أيمن محمد قائد
في الوضع الراهن نحن بحاجة إلى برامج توعية تألف بين قلوب الناس من بعد أن زاغت قلوبهم وتفرقت بفعل الحرب، والمشاكل الاقتصادية والسياسية‘ لكن البعض يأبى إلا أن يفاقم التفرقة بإنتاج برامج ساخرة تزيد من حالة الاحتقان.
ومثل كل عام يخيب أملنا بسبب ركاكة النص الدرامي وبعده كل البعد عن الأهداف السامية التي من شأنها معالجة أي مشكلة مجتمعية حد زعمهم، بل إن بعض المسلسلات تعكس صورة سلبية وسيئة عن واقع مجتمعنا المحافظ سواء على المستوى الشخصي لأفراد المجتمع وعاداته وتقاليده، أو على المستوى العام بتجسيد المواطن اليمني بملابس رثة ولهجة غير مفهومة يظن بها المخرج أن اعوجاج لسان الممثل هي الفكاهة التي سترسم الإبتسامة في محيا المشاهد اليمني.
اصبح الشغل الشاغل لمنتجي المسلسلات والبرامج الدرامية هو تصيد زلات الأخر لتكون مدخلات لمادة درامية ناقدة لشن حملات السخرية والاستهزاء، لخلق حالة من النصر على اعتبار الطرف الأخر عدو مبين.
متى سترتقي الدراما اليمنية، بشكل تلمس فيه بمضمونها وجوهرها هموم المواطن اليمني كإسم يعكس مسماه؟.
فلو أنهم استغلوا مجهود إعداد البرامج وميزانيتها المالية الباهظة في إنتاج برامج هادفة لِلَمّ الشمل بسيناريوهات توعوية وبرامج هادفة لمعالجة التمزق الاجتماعي المتفاقم من جراء مخلفات آلة الحرب لكان خيراً لهم.
لكن البعض تجاوز معايير النقد الساخر بمبالغة مفرطة إلى حد يمس بالمحاور والثوابت المجتمعية التي تميز بها المجتمع اليمني المحافظ الذي يعتبر المرأة جوهرة مكنونة محتشمة، على عكس بعض المنتجين الذين تحرروا من هذه الثوابت وبدأو بتقليد الدراما الخارجية في الجوانب التي لا يتقبلها المشاهد اليمني كرجل( مسلم عربي شرقي).
وبغض النظر عن مبررات الفنانين اليمنيين أن سبب الأخطاء في مسلسلاتهم هي ضيق وقت التصوير وضعف الإمكانيات مقارنة بميزانية الدراما العربية الأخرى، أقول لهم،. أنا بصفتي كمشاهد يمني لا أريد منكم أن تصوروا مشاهدكم في ديكور كلفته آلاف الريالات، أريد فقط أن أرى في مسلسلاتكم كوميديا غير متكلفه وبعيده عن التهريج واعوجاج ألسنتكم وبعيداً عن الإعاقة في حواسكم وأجسامكم، وبلباس يمني نظيف يعكس الهوية اليمنية الأصيلة وما يلبسه الشعب اليمني بصورة مرتبه تعكس جماله، وسيناريو متماسك عفوي بعيد عن الحشو والتمطيط الذي يجعل من قصة يمكن عرضها في حلقات معدودة مليئة بالإثارة إلى مسلسل مكون من 30 حلقة فيها من الدش والحشو ما يجلب الملل للمشاهد بشكل مبتذل يعكس صورة سلبية للمشاهد عكس الواقع المعاش للقضية محور النقاش، بعيداً كل البعد عن الأسلوب الدرامي ذو الطابع الساخر الذي يسلط الضوء على النقاط المراد معالجتها بأسلوب فكاهي يظهر فيه أوجه القصور وأسبابها، ويتبنى من خلالها معالجات بشكل يتقبله الجمهور المشاهد من جميع فئاته المجتمعية.
فمتى سيكون لدينا مخرجين ومنتجين راقيين يحملون رسالة هادفة ذات فائدة ملموسة على الوطن والمواطن لمعالجة القضايا الاجتماعية الشائكة، وتسليط الضوء على شريحة الشباب الذي تمثل أهم موارد الإنتاج والبناء خصوصاً في ظل الظروف التي يمر بها وطننا الجريح؟.