يواصل بشير الخير فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح زيارته الميدانية والتفقدية لمحافظة حضرموت¡ محافظة الخير والنماء¡ متلمسا◌ٍ أحوال المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم عن قرب وبعيدا◌ٍ عن أية حواجز أو مظاهر بروتوكولية أو تقارير مكتبية أو أي من أشكال البيروقراطية والروتين¡ فيستمع للصغير والكبير ويضع الحلول والمعالجات للقضايا الملحة سواء ذات الطابع التنموي أو المتصلة بالحياة اليومية للمواطنين أو بأداء السلطة المحلية أو بالشأن الاقتصادي والاستثماري أو بسير تنفيذ المشاريع الخدمية¡ كما تعودنا دائما◌ٍ من فخامته في كل زياراته الميدانية لمختلف محافظات ومديريات الوطن.
ولعل ما يميز الزيارات التي يقوم بها فخامة رئيس الجمهورية لمحافظة حضرموت هو أنها ارتبطت باستبشار أبناء هذه المحافظة بمزيد من الخير التنموي في محافظتهم¡ لذا فقد استحق الأخ الرئيس صفة “بشير الخير” التي كان أبناء حضرموت أول من أطلقها على فخامته تعبيرا◌ٍ عن حبهم وتقديرهم لهذا القائد والزعيم الذي حمل على عاتقه مسؤولية انتشال المحافظات الجنوبية والشرقية من البؤس والحرمان اللذين عانت منهما إبان العهد الشمولي¡ والارتقاء بأوضاعها وتعويضها عن كل تلك السنوات العجاف وإيصال خير الوحدة إليها في شتى المجالات لتلحق هذه المحافظات بركب مسيرة التنمية في سائر الوطن.
واليوم وبعد عقدين من عمر الوحدة المباركة هاهي محافظة حضرموت قلعة من قلاع التنمية والاستثمار¡ حيث لا مجال للمقارنة بين ما كانت عليه قبل 20 عاما◌ٍ وما أصبحت فيه اليوم.. سواء أقر بذلك المتعامون عن هذه النهضة أو أنكروا حقيقتها وشواهدها ومعالمها البارزة للعيان¡ إذú ليس بوسع هؤلاء الذين لم يقدموا شيئا◌ٍ يذكر لمحافظة حضرموت وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية طوال حكمهم الذي امتد 23 عاما◌ٍ عدا المجازر وتأميم الممتلكات الخاصة وسحل العلماء والتجار والوجاهات الاجتماعية وتشريد المواطنين¡ أن “يحجبوا أشعة الشمس بغربال” مهما أوغلوا في الزيف والتضليل وترويج الأباطيل¡ خاصة وأن الشعب اليمني صار يعرف حقيقة تلك الأصوات النشاز التي تحلم بإعادة الوطن إلى نقطة الصفر والماضي التشطيري البائس¡ ويعرف تاريخها الأسود وما اقترفته من آثام بحق هذا الوطن وما سببته من آلام لأبنائه.
وأمام ما تحقق من إنجازات وتحولات كبرى في محافظة حضرموت شأنها في ذلك شأن باقي محافظات الوطن الأخرى¡ فإن من حق أبناء حضرموت الطيبين أن يحتفوا بزيارة “بشير الخير” لهم ولمناطقهم وأن يبتهجوا كما شاءوا بتدفق العطاء الوحدوي وقيام المشاريع الاقتصادية والاستثمارية العملاقة في محافظتهم¡ وارتفاع مداميك صروح العلم فيها واستكمال شبكة الطرق الحديثة النوعية وغير المسبوقة¡ التي كسرت العزلة بين مديرياتها وبينها وكافة مناطق اليمن بل وحتى دول الجوار¡ لقناعة أبناء حضرموت بأن احتفاءهم بما تحقق لمحافظتهم من إنجازات ومكاسب إنما يدفع بمسيرة البناء والنماء نحو الأمام ويبث المزيد من الأمل والطمأنينة لدى الأجيال الصاعدة بأن المستقبل سيكون أكثر إشراقا◌ٍ.
وأمر كهذا يكتسي أهمية بالغة لكونه ينأى بالشباب من صغار السن عن الوقوع في شراك تغرير تلك العناصر الانفصالية المأزومة التي تحترق بغيظها وحقدها الدفين وهي ترى هذه النهضة تحاكم عهدها الكالح¡ خاصة بعد أن عمدت إلى محاولة تضليل بعض الشباب الذين يجهلون حقيقة الأوضاع المأساوية التي عاشها آباؤهم أثناء حقبة التشطير والتجزئة¡ والواقع المرير الذي مرت به المحافظات الجنوبية والشرقية¡ والحرمان الذي ظلت تكابده إبان حكم تلك العناصر الانفصالية التي اتخذت من بعض وسائل الإعلام نافذة لترويج سمومها الخبيثة¡ بترديد افتراءاتها المضللة بأن المحافظات الجنوبية والشرقية تتعرض للظلم¡ مع أن الحقيقة أن الوحدة هي التي أنصفت هذه المحافظات ورفعت عنها جور وعسف الحكم الشمولي الذي كبلها بالنظرية الاشتراكية وحول أبناءها إلى أدوات يجري عليها اختبارات تلك النظرية¡ ليعطل فيهم قدرات الإبداع والابتكار¡ ويسلبهم حرية الرأي والتفكير والعمل والتنقل¡ ويخضع الجميع لشعار “لاصوت يعلو فوق صوت الحزب”!!.
وبوسع هؤلاء الشباب أن يسألوا أباءهم لكي يقفوا على حقيقة الفارق الشاسع بين ما كان وما هو كائن اليوم¡ وأن خير الوحدة قد غير ملامح الحياة في المحافظات الجنوبية والشرقية التي لم تتنفس الصعداء إلا في العقدين الأخيرين بعد أن انزاح عن صدرها في يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ذلك العهد القاتم الذي حكمها بالحديد والنار وجعلها رهنا◌ٍ للخوف والفزع والتوجسات الدائمة¡ لا تحلم بحاضر ولا مستقبل ولا تعرف إلى أين تقودها المقادير.
Prev Post
Next Post