عبدالله الأحمدي
أكبر جريمة في حق الأمة ارتكبها بنو سعود هو عدوانهم على ثورات الربيع العربي وإفشالها ودعم الثورات المضادة، وإدخال بلدان هذه الثورات في اقتتال مدعوم بالمال السعو/خليجي، وتدمير منجزات هذه الأقطار وإعادتها قروناً إلى الوراء، كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن.
لم تكن المخابرات الأمريكية تتوقع اندلاع ثورات شعبية في المنطقة العربية.
هي كانت تتوقع انقلابات عسكرية، كما خططت سابقا ولاحقا.مصر كانت ولازالت مهمة للأمريكان كونها دولة مواجهة لإسرائيل، وصاحبة قرار الحرب والسلم، لذلك كانت المخابرات الأمريكية حاضرة بقوة في مراقبة الأحداث في مصر، وكان المال السعودي هو الآخر حاضرا لإفشال الثورة في مصر.
صعود الإخوان والرئيس مرسي كان تجربة أمريكية تحت السيطرة، بعد أن تعهد الإخوان بعدم المساس بالعلاقات مع إسرائيل، لكن يبدو أن الإخوان اخترقوا الاتفاق مع الأمريكان، وحاولوا التكتيك على ذلك بإنشاء إمارة إسلامية في سيناء، وكانت المخابرات الأمريكية والمصرية والإسرائيلية ترقب تحركاتهم، فحركوا الشارع ضدهم وأوعزوا للجيش الإمساك بزمام الأمور.لم تكن تونس بذات أهمية بالنسبة للأمريكان والسعودية، فقد أوكل أمرها للفرنسيين، فاختاروا الدكتور المرزوقي وجماعة النهضة لقيادة تونس.
كانت سوريا هي الهدف الذي حشد له النظام السعودي والخليجي ومن ورائهما الغرب وإسرائيل كل الإمكانيات المالية والبشرية، واستجلبوا الإرهابيين من أكثر من ثمانين دولة أوروبية وآسيوية، ومن العالم العربي، ودعموا كل الجماعات الإرهابية من أجل إسقاط النظام في سوريا.
وفتح النظام السعودي خزائنه للصرف على جماعات الإرهاب، بل سمح للسعوديين الذهاب إلى سوريا للقتال إلى جانب الجماعات الإرهابية، بل إن النظام السعودي أصبح ناطقا باسم هذه الجماعات ووكيلا لها، ثم جندوا شيوخ الإرهاب لإصدار الفتاوى بقتال النظام السوري وطرده من الجامعة العربية واستصدروا قرارات أممية ضد سوريا واليمن وليبيا.
وكله بثمنه المدفوع من خزائن النفط. وسمع العالم عادل الجبير وزير الخارجية السعودي يطالب بإزاحة بشار الأسد من رئاسة سوريا، ويعلن الحرب على الشعب اليمني من العاصمة الأمريكية.كل هذا الهجوم وكل تلك المليارات التي صرفت على هذه الجماعات إلا أن النظام السوري ظل صامدا.
ما حدث لسوريا كان القصد منه خدمة إسرائيل، وتغيير الخرائط في المنطقة، وشطب القضية الفلسطينية،لأن سوريا هي الدولة العصية في وجه الاستسلام.
يأتمر بنو سعود بأمر الأمريكي، وليس لهم استراتيجية، ويتعاملون مع الأحداث من حولهم بمؤشرات أمريكية وصهيونية.
في مصر تآمروا على الإخوان ودفعوا المليارات لنظام السيسي لسحق الإخوان في ميدان رابعة.
وفي سوريا واليمن دعموا الإخوان بمليارات الدولارات لتدمير هذين البلدين!!النفط والبترو/ دولار كان ومازال حاضرا في كل هزائم الأمة وانتكاساتها، فكل الحروب والثورات المضادة والتمردات والانقلابات الرجعية من شرق الوطن العربي إلى غربه تم صناعتها بفعل دعم دول النفط، حتى الأكراد في شمال العراق في الاستفتاء الأخير على الانفصال تلقوا دعما من الإمارات والسعودية.
أما حرب السعودية ودول الخليج ضد الجمهورية الإسلامية في ايران، فقد بدأت منذ اليوم الأول للثورة الإسلامية، وهذه الدول هي من ورطت ودعمت صدام حسين في الحرب ضد ايران بأوامر من أمريكا وإسرائيل والغرب لإضعاف البلدين معا ( ايران والعراق ).
لم يقتصر دمار النفط على الشعوب المجاورة في المنطقة، بل أن الشعوب المنتجة للنفط لحقها الخراب والدمار من حيث قمع السلطات لمواطني هذه الشعوب وجعلهم يعيشون خوفا وفقرا في الوقت الذي يعيش الحكام وكل المحسوبين عليهم في بذخ غير محدود. ففي السعودية تقتل الأسرة كل من يرفع رأسه، وأبرز مثال علي التعدي على الحريات والقتل ما حدث للمعارض السعودي ناصر السعيد في العام ١٩٧٩ حين تم اختطافه من بيروت ورميه من الطائرة في صحراء الربع الخالي وكان الملك فهد شاهدا على ذلك.
وما حدث للصحفي جمال خاشقجي حيث تم تقطيعه واحراق أوصاله.أما الاعتداء على المسلمين في الحرم المكي في العام ١٩٧٩م فقد تم بواسطة المارنز الفرنسي وهكذا يتم العبث بحياة الإنسان في مملكة العهر الداعشي.
أما قضية اضطهاد المسلمين الشيعة في المنطقة الشرقية فهي قضية العصر فإرهاب بني سعود وصل إلى هدم مدن الشيعة في القطيف والعوامية وقتل الرجال واعتقال النساء واللواط بالأحداث والصبيان.
نحن أمام أنظمة نفطية طاغية مدعومة من الإمبريالية الأمريكية مالكة النفط العربي، ومن أنظمة غربية تدعي وصلا بالحرية والديمقراطية وهي كاذبة..
Prev Post
Next Post