باصات النقل تجبر المسافرين على مطاعم بعينها بهدف الحصول على وجبة مجانية



> هنا يتوقف باص المسافرين.. في ذمار تكون الاستراحة الأولى على الأغلب.. الرحلة إلى تعز مع الازدحام الشديد تتطلب ثمان ساعات سفر.. على المسافرين الصبر.. “انزلوا تناولوا طعام الإفطار.. أمامكم نصف ساعة” يقول سائق الباص في المطعم الواسع لا تجد مكاناٍ تجلس عليه.. المطعم ممتلئ حتى آخره.. المكان المخصص للعوائل أيضاٍ ممتلئ أيضاٍ رغم الاتساخ الذي يغطي الجدران والستائر وأرضية المكان .. كان هذا قبل عيد الأضحى بخمسة أيام..الـ”نصف” ساعة مضت دون أن يحصل الكثيرون على الفطور ومن حصل عليه خرج من المطعم غاضباٍ يصرخ في وجه السائق: “ألم تجد غير هذا المطعم حتى تقف أمامه”. الكثير من الاستراحات انتشرت على طريق صنعاء تعز “الخط” الأكثر ازدحاماٍ على مدى أيام العيد وفي غير العيد.. لكن المسافرين على الأقل من كانوا بداخل الباص الذي كنا على متنه يجمعون على أن المطاعم على طريق صنعاء تعز لا تقدم الطعام الجيد وتزيد مع ذلك رفع سعر الوجبة نصف ضعف السعر المعتاد داخل المدن ويقول أحد المسافرين: “السائقون وحدهم المستفيدون في الطرقات إذ يحصلون على الوجبات مجاناٍ وزيادة على ذلك عمولة”.

ويضيف: “سائقو الباصات يحصلون على نصيب الأسد من العمولات بحكم عدد الزبائن الذين يحلون على المطعم خارج إرادتهم”.
في استراحة ذمار التي توقفنا فيها.. اختر ما شئت من الطعام.. لكنك لن تجد طعماٍ لذاك الطعام حيث سيلق الطعام في ذاك المطعم على عجل ولا تدري إن كانت اللحم التي تقدم للزبائن لحماٍ شرعية إم غير ذلك.. المهم إني وصلت إلى تعز بعد تناول ذاك الإفطار وبطني في ألم شديد صاحب ذلك إسهال وتقيؤ كنت أظن أن الألم بي فقط لكن أطفالي عانوا من نفس الألم وبعض المسافرين أيضاٍ.
الطعام الذي تناولته ملوث هذا ما تأكد لي بعد الألم الذي رافقنا حتى المساء.. بجانب المطعم مخبز لا يلتزم بمعايير النظافة.. رائحة خفر الخبز كانت واضحة لكن أحداٍ من الناس لم يقدم شكوى إلى الجهات المختصة بذلك اعتاد الناس على النقد خارج “دائرة الخطر” والمضي بعيداٍ حتى لا يسمعهم أحد.. لا يوجد وعي لدى الناس بأهمية التقدم بشكاوى إلى الجهات المختصة عندما تكون المشكلة عامة وتضر بالكثير من الناس.
“ليش إلا أنا” هكذا يقولون وليمت من يمت ويمرض من يمرض لا دخل لهم.
تحدثت مع صاحب المطعم الذي يظهر في هذه الصورة على سوء ما قدموه لنا من طعام.. لكنه زمجر وصرخ في وجهي.. “خذ فلوسك”..المطعم ممتلئ ولاحاجة له بمن ينتقد.. يذهب إلى غير رجعة وكفى.
في طريق العودة إلى صنعاء توقفنا في يريم قبل الخروج منها توجد استراحة لاداعي لذكر أسماء الاستراحات.. الصور توثق بجلاء المظهر العام لها.. في استراحة يريم الطعام ذاته غير جيد الأسعار مرتفعة.. التساؤل يعاوده الفضول مرة أخرى.. لماذا يتوقف الكثير من السائقين عند استراحات بعينها ¿.
الأمر بحسب الكثيرين متوقف على من يدفع عمولة أكثر لسائقي باصات النقل والبيجو والباصات الصغيرة التي أعتاد أصحابها الذهاب والإياب على هذا الخط.. العمولة والوجبات المجانية هي من تدفع السائق إلى ممارسة الظلم للمسافرين من أجل ذاته.. الحصول على العمولة لا تجعله يفكر بالراكب. كتبت أربعة تحقيقات عن هذه المشكلة لكن أحداٍ لم يلتفت إليها.. الجهات المختصة لا يعنيها ذلك.. وأكاد أجزم أن صحة البيئة لم تزر تلك المطاعم.. وإن حدث خطأ وزارتهم فإن أصحابها يفعلون مع موظفي تلك الجهات كما يفعلون مع السائقين.. الرشوة بإمكانها أن تفعل ما لم يكن بالحسبان هذا ما قاله لي أحد العاملين في المحطة التي تقع بجوار مطعم استراحة ذمار.
بات أصحاب تلك الاستراحات أكثر ثراٍء بفضل زيادة حركة المسافرين ليس على خط (صنعاء ـ تعز) بل في كل الخطوط إذ تزيد الأسعار نصف ضعف عما هو معتاد في المدن.. الدجاجة المشوية في المدن بـ (1000) ريال وفي تلك الاستراحات بـ (1300) ريال ومع هذا تكون سيئة الطهي وسيئة النظافة.. يقول الكثر من المسافرين: لا توجد رقابة على المطاعم التي في الطرقات الطويلة ولو وجدت رقابة لما استمر هذا العبث طويلاٍ.
تحدثت مع الكثير من السائقين عن سبب توقفهم في استراحات بعينها نفوا بشدة أن يكون توقفهم مقروناٍ بعمولات نظير إنزال المسافرين في هذه الاستراحة أو تلك. واعترف البعض منهم أنهم يحصلون على وجبات مجانية مقابل ذلك.
ويقول أحد العاملين في استراحة ذمار نتحفظ عن ذكر اسمه خوفاٍ من تعرضه للفصل: كل السائقين يحصلون على عمولات من صاحب المطعم والمطلوب منهم فقط أن يلتزموا بشكل دائم بالتوقف أمام المطعم وإنزال المسافرين.
مرات كثيرة عبر هذه الصحيفة أوصلنا شكاوى المسافرين إلى شركات النقل الخاصة والعامة غير أن إدارات تلك الشركات تحاول التعامي أمام تلك الشكاوى.. وهي كأصحاب المطاعم همها أولاٍ وأخيراٍ تزايد الربح لا أكثر.

قد يعجبك ايضا