الدور الأمريكي في نقل “الدواعش” من سوريا إلى الأنبار

 

تعمل الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً على تفعيل دور “داعش” في المنطقة، لاسيما في العراق بجميع الوسائل الممكنة العسكرية، الاستخباراتية، الإعلامية وغيرها، ويأتي هذا التحرك الأمريكي في محاولة جديدة لاستعادة التواجد الأمريكي في العراق والمنطقة وإعادة تفعيله بعد أن فشلت جميع المخططات السابقة للبقاء في المنطقة والقضاء على حركات المقاومة فيها.
مؤخراً تداولت الكثير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، أنباء عن مساهمة الإدارة الأمريكية في نقل أسر لإرهابيي داعش إلى الأراضي العراقية في الأنبار قادمة من سوريا، بطريقة غير رسمية.
وقال مصدر أمني إن “عدداً من أسر إرهابي داعش تمكنت من الهروب من سوريا باتجاه المناطق الصحراوية ومنها إلى مناطق سكناها في ناحية الكرابلة بقضاء القائم غربي الأنبار، مستخدمين طرقاً وعرة وذات تضاريس معقدة بطريقة غير رسمية”.
الواضح جدا أن الولايات المتحدة الأمريكية وعن طريق “داعش” الإجرامي تريد إعادة بث الفتنة في العراق وإعادة الأمور هناك إلى نقطة الصفر بعد أن اتحد العراقيون على طرد “داعش” وتمكنوا من ذلك، الخطة اليوم يبدو أنها تتمحور على إعادة “داعش” وعملياته الإجرامية إلى العراق بالتزامن من خلق نوع من التفرقة بين العراقيين لجعل “داعش” يتمادى قدر المستطاع داخل الأراضي العراقية.
الجيش العراقي والحشد الشعبي متأهبون لأي طارئ قد يحدث في الفترة المقبلة، وتمكنوا الأسبوع الماضي من العثور على نفق لعصابات “داعش” الإجرامية يضم متفجرات بعملية أمنية غرب الأنبار، كما أحبط الحشد الشعبي العراقي، أمس الأول، محاولة لعناصر تنظيم داعش لاستهداف القوات الأمنية بعبوات ناسفة في محافظة الأنبار.
وذكر الحشد الشعبي – في بيان أوردته الوكالة الوطنية العراقية للأنباء – أنه بناء على معلومات استخباراتية دقيقة نفذت قوة الحشد الشعبي ضمن قيادة عمليات الأنبار عملية استباقية لملاحقة خلايا داعش.
وأشار إلى أن العملية أسفرت عن العثور على ثلاث عبوات ناسفة مجهزة للتفجير مع عبوة لاصقة و10 رؤوس متفجرة وعشرات الصواعق في أحد المنازل المهجورة ضمن قاطع المسؤولية في الأنبار.
نشاط إعلامي
الولايات المتحدة الأمريكية والتي لا يمكنها أن تعيش دون بث الفوضى والرعب في جميع أنحاء العالم، تحرض ذبابها الإلكتروني هذه الفترة لجعل “داعش” يحظى بالدور الذي كان يلعبه قبل سنوات، وإعادة الرعب في نفوس المواطنين الأبرياء، عبر تنشيط وتفعيل دوره على وسائل التواصل الاجتماعي وبث فيديوهات جديدة للتنظيم، وأنه لايزال قائما وسيقدم على عمليات جديدة في الفترة المقبلة، وكشف عن هذا الأمر مركز الإعلام الرقمي التابع للحكومة العراقية، وتحدث عن تنامي حسابات عناصره وأنصاره بشكل متسارع، دون أن تقدم إدارة موقع “فيسبوك” بأي إجراء يسد الطريق أمامهم لاستئناف نشاطهم الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو أمر لا يقل خطورة عن تحركاتهم الميدانية، كما تؤكد الجهات الأمنية العراقية.
الدور الأمريكي المباشر
