أصدقاء اليمن 

يقدم أصدقاء اليمن صورة جميلة للتفاعل الإيجابي مع القضايا والمصالح اليمنية والانحياز لاستقراره السياسي وازدهاره الاقتصادي¡ وبقدر ما تحمل الصورة من ملامح مشرقة للإسناد العملي والتضامن الإقليمي والدولي الواسع والكامل مع ديمقراطية اليمن ووحدته بقدر ما تكشف بإشراقتها تلك القسمات المعتمة لبعض المواقف المحلية والتي يفترض أن تكون وطنية وهي تناصب الوطن العداء.
ولا حياء بل لا حياة فيمن لا يستفز فيه الاحتشاد العالمي حول الخيارات الراقية إنسانيا◌ٍ وحضاريا◌ٍ للشعب اليمني¡ إحساس الواجب الوطني وقد ارتبط بتطلعات فتح أفق مستقبلي جديد ليمن يتسع لجميع أبنائه.
وكما هو الملاحظ فإن الدعم الخارجي يتوافد إلى اليمن ويتدفق في اتجاه تعزيز القدرة الإنجازية لأهداف التنمية الشاملة والمستدامة¡ في حين ينغمس مجاميع من أبنائه في وضع خطط التخريب للقائم من الإنجازات وسفك الدماء وقتل النفس المحرمة.
ولقد بلغ مبلغه الخارق لكل القيم¡ التنكر للقضايا الوطنية وإسقاط كل ما يتصل بحياة المواطن من الحسبان بعد شطبه وطرده من مواطن الشعور الإنساني بالروابط الاجتماعية¡ من قبل أفعال الخروج على المجتمع¡ وقد فقدت معها كل فاعلية خيارات ووسائل تنشيط وتحريك نقاط الحساسية الذهنية والنفسية المرتبطة بالمصلحة الوطنية وصار الاستخفاف والإيغال في العدوانية نصيب كل حوار يتوفر لإيجاد معالجات ومخارج سلمية.
وحال كهذا من الانسداد والانشطار والتمزق الإنساني هو ما يسوغ اللجوء للمثل الخارجي وعرضه على حالات فقدان الوعي الوطني علها تستدل على سبل استعادته.
ومن باب المحاولة الحوارية التي لا تكل ولا تمل وليس من باب الاستهانة والإهانة مهما كان قدر الأحقية فيه عاليا◌ٍ¡ نلجأ إلى استخدام وعرض المثل الخارجي علø الخارجين على مجتمعهم يستعيدون صوابهم ويعيدون تصويب مواقفهم التدميرية.
ولسنا نطالب أمثال هؤلاء بأكثر مما يبديه الأصدقاء من تقدير¡ وان تتماثل قلوبهم مع قلوب الأشقاء والأصدقاء التي تمتلئ محبة لليمن وتنبض خشية عليه.
ولوحه المحبة الخارجية كافية وكفيلة بإظهار الحالة المشينة لمن يقابلونه بمشاعر الحقد وفعل الخراب¡ والأموات وحدهم من لا يحرك فيهم ذلك ساكنا◌ٍ.
والموات وحده أيضا◌ٍ ما ينتظر المشاريع الصغيرة وأصحابها الذين اختاروا انتهاج سبل الانفصال عن المجتمع والوطن على اختلاف دعاواهم الانعزالية المنغلقة على الذات الضيقة.
ولم يغلق الباب في المقابل أمام فرص وإمكانات تحرير أسرى الأفكار الظلامية والانطلاق بكل الطاقات والمقدرات اليمنية نحو الفضاء الأرحب للتعايش الاجتماعي والسياسي في الإطار الديمقراطي والوحدوي للتداول السلمي للسلطة.
وكما أن الأبواب الحوارية مفتوحة فإن متطلبات الحل متاحة وعن طريق مبدأ الشراكة الوطنية وتجسيد معالمه العملية على أرض الواقع المعاش.
وكل في وسعه أن يقدم الإسهام الإنمائي ويقوم بدوره الوطني من موقعه مهما يكن حجمه ومساحة صلاحيته وصلاحياته وإحلال البديل السلوكي لنشر وعي التنافس لتقديم الأفضل محل ثقافة التنابز وإثارة مشاعر الكراهية والحقد.
وأن يكون النظام والقانون مرجعية أداء المسئول والتزام المواطن وأساس التأمين للحقوق والواجبات للمواطنة الحقة الخطوة الأولى على طريق الازدهار والتقدم صوب المستقبل الأفضل

قد يعجبك ايضا