وضوح اليمن ومراوغات سلمان
حمدي دوبلة
ببجاحة غير مسبوقة في التاريخ اعلن النظام السعودي تمديد ما أسماه “هدنة الأسبوعين” وجعلها هذه المرة شهرا قابلة للتمديد وبالطبع وكما جرت العادة قوبلت الأكذوبة الهزلية الجديدة بترحيب وإشادة وثناء من قبل عالم الزيف والنفاق.
-ليس بجديد ولا مستغرباً من نظام سلمان ونجله مواصلة هذا النهج من الكذب والتضليل والمراوغة مع كل خطوة جادة تتخذها اليمن نحو السلام ووضع حد للحرب وإنهاء معاناة إنسانية مستمرة لأكثر من خمسة أعوام
-كان الرئيس المشاط على درجة كبيرة من الصراحة والوضوح في حديثه الضافي لصحيفة” الثورة” في اللقاء الصحفي الذي أجراه معه الزميل عبدالرحمن الاهنومي -رئيس التحرير ونُشر في عدد السبت الماضي عندما أكد أن عملية السلام لن تكون صعبة المنال شريطة أن تتوفر لدى دول تحالف لعدوان الرغبة الحقيقية في ذلك وبقدر ماهي مامتوفرة لدى اليمن لكن للأسف فإن النظام السعودي كما يقول الأخ الرئيس لم يصل بعد إلى قناعة راسخة وواضحة بوقف الحرب والدخول في حل سياسي شامل لذلك فلا يزال يمارس المراوغات والمماطلات والكثير من الغموض وعدم الوضوح.
-هذه التكتيكات والأساليب السعودية الممجوجة في التهرب من استحقاقات عملية السلام تجلت مجددا في تمديد هدنة الأسبوعين الوهمية والتي لم تكن موجودة إلا في وسائله الإعلامية ولم يكتف بذلك بل أومأ إلى مرتزقته في مدينة عدن المحتلة إلى إعلان الانفصال الرسمي تحت مسمى إعلان الإدارة الذاتية أو الحكم الذاتي للجنوب وهو أحد الأهداف الخبيثة لتحالف العدوان منذ أن شن حربه الظالمة على اليمن تحت شعار دعم الشرعية والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن وغير ذلك من التخرصات والأكاذيب
-الانفصال الذي تم من أبوظبي عاصمة القطب الرئيسي الآخر في تحالف الشر والعدوان جاء في هذا الوقت بالذات ليتجاهل ما أكد عليه الرئيس المشاط أن الرغبة اليمنية الكبيرة للسلام لا تعني أبدا تقديم التنازلات التي تمسّ الثوابت وقضايا السيادة الوطنية التي قدم اليمنيون في سبيلها عظيم التضحيات، ومستعدون لتقديم المزيد والمزيد حتى يتحقق التحرر الوطني الشامل والاستقلال التام وتحرير القرار من كل أشكال التبعية والوصاية والارتهان للآخر، وهذا ما يجب أن يستوعبه النظام السعودي جيدا ويتعاطى في إطاره مع أي جهد لتحقيق السلام إذا ما أراد الخروج من المستنقع وينقذ ما يمكن إنقاذه من ماء وجهه وكرامته المهدورة قبل فوات الأوان.
– ما يؤسف له حقا أن النظام السعودي لم يستوعب إلى الآن الدروس والعبر التي لازمت اخفاقاته وهزائمه طيلة الأعوام الخمسة الماضية مع أن العالم أجمع قد وصل إلى حقيقة أن السلام يظل الخيار الأمثل للجميع وأن النظام السعودي تورط وغرق في مستنقع اليمن وكان يجدر به أن يعيد قراءة الأحداث ومسار المواجهات في الميدان ليدرك استحالة تحقيق أهدافه الخبيثة أمام شعب واجه بكل بسالة جيوش الأرض وامبراطوريات المال والسلاح دفاعا عن وطنه وحقه المشروع في الحرية والكرامة والعيش الكريم وأن لا شيء سيقف في طريقه لتحقيق هذه المطالب الانسانية النبيلة والمشروعة معتمدا على الله القادر وليس على المخلوقات كما فعل اعداؤه فلم يغنوا عنهم شيئا أمام بأس الأبطال في مؤسسة الجيش واللجان الشعبية الذين سطروا خلال السنوات الماضية ولايزالون أروع الملاحم البطولية في مقارعة جحافل الظلم والطغيان .