الثابت والأكيد أن أحزاب اللقاء المشترك قد تخلت عن مسؤولياتها ودورها تجاه ما يتعلق بتطوير العملية الديمقراطية والرقي بمساراتها ومقتضيات ممارستها¡ ناهيك عن الواجبات المناطة بها تجاه الوطن الذي تنتمي إليه وعملية بنائه والنهوض بمقدراته الاقتصادية والاجتماعية¡ وذلك حينما عمدت إلى استبدال كل تلك الأدوار بممارسات عبثية يغلب عليها طابع اللامسؤولية والدوافع الانتقامية وأساليب الابتزاز والاستغلال المقيت لمناخات الديمقراطية في توتير الحياة السياسية وتسميم أجوائها وافتعال الأزمات التي تهدف من ورائها إلى تعطيل عملية الديمقراطية والتنمية والاستثمارات والسياحة عن طريق تأجيج مشاعر البسطاء والتشجيع على الفوضى والتحريض على النشاطات المثيرة للفتن والصراعات والأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد.
بل أن هذه الأحزاب – مع الأسف- أطلقت لأهوائها العنان لدرجة أنها أصبحت هي نفسها التي تتبنى أجندات القوى المعادية لهذا الوطن ووحدته وأمنه واستقراره¡ ولم تكن تحالفاتها مع العناصر الانفصالية والإمامية والعصبوية والارتدادية والتخريبية¡ إلا دليلا◌ٍ على إمعانها في الإيذاء والإضرار بالمصالح الوطنية العليا¡ وهي بهذا المسلك التدميري تترجم عمليا◌ٍ ما سبق وأن أفصح عنه أحد قياداتها المتنفذة قائلا◌ٍ: “إننا وإن دمرنا هذا الوطن اليوم فسنقوم بإعادة بنائه غدا◌ٍ”!!.
ولا ندري لماذا تريد أحزاب “المشترك” إشاعة الخراب في هذا الوطن وتحويله إلى ساحة مستباحة تتقاذفها العواصف والأنواء وتنهشها مخالب المتربصين والمتآمرين والناقمين والحاقدين والذئاب المتعطشة للدماء والتي لا يحلو لها العيش إلاø في ظل الفوضى وانتشار الأشلاء والحرائق الكارثية¿!!.. ولماذا يسعى المتنفذون في هذه الأحزاب إلى توريث الوطن مشروعهم التدميري.. هل الدافع لذلك هو الانتقام من الشعب اليمني الذي لم ينتخبهم وأحجم عن منحهم أصواته وثقته بعد أن وجد أنهم لا يعبرون عن تطلعاته وآماله¿!!.
وهل ما ي◌ْقدم عليه هؤلاء المتنفذون في أحزاب “اللقاء المشترك” من مواقف نتاج حماقة أم طيش أم عدم إدراك أم أن ما يحركهم نزعة انتحارية تتغذى من شعورهم بالفشل والعجز والخيبة¿!!.
وفي كل الأحوال¡ هذه الأحزاب التي فقدت الحكمة واتسعت في داخلها دائرة المفارقات والتناقضات¡ وإن كانت ضحية مجموعة من المتنفذين تتحكم بهم انانيتهم ونرجسيتهم¡ فإنها ما لم تسارع إلى إنقاذ نفسها من سيطرة أولئك المتنفذين والذين يقودونها إلى هاوية وخيمة¡ فإنها ومن ينتمي إليها أول من سيدفع الثمن باهظا◌ٍ.
إذ لم يعد مقبولا◌ٍ أن تبقى هذه الأحزاب أسيرة ورهنا◌ٍ لأهواء ومصالح وجنون مجموعة متنفذة لا يهمها سوى نفسها ومصالحها وإشباع نهمها ومطامعها ولو كان ذلك على حساب الوطن ومصالحه.
وقد حان الوقت أن يقف الناس جميعهم أمام حقيقة المرامي الخبيثة لقيادات هذه الأحزاب التي جندت نفسها لإقامة المسيرات والاعتصامات تحت شعارات كاذبة ومضللة ومخادعة¡ وإطلاق البيانات والتصريحات التي تتباكى فيها وتذرف دموع التماسيح زورا◌ٍ وبهتانا◌ٍ على أحوال المواطنين المعيشية والاقتصادية فيما هي تتاجر بقضاياهم وتعمل بكل جهد على تعطيل توجهات الحكومة الهادفة إلى تحسين الوضع الاقتصادي وخلق المزيد من فرص العمل¡ تماما◌ٍ كما هي عادة هذه القيادات الحزبية التي سخرت كل أدواتها لتعطيل كل عمل مثمر يعود بالنفع على الوطن وأبنائه.
وهنا نتساءل: ألم تكن هذه القيادات الحزبية هي من دعت إلى الحوار بين القوى السياسية وأول من انقلبت عليه¿!!. وهي أيضا◌ٍ من ظلت تتشدق بالمطالبة بمزيد من الإصلاحات فيما اتجهت إلى وضع العراقيل أمام إصلاحات الحكومة رغبة في إعاقتها وإفراغها من مضمونها¿!!..
أليست هذه القيادات الحزبية هي من ظلت تستدرج الوطن إلى مصيدة الأزمات بغية التكسب وابتزاز الحزب الحاكم¡ بما ينطوي عليه هذا التوجه من إنهاك للبلاد والعباد¿!!..
و◌ِم◌ِنú غير هذه القيادات الحزبية قد أساء إلى الوطن وعمل على تشويه صورته عبر وسائل الإعلام المحلية والخارجية¡ مستخدما◌ٍ أساليب “الدعاية النازية” التي ترتكز على قاعدة “اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون”.!!.
وما من شك أن حقيقة هذه القوى الحزبية صارت مكشوفة ولا شيء يستر سوءاتها¡ كما أن ما تروج له من زيف وبهتان أصبح مفضوحا◌ٍ ولم يعد ينطلي على أحد.
وكما تعامت قيادات “المشترك” وتناست حقيقة أن حبل الكذب قصير¡ فإنها لم تدرك أيضا◌ٍ أن تحالفاتها مع العناصر الإمامية والتخريبية والانفصالية قد كشفت المستور وأسقطت أقنعة “الزيف المشترك” عن تلك الوجوه المتلونة وأزالت المساحيق عنها لتظهر على حقيقتها.. لينطبق عليها المثل القائل: “كاد المسيء أن يقول خذوني”!!.
Prev Post
Next Post