الثورة / قاسم الشاوش
في الوقت الذي يعجز فيه أطباء العالم عن ايجاد لقاح أو دواء لجائحة كورونا العالمية يواصل هذا الوباء القاتل حصاد أرواح البشرية في محتلف أرجاء المعمورة، حيث بلغ عدد الإصابات (مليونين ومائة الف إصابة ) والوفيات (140) ألف حالة وفاة في العالم.
في حين أكدت العديد من التقارير أن السعودية قد تدفع ثمنا باهظا جراء تفشي وباء كورونا بشكل مخيف في أوساط القاطنين في المملكة حيث أن هذا الثمن قد يضاف إلى ثمن العدوان والحرب الهمجية التي تقودها السعودية على اليمن منذ 5سنوات والتي تهز اقتصادها المتهالك وقد تطيح بمكانتها في المنطقة والعالم.
وفي هذا السياق اكدت مجلة فورين أفيرز الأميركية في تقرير أن جائحة كورونا تهدد طموحات السعودية العالمية، وأنه مع تفشي هذا الوباء اضطرت المملكة إلى إلغاء العمرة، وهناك احتمالات بإلغاء موسم الحج هذا العام.
كلفة باهظة
وذكرت أنه رغم الفوائد الصحية الواضحة لتعليق العمرة والحج، فإن السعودية ستدفع كلفة باهظة؛ إذ يجلب الحجاج مليارات الدولارات إلى البلاد كل عام، لذلك سيعاني الاقتصاد السعودي ما دامت الأزمة مستمرة.
كما توقعت المجلة انه مع خسارة أخرى أقل قابلية للقياس، ولكنها بالقدر نفسه من الأهمية؛ فلا يزال الحج -وفق ما ذكرته- واحدا من أهم أدوات القوة الناعمة للمملكة، بعد عقدين تدهورت فيهما صورتها العامة.
وأكدت أن الوباء الذي قد يغير الاتجاهات التاريخية الجارية في كل العالم، وفي هذه الحالة ربما هي نهايةُ السعودية لقيادة الوحدة الإسلامية، وظهورُ عالم إسلامي متعدد الأقطاب. وخلصت إلى أن فيروس كورونا يضع في المنظور تراجع مكانة ونفوذ السعودية وسيطرتها على العالم الإسلامي.
منبع للإرهاب
وأشارت المجلة إلى انه بمساعدة من السعودية دعمت الولايات المتحدة حركة الجهاد الأفغاني أثناء الحرب السوفييتية-الأفغانية في حقبة الثمانينيات والتي شارك فيها مقاتلون أجانب من كل أنحاء العالم. وبعد هجمات 9/11 التي شارك فيها 15 سعوديا من 19 منفذا أصبحت “الدعوة” السعودية خطرا ومبعا للإرهاب.
يهدد حياة الملايين
الى ذلك قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن تفشي فيروس كورونا في الشرق الأوسط يهدد بتدمير حياة ملايين الأشخاص ممن يعانون بالفعل في مناطق الصراعات وقد يفجر اضطرابات اجتماعية واقتصادية.
صعوبة سبل العيش
وأضافت اللجنة أن حظر التجول وإجراءات العزل المفروضة في إطار تدابير الحفاظ على الصحة العامة لكبح انتشار الفيروس تجعل من الصعب بالفعل على الكثيرين توفير سبل العيش لأسرهم.
وحثت اللجنة، في البيان الذي ذكرت فيه بالاسم سوريا والعراق واليمن وقطاع غزة ولبنان والأردن، السلطات في المنطقة المضطربة على الاستعداد “لتداعيات مدمرة محتملة” و”زلزال اجتماعي واقتصادي”.
أكبر حصيلة وفيات
عاشت الولايات المتحدة 24 ساعة عصيبة سجلت خلالها أكبر حصيلة وفيات عرفها العالم منذ انتشار كورونا، في حين جدد المسؤولون الأميركيون انتقاداتهم للصين، وسط أنباء عن تحقيق استخباراتي بشأن الفيروس .
وسُجل نحو 30 ألف إصابة جديدة بالفيروس، ليصل العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة في الولايات المتحدة إلى أكثر من 609 آلاف إصابة.
أوروبياً
قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغ: إن الدول الأوروبية لا تزال في عين العاصفة مع اقتراب عدد المصابين بفيروس كورونا فيها من عتبة المليون.
كما نبّه إلى أن أي تخفيف للقيود التي فُرضت للحد من تفشي الفيروس يجب أن يتم بشكل تدريجي.
عار في مصر
وفي أحد أوجه التداعيات التي تنشأ عن تفشي هذا الوباء؛ نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا يقول إن وصمة العار الاجتماعية من كورونا تنتشر أسرع من الفيروس في مصر، ويقول التقرير إن كثيرا من المتعافين على مختلف ألوانهم وأطيافهم لن يُقروا بإصابتهم بالمرض خشية نبذهم.
وذكرت الصحيفة أنه رغم أن إجراءات الإغلاق أقل صرامة في مصر، فإن أُسر العديد من مرضى فيروس كورونا الذين تُوفوا لم تتمكن من دفنهم دون تدخل الشرطة بسبب وصمة العار التي تحيط بالفيروس، والتي مردها أيضا إلى خوف السكان في مناطقهم من انتقال الفيروس لهم من جثث الموتى.
وقالت إن وصمة العار تلك المتزايدة من الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن تترك أثرا طويل الأمد على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن وصمة العار هذه هي أحد أعراض فشل الحكومة في إيصال رسالتها، وهو ما يجعل البلاد الآن في أمس الحاجة إلى علماء النفس الاجتماعيين.
حالات جديدة
من جهة أخرى، سجلت بعض الدول العربية حالات جديدة للإصابة بفيروس كورونا؛ فقد أعلنت وزارة الصحة المغربية امس تسجيل وفاة جديدة بالفيروس، ليرتفع إجمالي الوفيات في البلاد إلى 128، كما سجلت 227 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات بالفيروس في المغرب إلى 2251 .
وفي قطر، أُعلن عن تسجيل 392 إصابة جديدة مؤكدة بالفيروس، وشفاء 9 حالات، ليصل إجمالي عدد حالات الشفاء إلى 415 حالة.
وفي الكويت، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 119 إصابة جديدة، لترفع الإجمالي إلى 1524. وحسب بيان الوزارة، فقد بلغ عدد حالات الشفاء 225، في حين استقر عدد الوفيات حتى الآن عند 3.
وفي لبنان، أعلنت السلطات ارتفاع إصابات فيروس كورونا إلى 663، إثر تسجيل 5 حالات.