معلمون يتركون المدارس ليمارسوا أعمالا◌ٍ حرة

التعليم هو أساس تقدم الشعوب والأمم.. وبدونه تتخلف الدول وتظل فقيرة تبحث عن تبرعات مالية تغطي عجز ميزانيتها وغذائية تسد من جوع شعوبها.
“العلم نور والجهل ظلام” عبارة لها مدلولات ومعان واسعة لا تقتصر على الفرد بل تعني المجتمعات بشكل عام..فالمجتمع الذي يعاني من الجهل والتخلف والتراجع الاقتصادي والثقافي لا بد وأن مشكلته الأساسية تكمن في التعليم وغياب كوادر تعليمية تضع اللبنات الأساسية لأبنائه.
للأسف الشديد أقول وقلبي يعصره الألم بأن. بلادنا ضمن هذه المجتمعات.. فهناك مدارس ممتلئة بالطلاب وخالية من المدرسين المتواجدين في أسواق القات والمحلات التجارية أثناء دوامهم الرسمي.
في المجتمعات الأخرى راتب المعلم أكثر من القاضي والضابط والعقيد والطبيب.. لان كل هؤلاء تخرجوا وتعلموا ورسم لهم الطريق “المعلم”… فحين اضرب القضاة في ألمانيا احتجاجا على عدم مساوات رواتبهم بالمعلمين ردت عليهم مستشارة المانيا انجيلا ميوكل آنذاك قائلة” هل اساويكم بمن علمكم¿”.. وهذا دليل على قيمة المعلم وعظمته وما يقدمه لبناء الوطن.
لماذا يحترمون الغرب المعلم لأنه احترم مهنته¡ قدسها¡ قدم لها أفضل ما عنده وحاول الرقي بها.. بينما في وطني أصبح المعلم لاشيء عند الدولة والتلميذ والمجتمع ككل لأنه لم يعطى عمله ما يستحقه¡ لأنه ترك التلاميذ يواجهون مصير مجهول.. وهو يمارس عمله الحر.
هذه الظاهرة ” غياب المعلمين” انتشرت في الأعوام الأخيرة وبدأ أولياء الأمور يشتكون منها كونها تهدد مستقبل أبنائهم ووطنهم.. فلم يعد بمقدورهم الرفع والشكوى بالمدارس لمكاتب التربية بالمديريات.. فقد اتخذوا وسائل الإعلام قبلة لحل هذه القضية والوسيلة الوحيدة التي يستطيعوا من خلالها إيصال صوتهم لوزير التربية والتعليم.
فخلال الأسبوع الماضي اشتكا أهالي وسكان ” قاع القيضي” حزيز بمديرية سنحان من إهمال بعض المدرسين أمام واجبهم وعدم صيانة الأمانة الملقاه على عاتقهم والمتعلق بغيابهم عن المدارس أثناء دوامهم الرسمي وممارستهم أعمال أخرى كالتجارة وغيرها.. تاركين الطلبة داخل فصول مدرسة جيل الميثاق كقطيع أغنام بدون راعي.
وناشد المواطن رامي أمين العريقي عن أهالي قاع القيضي وزير التربية والجهات ذات العلاقة بتكليف لجنة للنزول الميداني إلى هذه المدارس وبقية مدارس المديرية للتأكد مما يجري من تلاعب وغياب كوادر التربية¡ واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم للحد من تفاقم الظاهرة.