دعاء الواسعي.. أول امرأة يمنية تقتحم عالم الإرشاد السياحي
> أجيد ثلاث لغات وبرنامج »عش يوماٍ في صنعاء القديمة« أهم أعمالي
> لم أحصل على درجة وظيفية للآن وهذه عقوبة تعليمي
> أحببت المهنة.. والمرشد السياحي هو السفير الحقيقي للبلاد
شقت طريقها في الحياة بحثاٍ عن المكانة التقديرية في المجتمع .. ونحتت في صخر واقع العادات والتقاليد والثقافة السائدة تجاه المرأة المتعلمة خدمة للوطن لم تستسلم أو تتراجع عن هدفها حباٍ للمهنة ولم تعر ردة الفعل أيا كان مصدرها اهتماماٍ لسمو تفكيرها الحضاري .. إنها دعاء الواسعي أول امرأة تقتحم عالم الإرشاد السياحي في صنعاء القديمة .. قصة نجاح حقيقية لمرأة حديدية تنظر للحياة بمنظار المستقبل المأمول .. عرفِت معظم السياح القادمين لليمن بصنعاء القديمة وطقوس وعادات وتفاصيل الحياة الصنعانية اليومية.. ومثلت وكالة سياحية مصغرة .. تجيد أكثر من ثلاث لغات ونفذت العديد من البرامج الخاصة بالتعريف بصنعاء القديمة.. الثورة السياحي التقت الأخت دعاء الواسعي سألناها عن اقتحامها هذه المهنة وكيف بدأت حياتها وما هي الصعاب التي واجهتها وغيرها من القضايا في ثنايا اللقاء التالي:
من هي دعاء الواسعي وكيف بدأت حياتها العلمية والعملية ¿
- اسمي دعاء الواسعي من صنعاء القديمة التحقت بمدرسة شيماء الابتدائية وأكملت تعليمي حتى الثانوية وحصلت على معدل ٢٩٪ أدبي عام ٢٩م والتحقت بجامعة صنعاء في كلية التجارة والاقتصاد قسم إدارة أعمال وحصلت على العديد من الدورات في اللغتين الانجليزية والألمانية وعلوم الحاسوب ودورات تطوير الذات وأستطيع أن أقول لك إن الفضل لله تعالى في تعليمي ومن ثم لوالدي ووالدتي التي كانت تقول لي لا تعملي في البيت وسيري ذاكري دورسك.
أول مرشدة سياحية
كيف بدأتي عملك في الإرشاد السياحي¿.
- قبل الإرشاد السياحي عملت في السكرتارية والأرشفة والسفريات ومن ثم بدأت أحاول تطوير لغتي وذلك في أحد فنادق صنعاء القديمة وكنت اتناقش مع السياح وبدأت في عمل الإرشاد السياحي بالإصرار والتعليم وذلك بهدف التعريف باليمن وحضارته وتاريخه وقاومت تعنت البعض في هذا المجال خدمة للمجتمع اليمني وتعريف السياح الأجانب باليمن السعيد وإنني أفتخر اليوم بما حققته كوني أول مرشدة سياحية في اليمن وكان السياح يتواصلون معي عبر الانترنت ومعجبين بأن تكون فتاة لديها طموح واهتمام بالعمل وتحكي تفاصيل الحياة في صنعاء القديمة.
أهم البرامج التعريفية
كان لديك برامج تعريفية عن صنعاء القديمة هل بالإمكان معرفة هذه البرامج ¿!.
- أثناء توافد السياح على مدينة صنعاء القديمة من مختلف جنسيات العالم عملت على إنجاز العديد من البرامج للسياح منها برنامج »عش يوماٍ في مدينة صنعاء القديمة« والذي يتضمن مخاطبة النساء السائحات من الأجانب وكان البرنامج عبارة عن وجبة صبوح ووجبة غداء وعشاء في صنعاء القديمة وكذلك فعاليات البيت الصنعاني اليوم والنقش والحناء وكافة الطقوس الصنعانية القديمة وكان يعد هذا أهم برنامج وطني يقدم للتعريف باليمن وبصنعاء القديمة وهذا البرنامج كان ينال إقبال الكثير من السياح والسائحات والكثير من الوكالات السياحية وكانت السائحات قبل وصولهن لصنعاء القديمة يسألن عن دعاء الواسعي. كما عملت على الترويج للعديد من المناطق المحيطة بصنعاء مثل ثلاء وشبام كوكبان ووادي ظهر بل إن الكثير من المهتمين وزوار صنعاء القديمة يتواصلون معي لمعرفة الكثير من التفاصيل عن مدينة صنعاء القديمة وأقولها بصدق كنتْ وكالة سياحية مصغرة وكنت أعمل برنامجاٍ خاصاٍ بي أيضاٍ وكان السياح والسائحات معجبين بي كأول فتاة تعمل في هذا المجال بمدينة صنعاء القديمة.
تفاعل حضاري
ماذا أكسبك العمل كمرشدة سياحية¿.
