جاءت توجيهات مجلس الدفاع الوطني¡ في اجتماعه الذي عقده أمس برئاسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية¡ بضبط الممارسات الفوضوية والعابثة التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في بعض المحافظات واضحة وحاسمة¡ ومؤكدة على أن أجهزة الدولة المركزية والمحلية لن تسمح لأي كان بالتمادي والعبث بأمن واستقرار الوطن¡ وستتصدى بكل حزم لكل من تسول له نفسه من العناصر التخريبية والخارجة على النظام والقانون النيل من السكينة العامة¡ والإخلال بالأمن¡ والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة¡ وإثارة القلاقل¡ وزرع الخوف في نفوس المواطنين¡ وتعطيل حركة البناء والتنمية¡ والإساءة إلى صورة اليمن والإضرار بمصالحه العليا.
وبالقدر الذي شددت فيه هذه التوجيهات على مواجهة كل الظواهر ذات الارتباط بأعمال الإجرام والتخريب والإرهاب بقوة القانون وسيف العدالة¡ فإنها حملت أيضا◌ٍ رسالة على قدر كبير من الأهمية¡ مفادها أن أي قصور في هذا الشأن من قبل الأجهزة والهيئات المعنية بمختلف مستوياتها¡ في الاضطلاع بمسؤولياتها والقيام بواجباتها لن يمر مرور الكرام¡ بل أن أي مقصر سيتم إخضاعه للمساءلة والعقاب الصارم¡ ولن يقبل أي تبرير لأي تقاعس أو تهاون في هذا الجانب وغيره¡ باعتبار أن أي تساهل من هذا النوع تجد فيه عناصر الإجرام والإرهاب والتخريب الثغرة التي تتسلل منها لارتكاب جرائمها¡ والإخلال بالأمن العام وتعريض سلامة المجتمع للخطر. وهو ما يتطلب من تلك الأجهزة والهيئات الإسراع في وضع استراتيجية شاملة لضبط إيقاع عملها¡ على نحو يمكنها من النهوض بمهامها بكل جدية وصرامة وحسم ودقة¡ وكبح كل التصرفات الهمجية والسلوكيات العدوانية¡ والمحاولات المشبوهة¡ الهادفة إلى إثارة الفوضى وإشعال الحرائق¡ وزرع بذور الفتن وإحلال شريعة الغاب¡ وإشاعة مناخات الاضطراب بدلا◌ٍ عن الأمن والأمان.
وفي هذا الإطار يصبح من الضروري أن يستوعب الجميع¡ أحزابا◌ٍ ومنظمات¡ أفرادا◌ٍ وجماعات¡ أن مسؤولية الحفاظ على الأمن والاستقرار لا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية فقط¡ بل أنها مسؤولية كل اليمنيين¡ الذين يتعين عليهم أن يدركوا أنø◌ِ الوطن هو وطن الجميع¡ وأمنه مسئولية الجميع وأن الركون إلى السلبية والتنصل من هذا الواجب خطيئة وموقف غير مسؤول¡ يفقد صاحبه احترام الآخرين.
ونحسب أن أولئك الذين تطبعوا على السلبية والتغريد خارج السرب¡ سيظلون يخدعون أنفسهم¡ إذا ما اعتقدوا بسذاجة أن مواقفهم السلبية ستمكنهم من بلوغ بعض مراميهم ومقاصدهم غير الشريفة¡ وما يطمحون إليه من المصالح والمكاسب السياسية والحزبية¡ فمن لا موقف له لن يجني سوى الخيبة¡ وستكون جميع رهاناته خاسرة¡ وعلى هؤلاء أن يتعلموا من دروس التاريخ حتى يفهموا ويستوعبوا أن الشر والمكر السيئ لا يحيق إلاø بأهله¡ وأن زبانية جهنم من العملاء والمتآمرين والحاقدين والمخربين والمتطرفين والإرهابيين وحلفاء الشيطان هم من سيتساقطون كالخفافيش تحت أقدام الشعب ولن يفلحوا أبدا◌ٍ¡ وسيمنون بالهزيمة المنكرة¡ شأنهم شأن كل المأجورين أو العملاء والخونة¡ في السابق واللاحق¡ “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” صدق الله العظيم.
Prev Post
Next Post