على طريق تحييد طيران العدوان 100% عن الأجواء اليمنية وتجسيدا لوعد السيد القائد
الدفاع الجوي يسقط طائرة تجسس ويعترض طائرات حربية ويكشف اليوم عن منظومات جديدة
حصاد الدفاع الجوي لطائرات العدوان يتجاوز إصابة وإسقاط (220) طائرة متنوعة منذ 2015م
الثورة / إبراهيم يحيى
تزيح وزارة الدفاع اليوم الأحد في معرض يقام بالعاصمة صنعاء، الستار عن منظومات دفاع جوي جديدة، جرى تطويرها وتصنيعها محليا بعقول وقدرات يمنية ضمن معركة التحرر المستمرة وعلى طريق تحقيق هدف «عام الدفاع الجوي 2020» المتمثل في «استعادة زمام حماية الأجواء اليمنية بالكامل وتحييد طيران العدوان بنسبة 100%»، والذي يشهد إحراز إنجازات متتابعة آخرها أمس السبت إسقاط طائرة تجسسية للعدوان في جيزان والتصدي لتشكيل قتالي مكون من طائرات حربية سعودية وإماراتية في سماء نهم.
وأعلن متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أمس السبت، أن «الدفاعات الجوية تتصدى لتشكيل قتالي مكون من طائرات حربية سعودية وإماراتية بعدد من صواريخ «فاطر1» في سماء مديرية نهم بمحافظة صنعاء». مؤكدا في بيان صحافي مقتضب على حسابه في «تويتر» مساء أمس السبت، أن «الدفاعات الجوية أجبرت الطائرات المعادية على مغادرة الأجواء قبل تنفيذها أي مهام عدائية في نهم». بالتوازي مع إعلان مصدر عسكري «إسقاط طائرة تجسسية لقوى العدوان أثناء قيامها بأعمال عدائية شرقي الخوبة في محور جيزان».
بالتزامن، أعلن متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، في بيانه أن دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع ستزيح اليوم الأحد الستار عن منظومات دفاعية جوية جديدة، جرى تطويرها وتصنيعها محليا وتجربتها. وقال: «غداً – إن شاء الله – ستزيح القوات المسلحة اليمنية الستار عن أربع منظومات صاروخية للدفاعات الجوية في معرض الشهيد عبد العزيز المهرم». وتفاصيل استخدام بعض تقنيات هذه المنظومات الجديدة في إسقاط طائرة حربية أخرى لتحالف العدوان في سماء محافظة الجوف، منتصف الشهر الجاري.
تطورات متلاحقة
وتشهد الدفاعات الجوية اليمنية تطورا تصاعديا وبوتيرة متسارعة على صعيد عمليات وقدرات اعتراض وإصابة وإسقاط طائرات تحالف العدوان، منذ أعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الرابع عشر من سبتمبر 2017م، عن جهود حثيثة لتطوير منظومات الدفاع الجوي، وقال مبشرا أبناء الشعب: «لدينا جهود لتطوير منظومات الدفاع الجوي للتصدي للطائرات الأمريكية الحديثة». مضيفا: «نحن نواجه التقنية الأمريكية في أحدث ما وصلت إليه، وليس مواجهة تقنيات السعودية وأعراب الإمارات».
تُضاف منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الجديدة المقرر الكشف عنها اليوم الأحد، إلى منظومتي «ثاقب1» و«فاطر1» اللتين دخلتا الخدمة في أكتوبر 2017م، وأحدثتا فارقا نوعيا في معركة الجو، وتغيير موازينها، ابتداء من إسقاط منظومة «ثاقب1» في 1 أكتوبر 2017م طائرة درون أمريكية مقاتلة من طراز MQ9 في سماء العاصمة صنعاء بحي جدر في مديرية الحارث وتمكنها في 6 سبتمبر من اعتراض مروحيات الأباتشي لتحالف العدوان جنوبي مدينة الحديدة وتحييدها عن التحليق لعدة أشهر» حسب متحدث الجيش.
