استقبل الشارع اليمني قرار فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بإيقاف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية اعتبارا◌ٍ من الساعة الثانية عشرة من مساء أمس¡ بارتياح تام وسعادة بالغة¡ وشعور تغمره علامات الاطمئنان للقواعد والمحددات التي ستستند عليها مرتكزات عملية السلام والتي تبلورت بشكل عملي دقيق في مضمون النقاط الست¡ التي وضعتها اللجنة الأمنية والحكومة¡ كشرط لوقف المواجهات والعمليات العسكرية ضد فلول التمرد والتخريب الحوثية¡ التي أعلنت التزامها بما ورد في تلك النقاط وآلياتها التنفيذية بشكل تام وكامل.
ويتعزز احساس الجميع بالطمأنينة أكثر¡ لكون ما جاء في النقاط الست¡ قد استوعب الكثير من الضمانات التي تحول دون عودة دورات العنف إلى المنطقة الشمالية الغربية¡ كما حدث في المرات السابقة¡ والتي عمدت فيها عناصر التخريب إلى استغلال تسامح الدولة من أجل معاودة إشعال نيران الفتنة¡ ناهيك عن أن عملية السلام تأتي هذه المرة وقد تأكد لفلول عناصر الفتنة أنها لم تحقق شيئا◌ٍ يذكر¡ من وراء نزوعها إلى العنف والتمرد والخروج على الدستور والقانون باستثناء ما أحدثته من خراب ودمار وما أزهقته من الأرواح والدماء¡ وما تسببت به من الأضرار التي طالت أفرادها وأهاليهم¡ وما جنته أيضا◌ٍ من الآثام والخطايا بحق أبناء محافظة صعدة¡ وحق وطنها وأبناء شعبها ومن دون أن تصل إلى أي من تلك الأحلام والأوهام التي عشعشت في عقولها ودفعت بها إلى منزلقات العصيان والانحراف والضلالة والحماقة.
والمؤمل بالفعل أن تكون عناصر الفتنة الحوثية قد عادت إلى عقلها ورشدها وجادة الصواب¡ مستفيدة من كل دروس الجولات الست¡ وأدركت أن ما انساقت وراءه كان خطا◌ٍ جسيما◌ٍ لا ينبغي له أن يتكرر من قبلها¡ أو من أولئك المهووسين الذين ظلوا ينفخون في كير فتنتها¡ ويحرضونها على التمادي في ذلك العبث الدموي الذي كانت أول من اكتوى به ودفع ثمنه باهظا◌ٍ.
كما أن من المؤمل أيضا◌ٍ أن تكون عناصر الفتنة قد فطنت أيضا◌ٍ للدلالات والمعاني الوطنية والأخلاقية التي جسدها قرار فخامة الأخ الرئيس بإيقاف العمليات العسكرية وما عبر عنه من حرص على حقن الدماء وإحلال السلام¡ وتوفير كل جهد من أجل عملية البناء والتنمية وإعادة الإعمار¡ وتكريس روح التسامح والإخاء والتلاحم والمحبة والوئام وتمتين عرى الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.
وكما هو مطلوب من فلول الفتنة فهم واستيعاب تلك الرسالة فإن غيرهم من الواهمين¡ عليهم أن يتعظوا من كل ما جرى وأن يفهموا أن الرهان على العنف وإشعال الفتن والحرائق وافتعال الأزمات هو رهان خاسر¡ وأن أية أجندة أو خطط أو أهداف أو مشاريع صغيرة تبني توجهاتها على إشاعة الفوضى والخروج على الثوابت والتمرد على القانون ستسقط حتما◌ٍ¡ كما سقطت كل المحاولات البائسة¡ التي سعت إلى النيل من اليمن وثورته ونظامه الجمهوري ووحدته الوطنية ومكاسبه وإنجازاته التي حققها عبر مسيرة نضاله الوطني.
ومن مصلحة أولئك الواهمين والغارقين في خيالاتهم المريضة¡ سواء من أصحاب الدعوات الهدøامة والارتدادية من المتآمرين على وحدة الوطن¡ أو عناصر الإرهاب والتطرف في تنظيم القاعدة¡ أن يعودوا إلى الصواب ويتبعوا طريق الحق ويعلموا جيدا◌ٍ أنه لا مكان في هذا الوطن¡ وطن الإيمان والحكمة¡ لأعداء الحياة من المجرمين وسفاكي الدماء وأدوات التخريب والمتاجرين بالمبادئ¡ وكل من ارتضوا لأنفسهم السير في طريق التآمر والخيانة والعمالة.
وما من شك أن الوطن اليوم أكثر تحفزا◌ٍ واستعدادا◌ٍ لمواجهة كافة النتوءات ولجمها وكبح جماحها حتى يتفرغ كليا◌ٍ لاستحقاقات هذه المرحلة التي وصفها فخامة الأخ رئيس الجمهورية بمرحلة البناء والتنمية والسلام والاستقرار.
وعلى جميع أبناء هذا الوطن أن يجعلوا تلك المهمة مهمتهم الأساسية باعتبارها مهمتنا جميعا◌ٍ ولاتهم أحدا◌ٍ سوانا.
Prev Post
Next Post