كفانا فتنا◌ٍ!! 

ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أثناء لقائه يوم أمس الأول طلاب محافظة صعده الدارسين في جامعة صنعاء¡ حرص الدولة على السلام واستتباب الأمن والاستقرار¡ في محافظة صعده¡ فقد سبق له أن أشار أكثر من مرة بعبارات واضحة ودقيقة إلى أن المواجهات الست التي جرت في هـذه المحافظة لم تكن خيار الدولة ولم تسع إليها وإنما فرضت عليها¡ ويعلم الجميع أن الدولة بذلت كل ما بوسعها من أجل تجنب تلك المواجهات وحقن الدماء واحتواء الفتنة بالطرق السلمية¡ ولم تدخر جهدا◌ٍ أو وسيلة إلاø واتبعتها في سبيل ذلك.. إلاø أنها وبفعل تعنت العناصر الحوثية وجدت نفسها مضطرة للقيام بواجباتها ومسؤولياتها الدستورية والقانونية في الدفاع عن مواطنيها من استهداف عناصر التمرد والتخريب.
والآن وبعد أن توقف نزيف الدم ولعلعة الرصاص وحل محلها منطق السلام¡ فإن الواجب أن يستفيد الجميع من دروس وعظات ما حدث¡ وكما أشار فخامة رئيس الجمهورية كفانا فتنا◌ٍ وتخريبا◌ٍ وتدميرا◌ٍ لليمن وكفانا◌ٍ صراعات وحروبا◌ٍ.. وكفانا◌ٍ هدرا◌ٍ للإمكانيات.. وكفانا◌ٍ عنادا◌ٍ ومكابرة.. وكفانا◌ٍ أزمات.. وحان الوقت لكي نعمل جميعا◌ٍ في اتجاه تعزيز قيم السلام والمحبة والوئام¡ وتجريم أعمال العنف والتخريب والإرهاب والسلوكيات الخاطئة والدعوات المنحرفة التي تسعى إلى إشعال الحرائق وإثارة ثقافة البغضاء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.
لقد تركت المواجهات الست في محافظة صعدة وحرف سفيان جروحا◌ٍ عميقة بفعل ما حصدته من ضحايا بشرية وما سفكت فيها من الدماء اليمنية¡ سواء من جانب الدولة أو من جانب المغرر بهم من قبل الحوثيين¡ وهي خسارة كبيرة باعتبار أن كل الضحايا في الأول والأخير هم يمنيون¡ كما أن ما د◌ْمر وخ◌ْرب من المنشآت والمرافق والممتلكات العامة والخاصة هي أيضا◌ٍ إمكانيات يمنية وتتطلب إعادة إعمارها المليارات من الريالات الأمر الذي يتأكد معه أن الخاسر الأكبر هو الوطن وأبناؤه جميعا◌ٍ ولا شيء يمكن أن يعوض كل ذلك سوى تعميق روح السلام واستشعار المسئولية تجاه هذا الوطن الذي يضمنا جميعا◌ٍ ويتسع لكافة أبنائه دون استثناء أو تمييز¡ فالكل متساوون في الحقوق والواجبات والكل في منزلة واحدة والكل في درجة واحدة من المواطنة كبيرهم وصغيرهم¡ غنيهم وفقيرهم¡ حكاما◌ٍ ومحكومين¡ ولاø فرق بينهم إلاø بالإخلاص للوطن وصدق العمل لأجله.
وباتساع بواعث السلام وانحسار منطق الحرب¡ فإن من العقلانية والصواب أن تحرص العناصر الحوثية على عدم تفويت وضياع هذه الفرصة¡ وأن تجعل من سماحة الدولة وحرصها على إحلال السلام والتفرغ لإعادة الإعمار¡ حافزا◌ٍ لها على المضي في تنفيذ النقاط الست وآليتها التنفيذية دون تسويف أو مماطلة أو ترك أحد◌ُ من أفرادها أو قياداتها يدفع بها إلى تكرار الخطأ أو يقود بعض جيوبها من جديد إلى محرقة الهلاك كما حدث في المرات السابقة¡ خاصة وأن السلام وإن كان مصلحة وطنية عامة¡ فإن العناصر الحوثية هي المستفيد الأول فإحلال السلام سيحفظ لها دماءها وأرواحها¡ ويوفر لها العودة إلى الحياة الاجتماعية والسياسية شأنها شأن كل المواطنين¡ لها ما لهم من الحقوق وعليها ما عليهم من الواجبات التي كفلها الدستور لجميع اليمنيين.
وبصراحة أكبر فإن العناصر الحوثية معنية قبل غيرها باستحضار الكثير من البديهيات التي تحتم عليها النظر إلى المستقبل أكثر من التمترس في دورات الماضي¡ وأن تفقه أيضا◌ٍ أن وقف الحرب له الكثير من الاستحقاقات التي لا شك وأن الحكومة قد وضعتها في صدارة أولوياتها¡ وأن ما وجه به فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح يوم أمس الأول الحكومة بسرعة إنشاء جامعة في محافظة صعدة ليس سوى اللبنة الأولى من تلك الاستحقاقات.
وهذا التوجه لكي ينجح ويؤتي ثماره لابد من تكريس وإحلال السلام في تلك المحافظة التي عانت كثيرا◌ٍ وهو ما يقتضي أن ت◌َقöلع◌ِ هذه العناصر عن تلك الأفكار المتطرفة والأعمال التخريبية¡ وان تعي تماما◌ٍ أنه لا تنمية ولا تطور ولا تقدم إلاø بتعزيز الأمن والاستقرار وأن الخروج على الدستور والقانون والإجماع الوطني والخيارات السلمية لن يقودها إلاø إلى الضياع والهلاك والمصير المحتوم¡ وأن طوق نجاتها الوحيد يتمثل في تجاوبها التام وانصياعها الكامل لخيارات السلام¡ وأن أي رهان على غير ذلك هو رهان خاسر لا محالة.. والمفترض أن تكون هذه العناصر قد استفادت من كل الدروس واقتنعت أن اللعب بالنار ليس أكثر من غواية و”دبور” مركب ستكتوي قبل غيرها ببلائه في الوقت الذي بوسعها تجنب هذا المصير باندماجها في الحياة الطبيعية والمواطنة السوية¡ والحليم من يتعظ.

قد يعجبك ايضا