ووفقا للمتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، فإن منظومة فاطر1 وبجانب إسقاطها طائرتي الدرون الأمريكية الثالثة والرابعة من طراز MQ9 في الحديدة وذمار «نجحت في إفشال العديد من العمليات الجوية المعادية إضافة إلى عمليات إنزال في محافظة حجة، وتمكنت من التصدي لطائرات معادية من طراز F16 و F15 وميراج وتايفون، وأسقطت طائرة تايفون في سماء نهم في 2017 (27 أكتوبر)، وأصبحت مطلع العام 2019م تعمل في مناطق العمليات العسكرية الشمالية».
من الصفر
العميد سريع، أكد في مؤتمره الصحافي المكرس لإزاحة الستار رسميا عن منظومتي «ثاقب1» «وفاطر1» في 24 أغسطس 2019م، أن «القيادة كانت تدرك تماماً أن عملية إعادة بناء قدرات الدفاع الجوي تبدأ من نقطة الصفر وهو ما حدث بالفعل». مضيفا: «بدأت القوات المسلحة بالكوادر الوطنية والمجاهدين الأبطال في رسم مسار العمل وتجاوزت بنجاح الكثير من المعوقات والصعوبات، ونجحت قوات الدفاع الجوي في تطوير منظومتين دفاعيتين دخلتا خط المعركة وحققتا نتائج إيجابية».
ومع أنه صرح أيضاً «تم تطوير منظومة دفاعية ثالثة وكذلك رابعة ضمن جاهزية قوات الدفاع الجوي» إلا أنه تحفظ على الكشف عن تفاصيلهما، وقال: «سيتم الكشف عنها خلال المرحلة المقبلة». مضيفا: «فرضت منظومات الدفاع الجوي الجديدة ثاقب1 وفاطر1 معادلات جديدة في معركة الجو، وأجبرت طائرات العدو على التعامل بحذر، واتخاذ إجراءات احترازية بينها قذف بالونات حرارية». مردفا: «منظومات الدفاع الجوي في المناطق التي تعمل بها تشكل تهديداً حقيقياً لكافة الأهداف الجوية المعادية وهذا ما أثبتته المراحل السابقة».
كان انجاز منظومتي «ثاقب1» «وفاطر»1 باكورة الصناعات الدفاعية الجوية اليمنية وقهر ظروف العدوان والحصار، حسبما أكد متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، معتبرا أنهما «أدخلتا اليمن مرحلة متقدمة في مسار طويل اختطه خبراء الدفاع الجوي اليمنيين». وقال: «تمثلت نجاحات الدفاع الجوي في تدمير الهدف المعادي، والسيطرة الإلكترونية على الهدف المعادي، وإجبار الهدف المعادي على مغادرة الأجواء». مضيفا: «لعل من أهم ما حققته منظومات الدفاع الجوي تحييد الأباتشي بنسبة 70% وتحديداً في جبهات الحدود».
تراكم الإنجازات
وقد أكدت مجريات معركة الجو، تصاعد إنجازات القوات الجوية ووحدة الدفاع الجوي في التصدي لطائرات العدوان، اعتراضا وإصابة وإسقاطا، فارتفعت محصلة حصاد طائرات العدوان من إصابة وإسقاط 22 طائرة للعدوان تنوعت بين حربية ودرون مقاتلة (بلا طيار) وتجسسية واستطلاعية إلى (30) طائرة في 2017، بينها 3 حربية و5 مروحيات وثاني طائرة درون أمريكية مقاتلة MQ9 في سماء حي جدر في العاصمة صنعاء، و7 طائرات تجسسية ذات أنظمة ملاحية وتصوير حديثة، و13 طائرة استطلاع منخفض.
ظلت محصلة حصاد الدفاع الجوي لطائرات العدوان في تزايد كما ونوعا، فشهد العام 2018م إسقاط طائرتين حربيتين سعوديتين من طراز بانافيا تورنادو (الأولى بسماء مديرية كتاف بصعدة والثانية في عسير بعد إغارتها على صعدة)، وإصابة طائرتين حربيتين سعوديتين F15 SA (في سماء العاصمة صنعاء وأخرى في سماء مدينة صعدة) وإجبارهما على التخلص من خزانات الوقود والذخيرة للإسراع في الفرار ومغادرة الاجواء، واعتراض ثالثة حربية إماراتية من طراز إير تركاتور (AT-802U) في سماء الحديدة.
