بل القائد الأول للمسيرة القرآنية هو المنتصر على العدوان
د. هشام محمد الجنيد
إن السير بناء على أية أيديولوجية وتحت أي مسمى يتعارض والسير على هدي الله، لا يجلب سوى الضعف والهزائم،. فلو افترضنا جدلا أن الحرب الدفاعية التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية منذ خمس سنوات ضد العدوان على أساس أية منهجية غير المسيرة القرآنية، لما صمدنا طيلة هذه الفترة ولما حققنا هذه الانتصارات الإلهية، بل لكانت الأوضاع استثنائية في وحشية الحروب والإجرام والقتل والفوضى علينا خصوصا كيمنيين، لعلم هذا العدوان بالمكانة التاريخية والإسلامية لليمنيين الأحرار، ولعلمه بالدور الجهادي المنوط بهم لإنقاذ الأمة الإسلامية من وطأة الذل والاستكبار الصهيوني الأمريكي العالمي.
ذلك ما أشار إليه الشهيد القائد حسين الحوثي – رضوان الله عليه – وأوضح أن هاجس وخوف الأمريكيين بناء على حسابات دينية كان من خطر قادم من اليمن وأساسا من محافظة صعدة، لذلك كانوا يتابعون أولا بأول ما يحدث باليمن. وهو ما دفع بالسفير الأمريكي (أدموند هول) في صنعاء قبل الحرب الأولى إلى سحب السلاح من سوق الطلح بمحافظة صعدة. والغاية هي إضعاف المواطنين، كون الصرخة والسلاح وإن كان خفيفا قد أرعبا أعداء القرآن، وبالتالي لا يريد العدو أن يرى سلاحا بيد مجاهد في سبيل الحق، وحتى يسهل القضاء على الصرخة والمسيرة القرآنية ومؤسسها.
وعندما عجز العدوان عن القضاء عن المسيرة، كرر لاحقا هذا السيناريو بقيام الخائن الأعظم عفاش وابن أخيه الخائن عمار بتفجير الدفاعات الجوية طيلة الفترة منذ نهاية العام 2004م وحتى العام 2009م، ليكمل هذا المسار اللاوطني خلفه الخائن الدنبوع في تعطيل الصواريخ الباليستية، وتغاضيه على القبض عن عناصر مليشيات حزب الإصلاح الإرهابية والمرتزقة المنفذين لعمليات الاغتيالات والذبح والقتل والسحل والتفجيرات وكل أنواع الإرهاب. كانت الغاية هي إضعاف الدولة الضعيفة ليسهل للعدوان القضاء على الصرخة وعلى جنود المسيرة القرآنية.. وكل مخططات العدو وعملائه باءت بالفشل سياسيا واقتصاديا وماليا وعسكريا وأمنيا بفضل الله والإيمان والالتزام بمنهجية المسيرة القرآنية التي رسمها قائدها الأول الشهيد حسين الحوثي – رضوان الله عليه –
وشن العدوان الحرب ضد المسيرة القرآنية إنما يعني الحرب ضد المشروع الإلهي الخاتمي الذي أسس نواته رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، لتبدأ قوى الشر وعلى رأسها بنو إسرائيل والمنافقون بالحرب ضد المشروع الإلهي الخاتمي منذ أن مات محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، وظلت مستمرة حتى وقتنا الراهن، مستمرة وبعدة أساليب أخطرها الغزو الفكري بالحرب وتشويه الدين المحمدي، لتصبح العقائد الباطلة والثقافات المغلوطة هي الإسلام الذي يراد له من قوى الشر، ويسهل على إثر هذه المعطيات إدخال المسلمين من المنطلق الديني في حروب عشائرية ومذهبية فيما بينهم.
وانسيابا مع هذه الغايات الشيطانية تمحورت نظريات ومقالات – على سبيل المثال لا الحصر: هنري كيسنجر وجوناثان كوك – وأهداف المعاهد والأبحاث الأكاديمية في أمريكا إزاء مستقبل المنطقة والإسلام وأهله حول هذه الغايات لتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم بإشعال نار الحروب التي سعى إليها العدوان وعلى أساس ديني لغاية القضاء على المشروع الإلهي الخاتمي من خلال القضاء على جنود المسيرة القرآنية.
ظن أعداء الله أن باستشهاد قرين القرآن القائد حسين الحوثي – رضوان الله عليه – قد تم القضاء على راية اليماني وعلى المسيرة القرآنية، بينما روح الله الشهيد القائد قد استشهد حرا عزيزا شجاعا، والمسيرة القرآنية لم ولن تنتهي. ومن واقع النتائج الميدانية صنع جنود المسيرة القرآنية بعون الله أعظم الانتصارات في جميع الجبهات ضد قوى الشر العالمية، ومن أهمها: مرحلتا عملية “توازن الردع” ومرحلتا عملية “نصر من الله” وعملية “فأحبط أعمالهم” ومرحلتا عملية “البنيان المرصوص” وعملية “فأمكن منهم” في محافظة الجوف، ومدينة مأرب بإذن الله في طريقها لتتحرر من العدوان وتعود إلى حاضنة الوطن على يد أبنائها القبائل الشرفاء الأحرار المتعاونين مع الجيش واللجان الشعبية. وعلى المتورطين في بالمدينة بالتعاون مع العدوان المسارعة إلى فك ارتباطهم مع دول العدوان ومرتزقتها والتنسيق مع الجيش واللجان الشعبية، استجابة للدولة حقنا للدماء وتوحيد الصف الداخلي ضد أعداء المسيرة القرآنية والوطن.
وإذا نظرنا بتدبر إلى عجلة الانتصارات والتأييد الإلهي لمجموعة قليلة جدا بدأت بالصرخة من مران بمحافظة صعدة ووقفت ضد الهيمنة الأمريكية في زمن لا أحد يجرأ أن يرفع صوته ضد أمريكا، لتبدأ التحركات العدوانية من قبل العدوان الأمريكي وعميله النظام السابق ضد مشروع المسيرة، ورغم ذلك لم ولن تستطيع قوى الشر القضاء على المسيرة القرآنية ؟. بل كانت الانتصارات الإلهية حليفة المجاهدين في سبيل المشروع القرآني لنصرة الإسلام. فعلى ماذا يدل ذلك ؟.
أليس خط الله هو السير على منهجية المسيرة القرآنية الذي جلب لنا بعون الله وتأييده كل هذه الانتصارات، وألحق بالعدوان أعظم الخسائر، ونكَّل به أشد تنكيل، وقزَّمه أمام الأنظمة والشعوب العالمية بقيادة راية الهدى القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ونصره ؟ .. إن التأييد الإلهي بالنصر لجنوده سيظل بإذنه وتوفيقه حليف جنود الله الجيش واللجان الشعبية وكل المجاهدين في سبيله وعلى درب المسيرة القرآنية. فبالمسيرة القرآنية ستتحرر كل المحافظات الجنوبية والشرقية وبيد أبنائها الشرفاء الأحرار بتعاونهم مع الجيش واللجان الشعبية وعودتها إلى حاضنة الوطن وكل التراب اليمني.. على ماذا يدل عجز هذا العدوان الكوني عن القضاء على المسيرة القرآنية رغم استمراره أكثر من عشرين عاما؟.