- اكسبني العمل كمرشدة سياحية ثقافة واسعة وفهما لدور الإنسان الحقيقي في الحياة وعرفت هدفي في الحياة .. عرفت أن السياحة تخلق تفاعلاٍ حضارياٍ راقياٍ وأن المرشد السياحي هو السفير الحقيقي لبلاده ولكن العتب هنا على وزارة السياحة المتعاقبة أنها لم تعي أهمية هذا الموضوع وهناك بعض المرشدين السياحيين صوماليين وأجانب ولايستطيعون التعريف باليمن وحضارته ومكنوناته التاريخي بل إن معظم أصحاب الوكالات السياحية متزوجين بأجنبيات.
العقبات التي واجهتني
ما هي العقبات التي واجهت دعاء الواسعي في حياتها العملية في الإرشاد السياحي¿.
- كانت هناك بعض العقبات التي تواجهتي مثل أن تتكلم فتاة يمنية مع سياح أجانب فهذا شيء غير مألوف وكذلك كشف الوجه وخروج المرأة للعمل بل ونمط العادات والتقاليد المجتمعية لها دور في تحجيم بعض الآمال لدى المرأة المتعلمة ولكن أقول لك إن الطموح يجعل الإنسان يواجه العقبات والصعاب ولكن الإصرار والنجاح وحده هو المخرج الحقيقي لكل إنسان فعملت على تنفيذ هدفي في الحياة في ما أحب من العمل وليس ما يجب وبعد أن تزوجت كسرت حاجز عقبات المجتمع وزوجي يشجعني ويدعمني في عملي.
حب للمهنة
- وحقيقة الناس في صنعاء القديمة كانوا معجبين بي حينما أرافق أجانب وسياح وكنت أدخل السائحات الأجنبيات إلى بعض البيوت الصنعانية للتعرف على حياة النساء اليمنيات بل كنت أعمل مناظرة عملية وواقعية للحياة الصنعانية والحياة الأوروبية كان عندي اندفاع بأن تتغير نمط المجتمع وأوصل رسالة ثقافية بأننا أمة إنسانية واحدة رغم الفرق في الثقافات لكن نحن بني الإنسان في مركب واحد رغم اختلاف الأماكن وكان يعنيني التواصل مع بعضنا البعض ولايهمني من أنت ويهمني أنك إنسان ويجب أن كون صريحة معك وصادقة فقد كان بعض السياح إذا جاء وقت الصلاة يقول لي الآن هو وقت صلاة المسلمين فلماذا لا تقومين للصلاة¿!.
قصص واجهتك في الحياة¿.
- بعض القصص ناجحة وهي أنني كنت أتعرف على سائحات أجنبيات وهن من أخذن بيدي للعمل السياحي في بلادي والتعريف باليمن وبصنعاء القديمة ومعظم بنات صنعاء القديمة كن ينظرن لي بإعجاب والمسألة في النهاية حبَ للمهنة.
ابنتي مارية اخترقت عالمي
كيف توازنين بين حياتك الأسرية وعملك كمرشدة سياحية¿.
- بعد أن تزوجت حقيقة كان لزوجي عبدالله السماط بْعد نظر وعمل على تشجيعي في عملي وله إسهامات حقيقية في الدفع بحياتي للمزيد من النجاح ونحن شركاء في الحياة وابنتي مارية التي دخلت لاختراق عالمي وجعلتني اهتم جداٍ أن أصب كل خبرتي لابنتي حتى تكون حلقة الوصل وتكمل ما بدأته أنا وسأكون بعون الله في المستقبل ساعية لأعمل مؤسسة سياحية خاصة للتعريف باليمن. كما لا أنسى أن من بين النساء اللواتي شجعنني على التعليم والإرشاد السياحي الأستاذة المرحومة الدكتور رؤوفة حسن الشرفي وكذلك الأستاذة فاطمة الحريبي.
لم تتوظف حتى الآن
لماذا لم تحصل دعاء الواسعي على درجة وظيفية في السياحة أو الترويج السياحي حتى الآن ¿!.
- هذا السؤال موجه لوزارة السياحة ولقيادات وزارة السياحة السابقين ولكنني أتعشم في القيادة الحالية وهو الدكتور قاسم سلام خيراٍ في أن يفي بالوعد الذي قطعه لي بأنه سيتم إدراج اسمي في قائمة التوظيف وكذلك أشكر الأخ الدكتور عصام السنيني على اهتمامه بقضيتي.
السياح يمنيون بالروح
- صحيح اليمن مر بظروف صعبة وقاسية وأتوقع عودة السياحة لليمن لأن السياح القادمين لليمن يعشقون هذه الأرض وهم يمنيون بالروح ونحن يمنيون بالجسد وأقول لك من خلال تعاملي مع السياح ازداد حبي للوطن وزدت إصراراٍ على المحافظة على تراثه. السياح كانوا يحبون الناس الأكل التلقائية والشعب اليمني شعب مضياف من الدرجة الأولى وشعب يحب أن يؤوي السياح ويقدم الهدايا لهم ومعظم السياح لايصرفون من ميزانيتهم إلا القليل لأن معظم الناس كانوا يدعونهم على الغداء والأكل وأقول في النهاية أسأل الله أن يحفظ اليمن وأهله من كل مكروه.