لم يجد تحالف العدوان بدا من الإقرار على لسان ناطقه العقيد تركي المالكي بما سماه «تطورا ملحوظا للقدرات الدفاعية الجوية للحوثيين»، وهو التطور الذي حصد أيضاً ثالث طائرة درون أمريكية مقاتلة من طراز MQ9 في سماء الحديدة، و3 طائرات درونز مقاتلة صينية الصنع من طراز CH-4 في عسير وجيزان وسماء صعدة، وطائرة درون رابعة مقاتلة جنوبي الجبلية في التحيتا بالحديدة، وإسقاط مروحية أباتشي سعودية في جبهة جحفان بجيزان، واعتراض العشرات منها في الحديدة، وإسقاط 27 طائرة تجسسية حديثة و5 طائرات استطلاع منخفض.
استمر تصاعد حصاد الدفاعات الجوية اليمنية لطائرات العدوان ليبلغ ذروته في العام 2019، ووفق رصدنا عمليات الدفاع الجوي خلال 2019م، يتبين أن حصادها شمل إصابة طائرة حربية سعودية F15 SA في سماء صعدة، وإسقاط مروحية أباتشي سعودية في مجازة بعسير ومصرع قائدها ومساعده، بصاروخ أرض-جو «يستخدم تقنية جديدة» لم يفصح متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن نوعها أو تفاصيلها، وإسقاط 7 طائرات درونز مقاتلة (2 من طراز MQ1 و2 من طراز MQ9 و2 من طراز Wing Loong وأخرى أمريكية).
حصاد العام 2019م، النوعي، شمل أيضاً إسقاط 56 طائرة تجسسية حديثة لتحالف العدوان بينها طائرة من طراز «سكان إيغل» الامريكية في عسير وأخرى من طراز (Schiebal Camcopter S-100) في مديرية الصليف بالحديدة، ومن طراز Luna ألمانية في صعدة، ومن طراز «كاريال» التركية الصنع في مديرية الصليف بالحديدة، وكذا من طراز «فانتوم» تابعة للقوات السودانية المشاركة في العدوان بمديرية حيران في حجة، إضافة إلى إسقاط 9 طائرات استطلاع منخفض وفق ما أعلنه العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحافي المكرس نهاية ديسمبر الفائت.
تواصلت انجازات الدفاعات الجوية اليمنية مع بداية العام الجاري بوتيرة عالية، لتحصد طائرة درون مقاتلة صينية الصنع من طراز (Wing Loong) هي الرابعة إسقاطا، وثالث طائرة حربية من طراز تورنادو، اسقطت في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف، ونحو 10 طائرات تجسسية واستطلاعية، بجانب التصدي لعشرات الطائرات الحربية متعددة الأنواع واعتراضها وإجبارها على مغادرة الأجواء اليمنية، آخرها «التشكيل القتالي من طائرات حربية المدحور من سماء مديرية نهم بمحافظة صنعاء أمس السبت».
وعد القائد
ويأتي الكشف عن منظومات الدفاع الجوي الجديدة امتدادا لإعلان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في 25 مارس 2019 ضمن خطابه بمناسبة إنهاء عام الصمود الرابع بوجه العدوان، أن «العام الخامس هو عام تطوير القدرات العسكرية. والرؤية الوطنية ستبنى على أساس هوية شعبنا الإيمانية والاستفادة من التقنيات العصرية». مضيفا: «سيندم أعداؤنا لأنهم سيدركون أن بلدنا أصبح منتجاً للقدرات العسكرية ليتبوأ مكاناً مهماً على مستوى التصنيع العسكري. نمتلك تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات».
السيد القائد أكد في خطابه عن ثقة بالله ويقين بانتصار اليمن واليمنيين في معركتهم المصيرية، أن «العام الخامس سيكون عاماً متميزاً بالمزيد من الانتصارات، وتحصين الساحة الداخلية». وأوضح للعالم «لسنا عدوانيين، ولا نريد الاعتداء على أي بلد عربي، ومشكلتهم معنا هي رفضنا للاستعباد. إذا أراد الأعداء أن يجعلوا منا عبيداً، فهذا أبعد لهم من عين الشمس». مؤكدا: «نحن نصر على أن نكون شعباً حراً مستقلاً وهذا حقنا شرعاً وقانوناً. من يريد أن يسلب منا حقنا في الحرية والاستقلال سنسلب روحه».