لقد مهدت الولايات المتحدة الأمريكية أرضية مناسبة للتنظيم الإرهابي، عبر القيام بهجمات صاروخية مباشرة على مواقع الحشد الشعبي تلاها قصف مباشر عبر الطيران على الحدود بين سوريا والعراق، وكذلك الهجمات التي نفذتها العصابات الجوكرية الأمريكية على مقار الحشد الشعبي في وسط وجنوب العراق، والأهم استهداف رموز المقاومة لإدخال الخوف والرعب في نفوس المقاومين الأحرار، ناهيك عن الحرب النفسية التي شنها الإعلام الأمريكي والسعودي الإسرائيلي على الحشد، بالإضافة إلى نقل عناصر “داعش” من سجون قسد في سوريا الى العراق تحت حماية ورعاية أمريكا، وأخيرا توجت أمريكا جرائمها الخبيثة بجريمتها الكبرى المتمثلة باغتيال قائدي النصر على “داعش” الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
وفي الوقت الراهن تعمل الإدارة الأمريكية على النقاط التالية لإعادة إحياء فوضى “داعش” في العراق:
أولاً: سرقة النفط السوري والعراقي، والاستيلاء على ثروات البلدين، والثاني السعي بشكل كبير لخلق نطاق جغرافي بين الحدود السورية والعراقية وتحديدا في الصحراء الواقعة غرب الأنبار العراقية، ليكون مكان لعودة إحياء داعش من جديد.
ثانياً: الاعتماد على الخلايا النائمة في المناطق التي تم تحريرها عبر تكتيكات مختلفة، منها نقل ما تبقى من إرهابيي داعش من سوريا نحو العراق، وإبقاء الحدود بين البلدين ممرا لتلك المجاميع من الإرهابيين.
ثالثاً: اتباع استراتيجية تحطيم أسوار السجون، كما حدث في الحسكة السورية، حيث سجون قسد التي تحتجز ما يقارب 5 آلاف إرهابي من داعش، ينحدرون من اكثر من 50 جنسية، ٧٠ في المئة منهم من الجنسية العراقية، حيث يؤكد المتابعون أن ما حدث في سجون قسد من عصيان وأعمال شغب كان للتغطية على هروب أعداد من عناصر داعش، وتأمين نقلهم الى العراق، بعد نقل أعداد كبيرة من المسلحين عبر مروحيات أمريكية من سجون قسد في الحسكة نحو القاعدة الأمريكية غير الشرعية في الشدادي، ومن ثم نقلهم باتجاه قواعدها في العراق.
رابعاً: اطلاق حملة إعلامية مفادها أن “داعش” أصبح أقوى وعاد لاستهداف المواطنين بعد خروج القوات الأمريكية، وقالها مصدر عسكري عراقي رفض الكشف عن اسمه، وجاء في حديثه: إن قوات بلاده في محافظة الأنبار (غرب) تعرضت إلى 6 هجمات من تنظيم “داعش” الإرهابي، منذ انسحاب قوات التحالف الدولي من قاعدتين، وانسحبت قوات التحالف من قاعدتي “محطة قطار الفوسفات”، جنوب القائم (شمال) مطلع مارس الماضي، و”الحبانية” (شرق الرمادي عاصمة الأنبار)، بداية الشهر الجاري.
هذه الأخبار تعطي ذريعة للجيش الأمريكي لزيادة عدد قواته في العراق وبناء قواعد جديدة للسيطرة بإحكام أكبر على نفط العراق، وفي هذا الإطار قال الجيش الأمريكي أنه ينوي إرسال جنود إلى العراق وأفغانستان الصيف المقبل، في إطار خطة لاستبدال الوحدات العسكرية الأمريكية المتمركزة في البلدين، وذكرت قناة الحرة نقلا عن مصادر عسكرية، أن الفريق القتالي التابع للواء الثاني من الفرقة 82 المحمولة جواً المتمركزة في فورت براغ بولاية نورث كارولينا الأمريكية، سيتوجه إلى العراق بداية الصيف المقبل..
فيما سيتوجه لواء الإسناد الرابع لقوات الأمن من فورت كارسون في كولورادو إلى أفغانستان، موضحة أن مدة نشر القوات في الشرق الأوسط ستتراوح بين 6 أشهر و13 شهراً.

قد يعجبك ايضا