دول ليست عظمى والعظيم هو الله

حمدي دوبلة

 

يقول الله عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ربه ” الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدًا منهما عذَّبتُه ” وفي رواية أخرى “فمن نازعني فيهما قذفته في النار ولا أبالي ”
-أمريكا “القطب الأكبر” في العالم كما اعتقدت وصدَّق الناس ذلك تتحول بين عشية وضحاها إلى مجرد قرصان وضيع يلاحق شحنات الكمامات والقفازات القماشية الخاصة بالدول الأخرى الموبوءة بكورونا..
نيويورك قلب الاقتصاد العالمي النابض توقف نبضها وأصبحت منطقة كوارث كغيرها من الولايات الغنية التي صارت في ظرف أيام فقط بؤرة لتفشي الفيروس وأسوأ أمكنة قد يقصدها الإنسان على هذه الأرض .
-الولايات المتحدة الأمريكية التي عبثت بأمن واستقرار البلدان في أرجاء المعمورة وامتصت ونهبت ثروات الشعوب احتاجت فقط أياما معدودات لتعلن عجزها وفشلها وضعف إمكانياتها في مواجهة ما تسميه عدوا شرسا وغير مرئي ولم تغنِ عنها قوتها وترسانتها الضخمة من أسلحة الدمار والخراب في الحد من اكتساح هذا المخلوق المتناهي الصِغر وإذا به يحصد أرواح البشر هناك بصمت رهيب.
-أمريكا التي تسببت في إزهاق أرواح الكثيرين من بني الإنسان في اليمن وغيرها من الدول في مشارق الأرض ومغاربها وظلت قيادتها تستعذب رؤية الدماء والأشلاء وتتلذذ بإعلان البلدان والمدن منكوبة ومناطق كوارث ها هي اليوم تعلن مدنها وولاياتها مناطق كوارث وخارت قواها وتبخرت كل إمكانياتها أمام جرثومة لا ترى بالعين المجردة ولم يعد أمام الناس في تلك البلاد التي عُرفت عبر عقود طويلة بجبروتها وبأسها الشديد إلا انتظار المؤتمر الصحفي اليومي للرئيس ترامب والذي صار يطل كل مساء ليبشر شعبه المنكوب بالأيام الأكثر سوادا وبالاستعداد النفسي لرؤية المزيد من جثث الموتى وبأن الأسوأ لم يأت بعد.
-الإدارة الأمريكية التي أصمَّت آذان الناس لعقود وعقود وهي تتغنى بالقيم الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان وجعلت من تلك الشعارات الزائفة أسلحة لغزو البلدان والاستيلاء على لقمة عيشهم ها هي اليوم توجه أجهزتها الصحية بعدم معالجة الأشخاص ذوي الإعاقة والأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ومن يعانون من الأمراض النفسية والعقلية وكبار السن إذا ما أصيبوا بوباء كورونا
-ترامب الذي حقق فائضا في الموازنة الأمريكية بفضل صفقاته المتتالية مع نظام بن سلمان أفلست خزائنه في لمح البصر وقضى الفيروس على ما تسلمه ثمنا لدماء الأبرياء في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وأفغانستان وغيرها من الشعوب المحرومة على مدى سنوات في بضعة أيام وإذا بثروته وكل إنجازاته الاقتصادية هشيما تذروها الرياح.
-محنة فيروس كورونا لم تتوقف عند أمريكا فحسب بل أتت على كل ما اعتبرناها دولا عظمى ابتداء بالخمس صاحبة السطوة في مجلس الأمن الدولي ومرورا بالثماني الصناعية الكبرى وانتهاء بمجموعة العشرين التي ترأسها حاليا مملكة سلمان ونجله واللذان وجدا في انشغال العالم بهذه الجائحة فرصة للتباهي والاستعراض والإيغال في الكبر والغرور ما ينذر بمصير مرعب ينتظر مملكة الشر إذا لم تسارع قيادتها الضالة ومعها أسيادهم إلى التوبة والكف عن جرائمهم بحق الأبرياء والمستضعفين على هذا الكوكب ممن لا نصير لهم إلا الله عزوجل.

قد يعجبك ايضا