وفي 22 إبريل 2019م، جدد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وعده في أول مقابلة تلفزيونية معه، قائلا: «نسعى لتوفير المزيد من التطوير للقدرة الإنتاجية في مختلف الوحدات العسكرية. هناك سعي حثيث لدى الخبراء العسكريين في اكتساب الخبرة والمعرفة في مجال التقنيات العسكرية رغم الحصار والوضع الاقتصادي الصعب». مضيفا:» شعبنا جدير بأن يكون منتجاً ومبتكراً، والإنسان اليمني تواق للمعرفة والإنتاج والابتكار. الشعب عاش ظروفاً صعبة بشكل مستمر، ما ساهم في تعزيز الجهود والابتكار في التحرك لمواجهة الحصار الاقتصادي».
وأضاف: «هناك إنتاج لأسلحة مهمة وفعالة في السلاح البحري إضافة لوسائل مؤثرة باتت جاهزة للاستخدام عند الحاجة. لدى القوات المسلحة اليمنية تقنيات مهمة، وامتلاك التقنية والمعرفة والخبرة لدى خبرائنا ساهمت في هذا الجانب. السعودي والإماراتي يعتمد على الشراء في موضوع التسليح ولا يستطيع أن يستقل بنفسه في الاستفادة من هذه الأسلحة أو أن يصنع بنفسه». مردفا: «صواريخنا قادرة على الوصول إلى الرياض وما بعد الرياض، إلى دبي وأبوظبي وأهداف حيوية وحساسة لدى قوى العدوان».
تفوق يمني
الأمر الذي أكد ترجمته متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، بإعلانه في نهاية أغسطس 2019م، أن «خطط الدفاع الجوي تتضمن نشر المنظومات الدفاعية في كافة المناطق اليمنية». مضيفا: «نؤكد استمرارنا في العمل على تعزيز القدرة الدفاعية الجوية لقواتنا حتى تتمكن من التصدي لكافة أنواع الطائرات المعادية، وكما كان العام 2018م عاماً للصواريخ الباليستية والعام الجاري (2019) عاماً لسلاح الجو المسير فإن العام 2020م إن شاء الله سيكون عاماً للدفاع الجوي».
تجسد تطور قدرات وإنجازات منظومات الدفاع الجوي اليمني في تراجع عدد غارات طيران تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن الذي بلغ ليلة 26 مارس 2015م «معدل 120 غارة يوميا» حسب ما أعلن ناطق التحالف حينها العميد احمد عسيري. متباهيا بأنه «تم تدمير منظومات الدفاعات الجوي والقوات الجوية وفرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية». إلى متوسط يتراوح بين 25 إلى 20 غارة يوميا في العام الخامس للعدوان، فتراجع غارات طيران العدوان من (15353) غارة في 2018م إلى (6534) في 2019م.
لم يكن هذا التراجع لعدد غارات طيران العدوان نتاج إعلانات «الهدنة الإنسانية»، التي «ظلت مجرد إعلانات سياسية وإعلامية عكسها الواقع» حسب مراقبين، واقترنت كل هدنة منها باقتراف طيران تحالف العدوان مجازر كبرى بحق المدنيين اليمنيين الأبرياء، ولم يأت نتاج «تفاهمات مبدئية» أو «مفاوضات سياسية معلنة أو غير معلنة بين الرياض وصنعاء»؛ قدر ما كانت نتاج مواجهات قوية في معركة الجو، ظلت تشهد تصاعدا في مقدرات الرصد والاعتراض والتصدي والإصابة والإسقاط للطائرات.
انتزعت تقنيات القوات الجوية اليمنية المطورة والمصنعة محليا، الدفاعية منها والصاروخية والهجومية المسيّرة، اعتراف كبار الخبراء والمسؤولين العسكريين الغربيين والأمريكيين بفشل المنظومات الدفاعية الجوية الأمريكية في اعتراضها في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية وصواريخ الدفاعات الجوية المطورة. وفي حين يلجأ تحالف العدوان إلى التقليل من كفاءة اليمنيين ونسب تطور قدراتهم العسكرية إلى شماعة «الخبرات والقدرات الإيرانية»، فإن الخبراء الأمريكيين يقرون بأن «الحوثيين توصلوا إلى ابتكارات ارتجالية لتقنيات صاروخية ورادارية خطيرة» وفق معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية.