبنا اليمني طيلة الخمس السنوات فقد تم اتخاذ القرار من اعلى السلطات في اليمن بأن العام السادس سيكون عام النصر والحسم ،وأن ابطال الجيش اليمني واللجان الشعبية قد أخذوا على عاتقهم عملية تحرير كل شبر من تراب اليمن الطاهر ،وأن الهدف ليس تحرير مارب فحسب ، بل سيواصلون تحرير مارب وشبوة وحضرموت والمهرة وعدن وابين ولحج والضالع والمخا وتعز وسقطرى، وأن العمليات العسكرية في الجبهات الداخلية لن تتوقف بل ستستمر، وبالمقابل عمليات توازن الردع في الحدود وداخل عمق العدو لن تتوقف كذلك بل ستكون هناك رابعة وخامسة وسادسة وسيتم قصف كل منشآت العدو الحيوية والاقتصادية، حتى يستسلم ويوقف عدوانه ويرفع حصاره عن الشعب اليمني.
وأن الخيار العسكري ليس هو الوحيد فقط، بل أن خيار الحل ّالسلمي والجنوح للسلم لازال هو الخيار الأمثل، وأن ّ مبادرة السلام التي اعلن عنها الرئيس المشاط في 21سبتمبر 2019م لازالت مطروحة، فاليد ممدودة للسلام والأخرى ماسكة على الزناد ،والكرة في ملعب العدو ومرتزقته، فأمامهم خياران إما القبول بالحل السلمي وهو الافضل لهم أو مواصلة العمليات العسكرية حتى يتم تحرير كل الأراضي اليمنية وتطهيرها من رجسهم ، وعودة سيادتها إلى اليمن.
وعاش اليمن حراً ابياً والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا